- ℃ 11 تركيا
- 22 ديسمبر 2024
معصوم مرزوق يكتب: الشاهنشاه ( ملك الملوك )
معصوم مرزوق يكتب: الشاهنشاه ( ملك الملوك )
- 20 يناير 2022, 3:19:29 م
- 542
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
في يوم 16 يناير 1979 كان شاه إيران ينظر لآخر مرة إلي أراضي بلاده من نافذة الطائرة التي حملته إلي مصيره المحتوم ..
لقد لعب شاه إيران دور شرطي الغرب في منطقة الشرق الأوسط لسنوات طويلة ، وتمكن نظامه القمعي من بناء دولة قوية معاصرة ، بل إزدادت ثقة الشاه بنفسه وبقدرات دولته إلي درجة أنه قام بثورة علي نظامه أسماها الثورة البيضاء .
ولا ينسي العالم ذلك الحفل الأسطوري الذي أقامه الشاه عام 1971 بمناسبة مرور 30 عاماً علي توليه الحكم ، ومن الملاحظات الهامة أنه أقام هذا الحفل في مدينة " بريسبوليس " التاريخية العتيقة عاصمة الإمبراطورية الفارسية تحت حكم داريوس الأول، وكانت الإحتفالات فارسية بإمتياز فلم تكن هناك أي إشارة إلي الإسلام أو دوره في الحياة الإيرانية ، لقد حرص الشاه علي أن يقدم نفسه كوريث للإمبراطورية الفارسية ..
وفي سنوات حكمه الأخيرة تحولت ثقته إلي غرور ، وأصبح لا ينصت إلي مستشاريه في الداخل والخارج ، وعندما سألته مراسلة " الصنداي تايمز " عن تقارير التعذيب في سجون السافاك أجابها متبرماً " نحن لا نحتاج لدروس من أحد " ..
وكان نظام الملالي الجديد قد تعلم من درس فشل ثورة مصدق ، لذلك قرر من اللحظة الأولي أن نجاح الثورة يتطلب إهراق الدماء ، دماء أعداء الثورة وأنصارها في نفس الوقت ، وهكذا كانت المحاكم الثورية تصدر أحكاماً متتالية ومتعجلة بالأعدام ، وتصدرت صورة القاضي الجلاد حجة الإسلام خلخالي كل وسائل الأعلام ..
لقد كانت الطبقة الإيرانية المتوسطة هي مقدمة قوة الصدمة الحقيقية في ثورة 1979 التي أطاحت بالشاه ، وكان أغلب شباب هذه الطبقة من خريجي الجامعات الأمريكية ويتحدثون الأنجليزية بلكنة أمريكية وبطلاقة ، وقد أستفادوا من " ثورة الشاه البيضاء " كما ذكرت الشهبانو فرح في مذكراتها ، إلا أن تجار البازار وطبقات الملالي تمكنوا من الإحاطة بعقل الثورة منذ اليوم الأول الذي وصل فيه الخوميني إلي مطار طهران ..
وقال لي دبلوماسي إيراني ذات يوم أن السادات تحدي مشاعر كل الإيرانيين بالإحتفاء بأسرة الشاه ، بل ودفنه في مقابر الملوك بمراسم إمبراطورية ، قال لي : " أنه لا يفهم لماذا فعلت مصر ذلك بالإيرانيين ، رغم أن ذلك الشاه لم يستخدم السافاك لقتل آلالاف من الإيرانيين وتعذيبهم في السجون فقط ، وإنما كان أكبر داعم لإسرائيل التي قتلت الآلاف من المصريين " .