- ℃ 11 تركيا
- 14 نوفمبر 2024
موقع «ميدل إيست آي»: «أيها المدافعون عن حرب إسرائيل على غزة.. انتهت اللعبة»
موقع «ميدل إيست آي»: «أيها المدافعون عن حرب إسرائيل على غزة.. انتهت اللعبة»
- 7 أبريل 2024, 6:21:34 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
قال الصحفي البريطاني، ديفيد هيرست، إن الحجج التي ساقها حلفاء "إسرائيل" لتبرير مذابحها في غزة تحت ذريعة "الدفاع عن النفس" انهارت أخيرا، بعد ستة أشهر من الحرب التي حصدت أرواح أكثر من ثلاثة وثلاثين ألفا، وتشريد سكان القطاع.
وتحت عنوان "أيها المدافعون عن حرب إسرائيل على غزة، انتهت اللعبة"، كتب رئيس تحرير موقع "ميدل إيست آي"، مقالا ترجمته "عربي21"، قال فيه إن الحلفاء المتحمسون، الذين يسمون أنفسهم أصدقاء "إسرائيل"، أدركوا أنهم أيضاً أصدقاء من ارتكبوا جريمة قتل عمال الإغاثة الغربيين، وأصدقاء الإبادة الجماعية، وأصدقاء الفاشية.
وأضاف أنه "بعد مرور ستة شهور، بدأ ينهار بأسره ذلك الكيان الذي سمح للقوات الإسرائيلية بقتل ما يزيد على 33 ألف فلسطيني، وجرح ما يزيد على 75 ألفاً آخرين، وتشريد السكان الذين يزيد تعدادهم على 2.3 مليون نسمة، وتجويعهم، وهدم شمال غزة، وتدمير الخدمات الصحية".
بعد مرور ستة شهور، بدأ ينهار بأسره ذلك الكيان الذي سمح للقوات الإسرائيلية بقتل ما يزيد على 33 ألف فلسطيني، وجرح ما يزيد على 75 ألفاً آخرين، وتشريد السكان الذين يزيد تعدادهم على 2.3 مليون نسمة، وتجويعهم، وهدم شمال غزة، وتدمير الخدمات الصحية، ها هم الزعماء السياسيون الذين برروا هذه المذابح باعتبارها ممارسة من قبل إسرائيل لحقها في الدفاع عن النفس، والصحفيون الذين روجوا لحكايات الرعب الوهمية عن الرضع الذين قطعت رؤوسهم أو النساء الذين تعرضن للاغتصاب الجماعي يوم السابع من أكتوبر، والمحررون الذين ظلوا يومياً يتجاهلون التقارير التي تتحدث عن تعرض قوافل الإغاثة للاستهداف من قبل القوات الإسرائيلية، ها هم جميعاً يهرعون بحثاً عن ملاذ.
ها هي تنهار في أيديهم جميع الحجج التي استخدموها للدفاع عن هذا الذبح المستمر – الزعم بأن هذه حرب عادلة، وبأن إسرائيل ينبغي أن يُسمح لها بإنجاز المهمة، وبأن الفعل المتخذ متناسب، وبأن الإجراء القانوني في محكمة العدل الدولية يعيق محادثات السلام ولذلك يمكن تجاهله، وبأن بريطانيا والولايات المتحدة يمكنهما في نفس الوقت وعظ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والاستمرار في تزويده بالسلاح.
لقد انفجر السد، ولم يعد بإمكان وزير الخارجية اللورد كاميرون ممارسة لعبة القط والفأر مع رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان أليشا كيرنز، التي كشفت قبل بضعة أيام عن أن محامي الحكومة علموا بأن إسرائيل انتهكت القانون الإنساني الدولي.
ما يزيد عن 600 من الشخصيات البارزة، محامين وأكاديميين وقضاة سابقين، بما في ذلك الرئيسة السابقة للمحكمة العليا الليدي هيل واثنان من القضاة السابقين في المحكمة، وقعوا على خطاب يحذر الحكومة البريطانية من أنها تنتهك القانون الدولي من خلال استمرارها في تسليح إسرائيل.
