- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
نضال خضرة يكتب: اغتراب الإسلام واغتراب مشروع النهضة.
نضال خضرة يكتب: اغتراب الإسلام واغتراب مشروع النهضة.
- 30 يناير 2023, 3:53:42 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
الدين والفكر الاسلامي الذي تم طرحه على الامة منذ مقتل سيدنا عثمان، كان قائم على التبرير، والتشريع. التبرير للوصول للسلطة والحكم. وتشريع وجودها وتثبيتها وحمايتها والانتماء والولاء لها.
لذلك كان الدين الذي تم تقديمه من قبل الطبيبة السياسية أحد أهم الأدوات التي تم توظيفها من أجل شهوات ونزوات رجال السلطة، لذلك كان ضحية، جميعهم قالوا في الرواية التاريخية أنهم قاتلوا من أجل الله ورسوله، وجميعهم قتلوا بعضهم البعض باسم الله وباسم الدين، وجميعهم ادعوا بأنهم حراس للدين والعقيدة.
منذ هذه الجريمة الي يومنا هذا لم نرى مشروع نهضة حقيقي قام على أساسات حضارية مرتبطة بالحرية والمعرفة، وحتى الذين حاولوا سيما الأمويين والعباسيين والأيوبيين والسلاجقة والمماليك وحتى العثمانيين، جميعهم كانوا، يصلوا لنقطة ولم يستطيعوا ان يكملوا.
بسبب عدم قدرتهم على مجاراة متطلبات التطور المعرفي والحضاري. بسبب السلطة والحكم، لذلك اخذو وقتهم من حركة التاريخ وغادروا، وأصبح تاريخهم محفوظات فيها جدل كبير بين الحقيقة والتضليل، وحتى الحركات والجماعات الاسلامية لم تستخلص العبر
ولم تكن نموذج، فبدل من أن يأتوا للأمة ويخرجوها من الظلامات الي النور، جائوا ليستكملوا مسيرة الظلام. لذات الأسباب بذريعة الحكم كأصل من الأصول. لذلك الإنسان المسلم مطالب بفهم دينه أكثر ليعرف أسباب الاغتراب.
وعليه أن لا يعتمد على الفهم بالتلقين، لأن التلقين كان أحد أعظم المصائب التي دمرت هذه الأمة، لأنه تراكمياً كان سبب في جبل العقل العربي المسلم وتكوينه. يقول المفكر على شريعتي في أطروحته منهج التعرّف على الاسلام "المجتمع البدائي ظل بدائياً طيلة بقائه في أرضه، وإن كل الحضارات كانت وليدة هجرة المجتمعات البدائية"
"فقيمة كل إنسان بمقدار معرفته وفهمه لمعتقداته، لأن الاعتقاد وحده ليس فخرًا، وإذا كنا نعتقد بشيء لا نعرفه جيدًا فلا قيمة في ذلك، بل القيمة تكمن في المعرفة والفهم الدقيق لما نعتقده."
"فالتفكير الصحيح مثل السير في الطريق تماماً. إذ رجل أعرج يسير ببطء على طريق مبلط ومستقيم، وعداء يختار طريقاً وعراً، منحرفاً ومليئاً بالصخور، فمهما ركض سريعاً فسيصل ذلك الأعرج إلى الهدف أسرع منه "
" لو أن المسلمين اليوم حولوا المسجد إلى مراكز فعالة للبحث والتحقيق، بعيداً عن التلقين والترديد، واعتمدوا على هذين الأصلين: القرآن والتاريخ، في إعداد برنامج التوعية الجماهيرية لأمكنهم ذلك من بناء القاعدة الأساسية لأكبر نهضة إسلامية وفكرية في العالم "