- ℃ 11 تركيا
- 23 نوفمبر 2024
ناحوم برنياع يكتب: ساعة بايدن تدق
ناحوم برنياع يكتب: ساعة بايدن تدق
- 14 ديسمبر 2023, 10:53:23 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
في أثناء نهاية الأسبوع، أجرى كبار المسؤولين في إدارة بايدن نقاشا ثاقبا في مسألة هل ينبغي مواصلة التوريد لإسرائيل كل الذخائر والمعدات التي تطلبها لغرض الحرب في غزة. وكانت الآراء منقسمة. ما برز فيها كان النفور من نتنياهو وحكومته. ولأفضل علمي فإن رحلات القطار الجوي الذي ينقل المعدات إلى إسرائيل لم تتوقف. ولاقى الإحباط في البيت الأبيض تعبيرا آخر لا يقل أهمية. فقد اختار بايدن، أمس، أن يقول بصوته ما يقوله رجاله في محادثات مغلقة: إسرائيل تفقد تأييد الأسرة الدولية. في ترجمة للعبرية الأساسية: ليس مؤكدا أن أمريكا ستستخدم "الفيتو" في التصويت التالي في مجلس الأمن.
اختار بايدن أن يهاجم نتنياهو في موضوع مشحون آخر: تركيبة حكومته. ظاهرا، يوجد هنا تدخل فظ، مرفوض، في تركيبة حكومة انتخبت في انتخابات ديمقراطية. لكن يمكن أن ننظر إلى هذا القول من زاوية أخرى: الأغلبية في الحكومة منعت هذا الأسبوع طلب جهاز الأمن للبدء بإدخال عمال من الضفة إلى إسرائيل. نتنياهو أيد الطلب وصد. نهج الأغلبية في الحكومة ينسجم مع الرفض الثابت من جانب وزير المالية سموتريتش بأن يحول إلى السلطة الفلسطينية الأموال التي تستحقها قانونيا ومع اليد الحرة التي يعطيها سموتريتش وبن غفير للمشاغبين من بين المستوطنين.
إن سلوك حكومة إسرائيل في هذه المواضيع يغيظ إلى السماء البيت الأبيض، والجناح التقدمي في الحزب الديمقراطي في الكونغرس، ومؤيدي الحزب الشبان في سنة انتخابات. فهذا لم يعد موضوعا إسرائيليا داخليا – هو موضوع داخلي أمريكي.
الخطوة الأخطر من كل الخطوات الأخرى، من ناحية بايدن، هي رفض نتنياهو البحث في إدراج جهات فلسطينية في إدارة غزة في اليوم التالي. أمس، بعد دقائق من أقوال بايدن، نشر نتنياهو على الملأ رده في شريط مسجل. وجعل الشريط المواجهة مع الرئيس الأمريكي صداما علنيا، صداما سيكون من الصعب جدا إخفاؤه. فقبل يوم من بدء جولة الزيارات هنا لكبار مسؤولي الإدارة، اعلن نتنياهو الحرب.
تناول بعض المحللين المعنى السياسي للخطوة: نتنياهو يحاول أن يستعيد تأييد الجمهور اليميني بعد أن هجره الكثيرون بسبب مصيبة 7 أكتوبر وقصورات الحكومة بعدها. بكلمات أخرى: ليس بايدن ما يهمه، ولا غزة أيضا. ما يهمه هو مستقبله السياسي في اليوم التالي. لقد فشل كسيد أمن، فشل كسيد أمريكا؛ لعله ينجح كسيد أبدا لا لفلسطين.
لقد قال هنري كيسنجر ذات مرة، إنه ليس لإسرائيل سياسة خارجية، فقط سياسة داخلية تتسرب خارجا. أما نتنياهو فقد حمل هذا القول حتى أقصى مداه.
الجوهر لا يقل أهمية. يمكن أن نقبل رفض نتنياهو (وكذا غانتس، لابيد وبايدن) لقبول حكم "حماستان" في قطاع غزة؛ يمكن حتى أن نفهم صعوبته في إقامة حكم "فتحستان" في غزة؛ بغياب خيار آخر، الخيار الثالث هو حكم "بيبيستان" في غزة: جنود الجيش الإسرائيلي سيكونون مسؤولين عن أمن 2.5 مليون فلسطيني يائس؛ موظفو المالية سيكونون مسؤولين عن رفاههم. طالما لم يستوعب نتنياهو بأنه لا يوجد لهذه الحرب حل كامل الأوصاف – هي ستنتهي بأقل الشرور أو بأكثر الشرور – فإنه يعرض للخطر ما حققه المقاتلون حتى اليوم، بحياتهم وبأجسادهم.
يقلق بايدن وإدارته موضوع آخر: الخليط بين القصف الشديد في أحياء خان يونس والأنباء عن مصيبة إنسانية في جنوب القطاع تعرض بايدن كمتعاون مع ما يعتبر جريمة حرب. حين سيصل إلى هنا رئيس مجلس الأمن القومي ساليفان، ووزير الدفاع أوستن ووزير الخارجية بلينكن، سيعرض رئيس الأركان عليهم المعطيات التي تثبت، زعما، بأن الجيش الإسرائيلي يعمل كأفضل ما يمكنه على منع قتل المدنيين والمصيبة الإنسانية.
هذه بالفعل هي النية لكنها لا تبدو هكذا في عين الكاميرات. ناهيك عن أنه يوجد دوما من يفعل العكس. فمسيرة الملابس الداخلية في شمال القطاع كانت حدثا معيبا، ألحق ضررا عظيما في الرأي العام الغربي. 10 – 15% من المعتقلين كانوا رجال "حماس": الباقون مدنيون. من عروهم كان ينبغي لهم أن يسارعوا إلى إلباسهم. بدلا من هذا صوروا ونشروا. سعوا لأن يخدعوا الجمهور الإسرائيلي، وأساسا ذاك القسم من الجمهور المتعطش للثأر. توثيق رأيته يثبت ظاهرا بأن يد ضباط في الجيش هي في هذه الفعلة. عندما أبدى احد ما ملاحظة لهم تباهوا بردود الفعل الحماسية التي تلقوها من الشارع. هذا ما يسمى في الجيش إخفاقا قيميا.
الحرب في شمال القطاع، وفي جنوبها أيضا ضارية. كل يوم نحن نحمل مقاتلين إلى المقابر العسكرية. والتوافقات مع الأمريكيين كان يفترض بها أن تعطي الجيش الكثير من الوقت. الوقت هو امن؛ الوقت هو حياة جنود. أما التوافقات فتحولت إلى مواجهة. بايدن، الذي راقب من قبل الحرب مع رزنامة في اليد يراقبها الآن مع ساعة ضبط الوقت. أسبوع آخر، أسبوعان آخران. الساعة تدق.
نقلا عن "يديعوت أحرونوت"