- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
معهد أمريكي: سلطان عمان يطور علاقاته بإيران على خطى سلفه قابوس لهذه الأسباب
معهد أمريكي: سلطان عمان يطور علاقاته بإيران على خطى سلفه قابوس لهذه الأسباب
- 4 مايو 2023, 12:26:33 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
يستعد سلطان عمان، هيثم بن طارق، لزيارة مرتقبة إلى إيران، وهي الزيارة التي تشير إلى أن السلطان هيثم يصر على اتباع مسار سلفه الراحل السلطان قابوس بن سعيد كمحاور ووسيط إقليمي ودولي معتبر.
ما سبق كان خلاصة تحليل نشره "معهد دول الخليج العربية في واشنطن"، وترجمه "الخليج الجديد"، يرى أن مسار السلطان هيثم يهدف إلى الحفاظ على مكانة عمان كوسيط إقليمي ودولي، دون الإضرار بعلاقاتها بمختلف الأطراف، بما فيها دول مجلس التعاون الخليجي وإيران.
علاقات متميزة
ويتطرق التحليل إلى ما أسماه "العلاقات الخاصة" بين سلطنة عمان وإيران، والتي تعززت بعد الدعم الإيراني العسكري السخي الذي قدمته إلى السلطان الراحل قابوس لإخماد التمرد الماركسي في محافظة ظفار، الذي كان مدعوما من جنوب اليمن والاتحاد السوفيتي والصين، وهو الدعم الذي كان أكثر قوة وفاعلية من الدعم العربي والخليجي للسلطان الراحل، حيث اكتفى الأردن بإرسال مستشارين عسكريين، وأرسلت السعودية معدات وتمويل، وبعثت الإمارات بعدد قليل من الجنود.
لكن إيران، وفي عهد الشاه محمد رضا بهلوي بادرت بإرسال 3 آلاف جندي وطائرات ساعدت عمان على إخماد تمرد ظفار بفاعلية وسرعة، عام 1973.
في ذلك الوقت، أثار الوجود العسكري الإيراني في عمان قلقًا بين أعضاء جامعة الدول العربية ، التي اقترحت تشكيل جيش عربي موحد ليحل محل القوات الإيرانية، وهو اقتراح أسقطه وزير الخارجية العماني قيس الزواوي، وقال إن "إخواننا العرب يفضلون أقوال على الأفعال"، متسالا: "أية دولة عربية قادرة على مساعدة عمان بالطريقة التي تمتلكها الإمبراطورية الإيرانية؟".
الحرب العراقية الإيرانية
وبعد قيام "الثورة الإسلامية" في إيران عام 1979، حاول قابوس الحفاظ على علاقات ودية، لكن تحرك دول خليجية وعربية، أبرزها العراق في عهد صدام حسين، ضد إيران كان أمرا مزعجا له، ولم يشارك به، والتزم الحياد خلال الحرب التي شنها صدام ضد طهران بإيعاز من دول خليجية، وفق التحليل.
كان السلطان قابوس يعلم أن سياسته تجاه إيران تتعارض مع سياسات دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى.
وتعليقًا على خطة للمجلس لتشكيل تحالف أمني في عام 1984، قال السلطان قابوس: "لأكون صريحًا تمامًا، أقول إننا هنا في مسقط لا نعتقد أنه من مصلحة الأمن في الخليج تشكيل هذه القوة العسكرية والتي ستكون مهمتها الأساسية محاربة إيران.. لا بديل عن التعايش السلمي بين العرب والفرس في النهاية، ولا يوجد بديل للحد الأدنى من الاتفاق في المنطقة ".
وفي كتابه عن سياسة عمان تجاه إيران في الثمانينيات، أشار المحلل بمؤسسة "راند" جوزيف أ. كيشيشيان إلى أن السلطان قابوس كان غير راض عن ميل مجلس التعاون الخليجي نحو العراق وتشجيعه على التحرك ضد إيران، و"لم يرحب بالسخاء الكويتي والسعودي تجاه بغداد في هذا الإطار".
توسطت عمان بالفعل في الحرب العراقية الإيرانية عام 1988، وكان هيثم بن سعيد، السلطان الحالي، نائبا لوزير الخارجية، آنذاك، وقال – حينها – إن إيقاف تلك الحرب كان مصلحة عليا لسلطنة عمان ومعها دولة الإمارات.
وعندما بادر صدام حسين إلى غزو الكويت عام 1990، ثبتت صحة ما كان يخشاه السلطان قابوس من "بغداد بلا رادع".
وساطات مهمة أخرى
في أعقاب الهجوم الكبير عام 1996 على مجمع أبراج الخبر السكني العسكري الأمريكي في السعودية، والذي أسفر عن مقتل 19 أمريكيًا وإصابة 372 آخرين، وهو ما نسبه مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى عملاء "حزب الله السعودي" الموالي لإيران، نقل المسؤولون العمانيون رسائل بين طهران وواشنطن.
والأهم من ذلك، استضافت عُمان مفاوضات سرية بين المسؤولين الإيرانيين والأمريكيين، مما مهد الطريق لاتفاق خطة العمل الشاملة المشتركة النووية لعام 2015.
مناورات لمصلحة عمان
ويرى التحليل أن مناورات السلطان قابوس الدبلوماسية خدمت سلطنة عمان بشكل جيد، من خلال الحفاظ على علاقات جيدة مع كل من إيران والعراق، لم تكن عمان خاضعة لـ"النشاط السياسي الشيعي المناهض للحكومات ولا لمؤامرات البعث".
ورغم ما سبق، تمكنت عمان أيضا من الحفاظ على علاقات ودية مع السعودية، وظلت مسقط عضوا في مجلس التعاون الخليجي، لكنها اتبعت باستمرار سياسة خارجية وأمنية مستقلة متجذرة في فهم السلطان قابوس للمصالح الوطنية العمانية.
كما أبقت هذه السياسة السلطنة بعيدًا عن مرمى النيران بين الولايات المتحدة وحلفائها العرب وإيران خلال رئاسة دونالد ترامب.
الأهم من ذلك، بحسب التحليل، هو أنه في ظل الافتقار إلى احتياطيات النفط الكبيرة التي تمتلكها معظم دول مجلس التعاون الخليجي، حوّل السلطان قابوس علاقته الخاصة مع إيران وقدرته على العمل كمحاور بين إيران والدول العربية والغرب إلى نفوذ.
في ظل هذه المعطيات، فإن زيارة السلطان هيثم المخطط لها إلى طهران والوساطة العمانية المستمرة بين إيران والولايات المتحدة ليست مفاجئة، رغم تراجع فرص خفض التوترات في عهد بايدن، سبب التطورات في برنامج إيران النووي أو التغيير السياسي في الولايات المتحدة. وينطبق الشيء نفسه على التنافس الهش المدار بين إيران والسعودية.