-
℃ 11 تركيا
-
12 مارس 2025
مومياء مصرية "لا يمكن المساس بها" محاطة بأسرار لا يريد أي عالم إزعاجها
مومياء مصرية "لا يمكن المساس بها" محاطة بأسرار لا يريد أي عالم إزعاجها
-
11 مارس 2025, 1:21:05 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
حيرت مومياء "البشيري" الغامضة عقول علماء المصريات لأكثر من قرن من الزمان، لكن لم يجرؤ أي خبير على لمسها.
تم اكتشاف المومياء المعروفة باسم "الغير قابلة للمس" من قبل عالم المصريات الشهير هوارد كارتر في عام 1919 في منطقة وادي الملوك في الأقصر، قبل ثلاث سنوات من اكتشافه مقبرة الملك توت عنخ آمون الفخمة.
لم يسبق رؤية التقنية المستخدمة في لف هذه الجثة القديمة في أي مكان آخر، حيث تم ترتيب الضمادات على الوجه بنمط معقد يشبه أهرامات مصر الشهيرة.
تشير العناية الاستثنائية التي لُفّت بها مومياء البشيري إلى أن هذا الشخص كان أيضًا ذا أهمية كبيرة في المجتمع المصري القديم.

لكن هوية الجثة تظل غير معروفة إلى حد كبير، لأن فتح المومياء لمعرفة ما بداخلها قد يلحق ضررا لا رجعة فيه بهذه الممارسة الفريدة من نوعها في التحنيط.
وقد وجد العلماء طرقًا أخرى للنظر إلى الداخل، ومع ذلك، فقد عثروا على بعض الأدلة حول من قد يكون هذا الشخص.
لقد تم استخدام التصوير المقطعي والأشعة السينية لرؤية ما يكمن تحت الضمادات دون إزعاجها.
وقد مكنت هذه التقنيات الباحثين من تحديد أن مومياء البشيري كانت في السابق لرجل يبلغ طوله حوالي خمسة أقدام ونصف.

تعود مومياء البشيري إلى العصر البطلمي بين القرن الثاني وأوائل القرن الثالث قبل الميلاد.
خلال هذه الفترة، وصلت براعة وتطور ممارسات التحنيط إلى ذروتها.
توفر هذه المومياء نافذة فريدة على الممارسات الجنائزية خلال العصر البطلمي في مصر القديمة. وهي موجودة حاليًا في متحف مصر بالقاهرة.
ويقال إن الترتيب المعقد للضمادات فوق وجه المومياء يشبه التصميم المعماري للأهرامات المصرية، وهو ما قد يشير إلى التبجيل والاحترام تجاه هذا الفرد.
إن فتح المومياء سيكون الطريقة الأكثر مباشرة لمعرفة المزيد عن البقايا الموجودة بداخلها.
ولكن أغلفة هذه الجثث حساسة للغاية، وإتلافها من شأنه أن يدمر الدليل الوحيد المعروف لهذه التقنية الخاصة في التحنيط.
ولهذا السبب لجأ الخبراء إلى أساليب أقل تدخلاً في التحقيق، مثل التصوير المقطعي والأشعة السينية.
كما أن مراقبة المظهر الخارجي المزخرف للمومياء تكشف أيضًا عن معلومات حول حالة هذا الرجل خلال حياته.
أما الطوق العريض الذي يغطي صدره فهو مصنوع من عدة صفوف من الخرز ويتضمن مشابك على شكل رأس صقر، وذلك بحسب المتحف المصري .

ويحمل المئزر الذي يغطي الجسم مشاهد مختلفة، بما في ذلك المومياء مستلقية على سرير محاطة بالإلهة إيزيس ونفتيس، بالإضافة إلى أبناء حورس الأربعة، إله الملكية.
كما تم تزيين الغلاف حول القدمين بصورتين للإله الجنائزي أنوبيس.
تشير هذه التفاصيل إلى أن هذا الرجل كان ذا ثروة وأهمية كبيرة، لكنها لا تقرب الخبراء من معرفة اسمه.
الدليل الوحيد هو نقش مكتوب على عجل داخل قبره، والذي قد يعني "بشيري" أو "نينو"، لكن الخبراء لم يتمكنوا قط من الاتفاق على تفسير واحد.
وبينما يواصل الخبراء التحقيق في هذه البقايا المذهلة من خلال تقنيات غير جراحية، فقد يتمكنون من اكتشاف المزيد من الأدلة حول هوية هذا الرجل.
ولكن حتى ذلك الحين، ستبقى مومياء البشيري محاطة بالغموض.