أما الوزير السابق في الخارجية البريطانية السير ألان دانكان فتساءل كيف يمكن الاستمرار في اعتبار إسرائيل حليفاً لبريطانيا، وطالب بمحاسبة كبار أنصارها اللورد بولاك واللورد بيكلز وطوم توغندات على دعمهم لإسرائيل.
وكان قد قال في مقابلة مع إذاعة إل بي سي: "أظن أن أي شيء يدعم ما يوشك أن يتحول إلى طامة كبرى في غزة أمر غير مقبول أخلاقياً، وما يجب علينا أن نقبل به هو أنه ليس فقط أن ما يقومون به الآن خطأ – بل إن ما لم تزل تفعله إسرائيل منذ سنين خطأ لأن الجيش الإسرائيلي لا يلتزم بالقانون الدولي".
وأضاف: "فالجيش الإسرائيلي يساند ويدعم المستوطنين غير الشرعيين في الضفة الغربية الذين يسرقون الأراضي الفلسطينية. إن تلك السرقة للأراضي، عمليات الضم لأراضي فلسطين، هي أصل المشكلة، وهي ما أدى إلى تصاعد الأعمال الفظيعة التي ترتكبها حماس وإلى المعارك التي نراها الآن".
ما من شك في أن المزاج يتبدل. فقد وجد استطلاع للرأي نظمته مؤسسة يوغوف أن 56 بالمائة من الناخبين البريطانيين يفضلون الآن فرض حظر على تصدير الأسلحة وقطع الغيار، وأن 59 بالمائة يقولون إن إسرائيل تنتهك حقوق الإنسان في غزة.
ووجد الاستطلاع أن ثمة دعماً قوياً لفرض حظر على تصدير السلاح بين الناخبين الذين ينوون التصويت لحزب العمال في الانتخابات القادمة. واحد وسبعون بالمائة مقابل تسعة بالمائة ممن ينوون التصويت لحزب العمال يدعمون فرض حظر على تصدير السلاح، بينما سبعون بالمائة مقابل 14 بالمائة من ناخبي حزب الأحرار الديمقراطيين يؤيدون الحظر. أما ناخبو حزب المحافظين فنسبة من يؤيدون الحظر هي 38 بالمائة مقابل 36 بالمائة.
وحينما سئلوا عما إذا كانت إسرائيل تنتهك حقوق الإنسان، أجاب ناخبو حزب المحافظين بنسبة اثنين إلى واحد إن إسرائيل تنتهك حقوق الإنسان بالفعل. لا ريب أن دانكان كان يعبر عن المزاج داخل حزبه.
لقد تم وضع كاميرون على المحك، وعليه أن يختار بين أن يعترف بأن الحكومة بالفعل تنتهك القانون الدولي، ويمكن أن تحاكم على ذلك – بما في ذلك هو شخصياً – أو أن يوقف تجارة السلاح.
لم يكن الخطاب من عمل النشطاء المؤيدين لفلسطين، بل هؤلاء الذين يتحدثون هم نخبة المؤسسة القانونية، شخصيات مثل القضاة السابقين في المحكمة العليا اللورد سامبشون واللورد ويلسون، والقضاة السابقين في محكمة الاستئناف السير ريتشارد إيكنز، والسير أنطوني هوبر، والسير ألان موزيس، والسير ستيفن سيدلي.
كما تتضمن قائمة الموقعين على الخطاب المؤسسين والشركاء في بعض أكبر المكاتب القانونية في بريطانيا، وكذلك عدداً من كبار الأساتذة الجامعيين في جامعة أكسفورد، وكلية لندن للاقتصاد، وكلية الملك في لندن.
ولكن ما الذي تسبب في اندفاع الجميع نحو الحافة هذا الأسبوع؟ ما الذي دفع الصحف الشعبية الداعمة لإسرائيل إلى الانقلاب عليها؟
حصل الكثير يوم الاثنين الأول من إبريل قبل الهجوم على قافلة المطبخ المركزي العالمي، ولكن لم يحرك شيء من ذلك ساكناً.
