- ℃ 11 تركيا
- 22 ديسمبر 2024
معصوم مرزوق يكتب : حرب اليمن
معصوم مرزوق يكتب : حرب اليمن
- 6 مايو 2021, 8:12:48 م
- 1603
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تورط الجيش المصري في اليمن عند قيام ثورتها في سبتمبر. ١٩٦٢ ، كان رأي السادات أن كتيبة صاعقة وطائرتي ميج ١٧ تكفي لمساعدة الثوار ..
وانتهي الأمر بدفع ما يزيد علي ٧٠ الف جندي وعدد هائل من المعدات ، حتي أنه يقال أن نكسة يونيو حدثت بينما نصف الجيش المصري يقاتل في اليمن .
كانت اليمن نزيفا للخزانة والجيش المصري ، في مواجهة السعودية والأردن وقوات مرتزقة ..الخ
لا شك في وجود أهداف استراتيجية مصرية حينذاك ، تحقق منها بعضها مثل تحرر عدن ، استعادة الروح القومية بعد انكسار انفصال سوريا من دولة الوحدة ، وضمان مفتاح استراتيجي عند باب المندب ..
ولكن تمثل الإخفاق فيما يلي :
أن المخطط المصري لم يحدد بوضوح استراتيجية الخروج ، التي ترتبط بتحديد مفهوم النصر ؛
أن القادة الميدانيين لم تكن لديهم الخبرة الكافية بميدان المعركة ، ولا الثقافة المطلوبة لفهم المجتمع المحلي ، ودفعنا لذلك أيمان فادحة ؛
ان العمل العسكري لم يترافق مع جهد سياسي ودبلوماسي جاد ؛
وفقا لما نشرته بعض المراجع الأجنبية ( لعدم توفر مراجع علمية محلية ) يشير إلي فشل إعلامي ودعائي سواء في ساحة الحرب أو في الإقليم أو المستوي الدولي ؛
والدروس المستفادة من هذه الحرب متعددة :
عدم التورط العسكري في ميدان بعيد ، لا يناسب إمكانيات دولة صغيرة ؛
الضرورة القصوي لتحديد هدف/ أهداف الحرب ، واستراتيجية الخروج منها بعد تحقيق الهدف مباشرة ؛
التمهيد الإعلامي والدبلوماسي الجيد ، قبل إطلاق الطلقة الأولي؛
لا يكفي أن يكون التدخل شرعيا ( بطلب من الحكومة المستهدفة ) ، بل يجب أن تكون شرعية الطرف الذي يطلب المساعدة مستقرة ؛
ضمان تحييد العوامل الخارجية قدر الإمكان، وخاصة لدي دول الجوار ؛
وفي النهاية ، يجب الحرص علي تعبئة متوازنة للمجتمع ، ولابد لكل القوي السياسية أن تقف خلف الجنود بمجرد إطلاق الطلقة الأولي.. ففي ميادين القتال ، يصبح اصطفاف الشعب فريضة ، فلا حكومة هنا ولا معارضة ، وإنما شعب يخوض معركة بكل فئاته كي ينتصر .