- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
نبيل عمرو يكتب: مكالمة بلينكن.. ومسكنات جانتس… ولعبة الوقت
نبيل عمرو يكتب: مكالمة بلينكن.. ومسكنات جانتس… ولعبة الوقت
- 2 فبراير 2022, 8:49:41 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
في الاتصال الأخير الذي تم بين وزير الخارجية الأمريكي والرئيس محمود عباس، كرر الرئيس مطالباته التي دأب على عرضها امام كل من يلتقيه او يتصل به. مختتما المطالبات بجملة تقول ان الوضع غير قابل للاستمرار.
المطالبات المحقة والتي يراها العالم باستثناء إسرائيل عادلة، اتخذت في الجمعية العامة الأخيرة لهجة الإنذار، ومع بلينكن لهجة التحذير، خصوصا وان الرئيس عباس يقف على أبواب استحقاق تحدث عنه طويلا وهو اجتماع المجلس المركزي، الذي يمتلك قانونيا صلاحيات البرلمان الأعلى للشعب الفلسطيني الذي هو المجلس الوطني، ما ينقل خلاصات المركزي التي كانت توصف بالتوصيات لتتخذ وضع القرارات الملزمة.
انشغلت القوى السياسية الفلسطينية بنقاش كثيف وحاد حول المجلس، وما يسمى عادة بالنصاب السياسي الذي يتوفر او ينعدم حسب حجم ونوعية المشاركين فيه، وهل هو خطوة نحو الوحدة الوطنية ام خطوات نحو مزيد من تعميق الانقسام، وهل هو فعلا اخطر مجلس ينعقد وفق ما قيل عن المهام المسندة اليه، ام هو اجتماع عادي رجح كثيرون انه لملء الشواغر على صعيد اللجنة التنفيذية وهيئة رئاسة المجلس.
الحكم المسبق على مخرجات الاجتماع الوشيك بصرف النظر عن المشاركين او المقاطعين هو وفق التجارب السابقة يتلخص بكلمة واحدة … لا جديد.
حكايتنا مع الأمريكيين وغيرهم تتلخص في عجزهم عن تنفيذ ادبياتهم السياسية تجاه الفلسطينيين، فكل وعودهم مؤجلة وهذا اثمن ما تحصل عليه إسرائيل منهم ومن غيرهم وهو الوقت، صحيح ما يقوله الرئيس ان الوضع مع إسرائيل غير قابل للاستمرار، واضيف عليه وان الوضع الفلسطيني بصورته الراهنة يجب ان لا يكون قابلا للاستمرار كذلك.
ولكن موضوعيا دعونا ننتظر لنرى!
اعود الى مكالمة بلينكن، فما اعلن امريكيا عنها لا يختلف كثيرا ولا حتى قليلا عن الادبيات المعتمدة لدى كل الإدارات الامريكية باستثناء إدارة ترمب الراحلة … رفض الاستيطان وتعديات المستوطنين والاجتياحات الإسرائيلية لمناطق السلطة، وحل الدولتين وتوفير حياة افضل للفلسطينيين وتعميق العلاقات الثنائية.
همنا الأول والأخير ليس الموقف الأمريكي اللفظي والمتكرر، ولا حتى الوعود التي يغدقها الناطقون الرسميون ولا تتحقق، همنا الأول والأخير ما تفعله إسرائيل على الأرض والذي يتولى ادارته وتفسيره والدفاع عنه وزير الامن جانتس على اعتبار ان الشأن الفلسطيني انحسر في اختصاصه أي في المجال الأمني، وحتى حين يضطر أي مسؤول إسرائيلي للحديث ببعض عبارات سياسية فهي أيضا تنطلق وتصب في المجال الأمني.
العمل الإسرائيلي على الأرض يجري بوتائر متسارعة، اما مخزون ”المورفين” الذي يغذي حقن جانتس فلم يعد له أي مفعول يذكر، بل ان مردوده صار عكسيا تماما، ذلك هو رأي الغالبية العظمى من الفلسطينيين الذين يعتبرون ما يقدمه جانتس مجرد جزء ضئيل من استحقاقاتهم عند حكومته، وبالقياس مع ما يفعل على الأرض فلا يرى منه اكثر من رشاوى فاقدة المفعول ولا تستحق ان تدخل في عملية مقايضة مع الحقوق الأساسية.
حكايتنا مع الأمريكيين وغيرهم تتلخص في عجزهم عن تنفيذ ادبياتهم السياسية تجاه الفلسطينيين، فكل وعودهم مؤجلة وهذا اثمن ما تحصل عليه إسرائيل منهم ومن غيرهم وهو الوقت، صحيح ما يقوله الرئيس ان الوضع مع إسرائيل غير قابل للاستمرار، واضيف عليه وان الوضع الفلسطيني بصورته الراهنة يجب ان لا يكون قابلا للاستمرار كذلك.