طلع الفجر مع انسحاب القوات الإسرائيلية المحاصرة لمستشفى الشفاء، والتي تركت المستشفى أطلالاً، وتركت خلفها كومة كبيرة من الجثث. وراح قادة الجيش الإسرائيلي يهنئون أنفسهم على إنجاز عملية شديدة الإتقان.
أعلن رئيس الوزراء السابق وقائد العمليات الخاصة نفتالي بينيت في تغريدة عبر حسابه على منصة إكس (تويتر سابقاً): "إنجاز مذهل في ساحة المعركة. النتائج رائعة: تم إخلاء ستة آلاف مدني من قبل الجيش الإسرائيلي لضمان سلامتهم، وتم قتل 200 إرهابي من عناصر حماس، وألقي القبض على 500 إرهابي من عناصر حماس. لم يقتل مدني واحد، ولا واحد".
لم تكن تلك التجربة التي عاشتها الدكتورة أمينة الصفدي، التي منحت بضع ساعات لنقل المرضى من قسمها، وقد مات منهم 16 مريضاً كانوا في العناية المركزة.
تقول الدكتورة أمينة: "في اليوم الثاني أجبرونا على نقل جميع المرضى من المكان الذي كنا فيه، قسم جراحة العظام في المبنى الرابع، إلى منطقة الاستقبال، وحددوا لنا زمناً. كثيرون منهم توفوا، فقد كانوا في العناية المركزة ولم نتمكن من عمل شيء لهم".
وتضيف: "قبل ثلاثة أيام أعطونا هذه الأساور، وقالوا إنها من أجل القناصة، وأن كل من يغادر المبنى بدونها فسوف يُستهدف".
ولا كانت تلك التجربة التي عاشها رفيق، الشاب الذي غدا بسبب الهزال عموداً فقرياً، وبالكاد يتمكن من رفع رأسه.
يقول رفيق: "لقد عذبونا هناك، حيث لا طعام ولا مياه. بقينا بدون طعام أو ماء لخمسة أيام. كدنا نموت. عشنا في عذاب. لم توجد ضمادات لجروحنا. لم يكن هناك طعام. ما عاد بإمكاني تحمل ذلك."
المرضى والأطباء وحتى الأموات، الذين استخرجت جثثهم بالجرافات، كانوا جميعاً نفس الشيء بالنسبة لمن حاصروهم، والذين تركوا من خلفهم أرضاً خراباً.
اثنان من أبرز أطباء غزة المرموقين، أم وابنها، كانا من بين الأموات. أحمد المقادمة، جراح تجميل فلسطيني في الثلاثينيات من عمره، وأمه، يسرا المقادمة، طبيبة عامة، وجدا كلاهما بجوار جثة ابن عم لهما اسمه باسم المقادمة عند الدوار الذي يقع بجانب مركز تسوق كارفور في مدينة غزة، على مسافة قصيرة مشياً على الأقدام من مستشفى الشفاء.
هل أطلق القناصة النار عليهما؟ إنها أم هالها هول ما وقع من دمار. كل ما كانت تريده هو العثور على جثة ابنها.
راحت تخاطب كل من حولها: "أرجوكم ابحثوا عنه. أين هو يا ربي؟ أرجوكم ساعدوني في العثور عليه. أريد أن أجمع عظامه. لا أريد أن أتركه ههنا. أرجوكم اعثروا عليه، أتوسل إليكم".
كان مستشفى الشفاء ذات يوم أكبر مستشفى في الأراضي المحتلة، يفي بثلاثين بالمائة من احتياجات غزة. لم يعد موجوداً الآن. إذا كانت الخطة منذ البداية هي تحويل غزة إلى مكان غير صالح للعيش، فإن تدمير مستشفى الشفاء جزء لا يستغنى عنه من ذلك المشروع.