- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
معصوم مرزوق يكتب: النيل "مش" نجاشي
معصوم مرزوق يكتب: النيل "مش" نجاشي
- 12 أبريل 2021, 8:58:48 م
- 1202
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
هل يمكن اعتبار حرمان دولة من مياه نهر دولي يمر بأراضيها بمثابة “عدوان” وفقًا للقانون الدولي؟
بدون الدخول في تفاصيل يمكن القول إن ذلك في تفسير واسع يمثل بالفعل عدوانًا يعطي الحق للضحية أن يتخذ إجراءات دفاعية، وفقًا لحق الدفاع عن النفس، بل إن منع تدفق النهر يعد بالفعل في حالة نهر النيل جريمة إبادة لشعوب دول المصب .
إلا أنه لتفعيل الحق في الدفاع عن النفس على المستوى الدولي، يجب بذل الجهود الدبلوماسية بشكل مكثف لبناء رأي عام دولي مساند لاستخدام هذا الحق، وخصوصًا إثبات الجانب العدائي لدى الخصم وإصراره على تهديد المصالح العليا للدولة، أو حياة شعبها، واستنفاد كل الوسائل السلمية قبل إطلاق الطلقة الأولى .
وتجدر الإشارة إلى أن مصر شهدت عام ١٩٦٤ قمتين عربيتين، كان من أبرز قرارتها تحويل مجرى نهر الأردن لحرمان إسرائيل منه .
وقبل استكمال منشآت التحويل، قام الطيران الإسرائيلي بقصف الموقع داخل الأراضي السورية ودمر كل المنشآت، وتحججت اسرائيل بأنها تمارس حق الدفاع عن النفس، وفقًا لنص المادة ٥١ من ميثاق الأمم المتحدة .
وتنص المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، على أنه “ليس في هذا الميثاق ما يضعف أو ينتقص الحق الطبيعي للدول، فرادى أو جماعات، في الدفاع عن أنفسهم، إذا اعتدت قوة مسلحة على أحد أعضاء (الأمم المتحدة)، وذلك إلى أن يتخذ مجلس الأمن التدابير اللازمة لحفظ السلم والأمن الدولي”.
أي أن الميثاق يعطي هذا الحق بشروط:
أ. أن تتعرض الدولة المعتدى عليها لعدوان مسلح .
ب. يجب أن تتم ممارسة هذا الحق بشكل مؤقت لحين قيام مجلس الأمن باتخاذ التدابير الفعالة ضد الدولة المعتدية .
ج. يجب أن يخضع لرقابة مجلس الأمن، وبالتالي يجب إبلاغ مجلس الأمن به .
ومرة أخرى، تحججت اسرائيل باستخدام هذا الحق في ٧ يونيو ١٩٨١، عندما قامت بغارة جوية على العراق دمرت فيها المفاعل النووي العراقي، ومن ضمن حججها كان استخدام حق الدفاع عن النفس، وفقا للمادة ٥١ من ميثاق الأمم المتحدة .
وكما ذكرت فإن التوسع في تفسير هذا الحق القانوني، قد غطى حالات كثيرة منها مثلا “شن حرب وقائية”، عندما تشعر دولة أن خصمها يجهز عدته للهجوم عليها، وبالتالي فإنه إذا كانت إجراءات إحدى دول منابع نهر دولي تهدد بإبادة أو بتأثير اقتصادي كبير علي دول المصب، فأنه ينشأ لتلك الدول الأخيرة حق استخدام القوة بالشروط السابق ذكرها، وأهمها استنفاد كل الوسائل السلمية، وممارسة هذا الحق باستخدام ماهر لقواعد فن الحرب .
لقد سبق أن قال د بطرس غالي: “إن الحروب القادمة في العالم سوف تكون حروب المياه “.
وفي حالة الحرب، لا توجد موالاة ومعارضة، وإنما فقط أمة تريد أن تنتصر، إلا أن القاعدة الذهبية التي اتفق عليها كل الاستراتجيين هي أن: “الحرب قرار أهم من أن يترك للجنرالات”.