مطعم ومشويات الصبايا سبعة عقود من العراقة والتميز في قلب الكرادة الشرقية

profile
  • clock 1 يناير 2025, 11:33:26 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

بقلم رافد المحمداوي

في أحد أزقة الكرادة الشرقية، حيث ينساب عبق التاريخ في أرجاء المنطقة، يقف مطعم ومشويات الصبايا شاهدًا على سبعة عقود من الإبداع والتميز. تأسس هذا الصرح العريق عام 1958 على يد الحاج المرحوم محمد عبد الله الشمري، ليصبح منذ ذلك الحين معلمًا من معالم الكرادة الشرقية وذاكرة حية ترسخت في وجدان سكانها.

 

رحلة التأسيس والبصمة الراسخة

 

لم يكن تأسيس مطعم الصبايا مجرد حدث عابر، بل كان بداية لرحلة من الإبداع والجودة في عالم المشويات والأكلات الشعبية. بفضل شغف الحاج محمد عبد الله الشمري وإصراره على تقديم الأفضل، أصبح المطعم عنوانًا للطعم الأصيل الذي يلامس الروح قبل الحواس. وما زالت روحه الطيبة تطوف في أرجاء المكان، مستذكرة قصة رجل جعل من الكباب والتكة العراقية فنًا يتحدث عنه الجميع.

 

نكهات تروي الحكاية

 

يشتهر مطعم الصبايا بأطباقه الأصيلة التي تعكس هوية المطبخ العراقي بعمقه وغناه. الكباب العراقي، ذلك الطبق الذي يتحدى الزمن ويظل رمزًا للضيافة والكرم، يُقدم في المطعم بنكهة لا تُنسى، حيث تتراقص التوابل مع اللحم على جمر الشواء، لتخلق تجربة طعم فريدة.

أما التكة العراقية، فهي الحكاية الأخرى التي يصوغها مطعم الصبايا بلمسته السحرية. بفضل الوصفات المتوارثة والمكونات المنتقاة بعناية، أصبح مذاق التكة في الصبايا مرادفًا للأصالة والجودة.

 

الإضافة المميزة: السمك والدجاج

 

في السنوات الأخيرة، أضاف المطعم لمسة مميزة لقائمته، حيث يقدم السمك المشوي الذي أصبح له شأن خاص بين زبائنه. يتم تحضير السمك بعناية فائقة وبطريقة تضفي عليه مذاقًا يلامس القلوب قبل الأذواق.

أما دجاج الصبايا، فهو قصة أخرى من التميز، بمذاقه الخاص الذي يعكس إبداع الطهاة وإخلاصهم في تقديم الأفضل لزبائنهم.

 

عراقة المكان وذاكرة الكرادة

 

مطعم الصبايا ليس مجرد مكان لتناول الطعام، بل هو جزء لا يتجزأ من ذاكرة الكرادة الشرقية. كل أبناء المنطقة يعرفون هذا المطعم جيدًا، ويتناقلون قصصه جيلاً بعد جيل. إنه مكان يختزل ذكريات العوائل واللقاءات، حيث تختلط روائح المشويات بدفء الحكايات.

يقع المطعم بالقرب من حسينية عبد الرسول علي، وهو موقع يجمع بين البعد الروحي والاجتماعي، ليجعل منه مكانًا يستقطب الناس من مختلف أنحاء بغداد، بل وحتى من خارجها.

 

الكرادة تحتفظ برمزها

 

في زمن تتغير فيه المعالم بسرعة، يظل مطعم ومشويات الصبايا ثابتًا كرمز للأصالة والعراقة. إنه المكان الذي يذكرنا بقيم التميز والإتقان التي زرعها الحاج المرحوم محمد عبد الله الشمري. وكما كان بالأمس رمزًا للنكهة العراقية الأصيلة، فإنه سيظل حاضرًا في قلوب محبيه، شامخًا في ذاكرة الكرادة الشرقية.

مطعم الصبايا، ليس فقط مطعمًا، بل هو حكاية متجذرة في روح بغداد.

كلمات دليلية
التعليقات (0)