معصوم مرزوق يكتب : حرب اليمن

profile
السفير معصوم مرزوق دبلوماسي وسياسي مصري
  • clock 6 مايو 2021, 8:12:48 م
  • eye 1603
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

تورط الجيش المصري في اليمن عند قيام ثورتها في سبتمبر. ١٩٦٢ ، كان رأي السادات أن كتيبة صاعقة وطائرتي ميج ١٧ تكفي لمساعدة الثوار .. 

وانتهي الأمر بدفع ما يزيد علي ٧٠ الف جندي وعدد هائل من المعدات ، حتي أنه يقال أن نكسة يونيو حدثت بينما نصف الجيش المصري يقاتل في اليمن .

كانت اليمن نزيفا للخزانة والجيش المصري ، في مواجهة السعودية والأردن وقوات مرتزقة ..الخ

لا شك في وجود أهداف استراتيجية مصرية حينذاك ، تحقق منها بعضها مثل تحرر عدن ، استعادة الروح القومية بعد انكسار انفصال سوريا من دولة الوحدة ، وضمان مفتاح استراتيجي عند باب المندب ..

ولكن تمثل الإخفاق فيما يلي :

أن المخطط المصري لم يحدد بوضوح استراتيجية الخروج ، التي ترتبط بتحديد مفهوم النصر ؛

أن القادة الميدانيين لم تكن لديهم الخبرة الكافية بميدان المعركة ، ولا الثقافة المطلوبة لفهم المجتمع المحلي ، ودفعنا لذلك أيمان فادحة ؛

ان العمل العسكري لم يترافق مع جهد سياسي ودبلوماسي جاد ؛

وفقا لما نشرته بعض المراجع الأجنبية ( لعدم توفر مراجع علمية محلية ) يشير إلي فشل إعلامي ودعائي سواء في ساحة الحرب أو في الإقليم أو المستوي الدولي ؛

والدروس المستفادة من هذه الحرب متعددة :

عدم التورط العسكري في ميدان بعيد ، لا يناسب إمكانيات دولة صغيرة ؛ 

الضرورة القصوي لتحديد هدف/ أهداف الحرب ، واستراتيجية الخروج منها بعد تحقيق الهدف مباشرة ؛ 

التمهيد الإعلامي والدبلوماسي الجيد ، قبل إطلاق الطلقة الأولي؛ 

لا يكفي أن يكون التدخل شرعيا ( بطلب من الحكومة المستهدفة ) ، بل يجب أن تكون شرعية الطرف الذي يطلب المساعدة مستقرة ؛ 

ضمان تحييد العوامل الخارجية قدر الإمكان، وخاصة لدي دول الجوار ؛ 


وفي النهاية ، يجب الحرص علي تعبئة متوازنة للمجتمع ، ولابد لكل القوي السياسية أن تقف خلف الجنود بمجرد إطلاق الطلقة الأولي.. ففي ميادين القتال ، يصبح اصطفاف الشعب فريضة ، فلا حكومة هنا ولا معارضة ، وإنما شعب يخوض معركة بكل فئاته كي ينتصر .

التعليقات (0)