- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
مصالحة تركيا والنظام السوري.. هكذا تنظر لها إيران بعين المصلحة
مصالحة تركيا والنظام السوري.. هكذا تنظر لها إيران بعين المصلحة
- 10 مايو 2023, 9:13:15 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تسلّط الزيارات الدبلوماسية الأخيرة بين المسؤولين السوريين والقادة العرب الضوء على الجهود الإقليمية لإعادة دمج نظام الرئيس بشار الأسد في المنطقة. فبعد أكثر من عقد من الزمان، أعادت جامعة الدول العربية قبول سوريا في 7 مايو/أيار 2023، واصفة القرار بأنه خطوة نحو إيجاد حل للأزمة السورية.
يتناول مقال إميلي ميليكين وجورجيو كافيرو في منتدى الخليج الدولي والذي ترجمه "الخليج الجديد"، الجهود الدبلوماسية الناشئة في أعقاب زلزال 6 فبراير/ شباط، حيث دفع الاتفاق الدبلوماسي السعودي الإيراني الأخير الذي توسطت فيه الصين، الرياض نحو المصالحة مع حكومة الأسد.
ووفقا للمقال، يشير هذا التقارب المتزايد بين سوريا والدول العربية الأخرى إلى تحول في الديناميكيات الإقليمية، يمكن أن تؤثر على الصراع طويل الأمد في سوريا.
ويرى الكاتبان أن دولة الإمارات كانت محركًا رئيسيًا للجهود العربية لإخراج سوريا من العزلة؛ ففي ديسمبر/كانون الأول 2018، أعاد الإماراتيون فتح بعثتهم الدبلوماسية في دمشق، وفي 2021، زار كبير الدبلوماسيين الإماراتيين الأسد، قبل 4 أشهر من زيارة زعيم النظام السوري إلى أبوظبي ودبي، في أول زيارة له إلى إحدى دول مجلس التعاون الخليجي منذ اندلاع الثورة ضده في عام 2011.
في غضون ذلك، رحبت دول عربية أخرى لم تدعم المعارضة السورية، مثل الجزائر وعمان، بهذا الاتجاه العام نحو إعادة دمج نظام الأسد في المنطقة.
تقارب تركي
وينتقل المقال للحديث عن حالة تركيا، "حيث كان هناك تحرك تدريجي نحو تطبيع العلاقات مع الأسد بدأ في عام 2017، بعد أن تخلت أنقرة بشكل أساسي عن مساعيها لتغيير النظام في دمشق وركزت على مواجهة الميليشيات المرتبطة بحزب العمال الكردستاني في سوريا".
ومع ذلك، وفقا للمقال، بدءًا من أواخر عام 2022، سرَّعت أنقرة والنظام السوري تحركهما نحو التطبيع مع اجتماع مسؤولين رفيعي المستوى من كلا البلدين في موسكو. وفي علامة أخرى على التقدم، استضافت روسيا محادثات رباعية مع مسؤولين من إيران وتركيا ونظام الأسد أواخر الشهر الماضي لمناقشة إعادة بناء العلاقات بين أنقرة ودمشق.
مصالح إيران في إعادة اندماج سوريا
ترحب إيران بإعادة تأهيل النظام السوري، وبصفته الحليف العربي الأكثر أهمية لها، تفوز طهران أيضًا من الناحية الجيوسياسية إذا استمر نظام الأسد في تلقي دفعات جديدة من الاعتراف الدولي.
ويضيف المقال أن إيران تشعر بسعادة غامرة تجاه المصالحة التركية المحتملة مع النظام السوري، حيث يقلل هذا بشكل كبير من فرص انخراط تركيا في حملة عسكرية أخرى في سوريا، كما ستعمل أنقرة على تحسين الشرعية الدولية لحكومة النظام السوري، والشرعية الخاصة بها، في حالة تطبيع العلاقات.
تأثير إيران على التطبيع بين تركيا وسوريا
يعتبر المقال أن المصالحة المحتملة بين أنقرة ودمشق مهمة جدًا لإيران، حيث تسعى الأخيرة للتأثير على مسار وشروط التطبيع التركي السوري، وقد أراد الإيرانيون أن يحدث التصالح بشروط أكثر فائدة لنظام الأسد ولمصالح طهران الإقليمية من تركيا.
ويشير إلى أن إيران لم تكن راضية عن حقيقة استبعادها في البداية من المحادثات، التي جرت بوساطة روسية بشكل أساسي، ثم ظهرت في وقت ما بعض التكهنات أو الأخبار بأن الإمارات ستنضم أيضًا. لذا، فإن إيران، باعتبارها واحدة من الحليفين الرئيسيين لنظام الأسد، كان استبعادها من العملية أمرًا لن تقبله إيران.
ويدلل المقال على أنه في ذروة المباحثات حول التطبيع، سافر وزير الخارجية الإيراني إلى سوريا، ثم توقفت العملية، وفهم منه أن إيران عرقلت المبادرة الأولية إلى أن قبلت الأطراف انضمامها للمحادثات.
"استراتيجية التوازن" التركية
تحافظ تركيا على إحساس بالتوازن بين إيران وروسيا وحلفائها في "الناتو"، بينما تسعى طهران للتأثير على مسار التطبيع التركي السوري، حيث إن أنقرة "لا تريد أن تكون أداة لإيران أو الجهات المتنافسة معها لكنها تراقب مصالحها".
وأوضح المقال أنه لا يمكن تجاهل السياسة الداخلية لتركيا، في سياق المصالحة المحتملة مع سوريا، حيث تدرك الأخيرة أنها تستطيع الاستفادة من تلك السياسة لصالحها.
ويتابع: "لا تريد دمشق اتخاذ أي خطوات قد تكافئ الرئيس رجب طيب أردوغان قبل الانتخابات الرئاسية هذا العام في تركيا، خاصة وأن بعض استطلاعات الرأي تظهر أن مرشح المعارضة كمال كليجدار أوغلو يتقدم على أردوغان".
ويرجح المقال أن تنتظر دمشق نتائج الانتخابات التركية هذا الشهر قبل التحرك نحو التطبيع الرسمي. ومع ذلك، إذا فاز كليجدار أوغلو ووافقت أنقرة على سحب جميع قواتها من سوريا واستئناف العلاقات الدبلوماسية مع الأسد، بعد أكثر من عقد من الحرب التركية السورية الفعلية، فإن طهران ستكون أكثر سعادة.