مصطفي السعيد يكتب : متي نلغي خطيئة إتفاق إعلان المبادئ مع أثيوبيا؟

profile
مصطفى السعيد كاتب صحفي
  • clock 12 يوليو 2021, 6:45:46 م
  • eye 773
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

أول خطوة لتصحيح أخطاء إدارة ملف سد النهضة هي إلغاء إتفاق إعلان المبادئ الذي منح الكثير لأثيوبيا دون أي مكسب لمصر، بل ألحق بنا ضررا فادحا .. وقبل أن نلوم غيرنا لأنهم لم يقفوا معنا علينا محاسبة أنفسنا، ومراجعة ما فعلناه ومساءلة المقصرين، فالأخطاء كثيرة وفادحة، وإذا اكتفينا بمتابعة الأداء في المشهد الأخير بمجلس الأمن، نجد عددا من الأخطاء، أولها تأخر التوجه إلى مجلس الأمن، فقد مرت سنوات دون حتى إبلاغه بخطورة الخطوة الأثيوبية، وجرجرتنا أثيوبيا إلى حيث تريد في المكان والزمان وجدول الأعمال، كما لم ينفذ الفريق الدبلوماسي بديهيات هذه الخطوة والتي تبدأ بإجراء تحضير وإعداد من خلال إتصالات ومشاورات مع الأعضاء الدائمين، لإطلاعهم وجس نبضهم ومحاولة كسبهم وتزويدهم بما لا يعرفوه قبل أن نتوجه إلى المجلس، 

وعلى ضوء تلك الإتصالات يتم وضع السيناريو المناسب، وإذا أدركنا أن الخطوة لن تفيد وأنها جولة خاسرة، فلا ضرورة للإقدام عليها، أما الأسوأ فكان مشروع القرار المقدم، والذي يطلب وقف ملء خزان السد، وهي قضية فنية، ويجري التفاوض بشأنها في الاتحاد الأفريقي، ولهذا كانت الخطوة الأثيوبية الذكية بإرسال وزير الري لحضور الإجتماع، ليؤكد أنها مسألة فنية، لا تتطلب حضور ممثلها في الأمم المتحدة ولا وزير الخارجية، لتربح أثيوبيا جولة جديدة، وتضيف مكسبا على حساب المفاوض المصري، الذي خرج غاضبا ليدلي بتصريحات نارية بعد فوات الأوان، ثم يجري إتصالات متأخرة في الوقت بدل الضائع مع الأعضاء الدائمين،

 والتي كان يجب أن تبدأ قبل الذهاب إلى مجلس الأمن، كانت الصيغة الأفضل والمناسبة لإختصاصات مجلس الأمن أن نبعث رسالة إلى المجلس والأمين العام تقول " إننا سنعتبر أن ملء خزان السد دون إتفاق بمثابة إعلان حرب منن جاب أثيوبيا على كل من مصر والسودان، وأننا نضع المجلس أمام مسئولياته" رسالة قصيرة كهذه كانت أفضل من التقدم بمشروع قرار لن يأتي بشيء سوى الخذلان المنطقي، والحديث على أن هناك مواءمات تسببت في الخذلان هو تحصيل حاصل، فالمواءمات علينا قراءتها والتعامل معها مبكرا وقبل فوات الأوان وكأننا لم نعلم بها ونتوقعها ونعتبرها مفاجأة، ونشكوا كمن يرسل بطاقة عزاء تنعي حاله البائس. بينما الخطوات المناسبة تبدأ بإلفاء إتفاق إعلان المبادئ الذي جر علينا هذا السيناريو الكابوسي.

التعليقات (0)