- ℃ 11 تركيا
- 23 نوفمبر 2024
نهايتان أمام الأسد.. انتفاضة درزية علوية غير مسبوقة تنتشر جنوبا
نهايتان أمام الأسد.. انتفاضة درزية علوية غير مسبوقة تنتشر جنوبا
- 28 أغسطس 2023, 1:41:26 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تصاعدت التوترات في جنوبي سوريا هذا الأسبوع مع احتجاج الآلاف على تدهور الظروف المعيشية، وهي خطوة غير مسبوقة منذ عام 2011، ويمكن أن تهدد قبضة رئيس النظام بشار الأسد، بحسب الكاتب كريس فيتزجيرالد، في تحليل بموقع "مودرن دبلوماسي" الأمريكي (Modern diplomacy).
فيتزجيرالد تابع، في التحليل الذي ، أن احتجاجات اندلعت الجمعة الماضي في مدينة السويداء الجنوبية، حيث خرج مئات الأشخاص إلى الشوارع حاملين لافتات وهتفوا "سوريا لنا وليست لآل الأسد"، وأظهر مقطع فيديو إضرام النيران في صورة للأسد معلقة في الساحة الرئيسية بالمدينة.
وأردف: "تظاهر عدد غير مسبوق من المتظاهرين في ساحة الكرامة بالسويداء، مرددين شعارات مناهضة للنظام وحملوا أعلام الطائفة الدرزية، وهي جماعة عرقية دينية مهيمنة في المنطقة، فيما ذكرت وسائل الإعلام المحلية أن النظام أغلق الطرق داخل وخارج السويداء لمنع انتشار الاضطرابات".
"لكن الاحتجاجات انتشرت بسرعة، وتم الإبلاغ عن احتجاجات في أكثر من 52 موقعا في جنوبي سوريا، بينها المحافظات المجاورة درعا ودير الزور وشمالا إلى حلب. وأفادت منظمة مراقبة حقوق الإنسان السورية "إيتانا" بـ32 مظاهرة السبت الماضي، بما في ذلك في إدلب والرقة والحسكة ودير الزور"، بحسب فيتزجيرالد.
وأوضح أن هذه "الاضطرابات تأتي إلى حد كبير ردا على قرار النظام بخفض دعم الوقود والظروف الاقتصادية السيئة، وبينها التضخم الجامح المستمر وارتفاع تكلفة المواد الغذائية والسلع الأخرى، وقد شهد الأسبوع الماضي انهيار الليرة السورية إلى مستوى قياسي بلغ 15500 ليرة مقابل الدولار الأمريكي الواحد".
وشدد على أن "سوريا لا تزال أيضا تعاني من أزمة إنسانية حادة، وتفيد تقديرات الأمم المتحدة بأن 15.3 مليون سوري يحتاجون إلى مساعدات إنسانية في العام الجاري".
الدروز والعلويون
"والدعوات لإسقاط النظام ستكون مألوفة لدى الأسد، ففي 2011 بدأت الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية ضد حكمه الاستبدادي، قبل أن تتحول إلى صراع أهلي معقد ووحشي"، كما تابع فيتزجيرالد.
وأردف أن "هذه الاحتجاجات اشتهرت بوحشية الأسد، وتحديدا الاختفاء القسري واستخدام البراميل المتفجرة والأسلحة الكيميائية ضد المدنيين، وتفيد تقديرات بمقتل أكثر من 300 ألف مدني في الصراع المستمر وما زال 11 ألفا في عداد المفقودين على يد النظام".
واستطرد: "على الرغم من المكاسب الأولية التي حققتها القوى المؤيدة للديمقراطية في 2011، إلا أن الحرب الأهلية شهدت تشبث الأسد بالسلطة. وقد أدت المساعدة المقدمة من روسيا، حليفة النظام، والانقسام في صفوف قوات المتمردين، إلى استعادة النظام للمعاقل التي كانت تسيطر عليها المعارضة في دمشق وحلب، بينما تسيطر قوات المتمردين الآن على مساحات صغيرة في محافظة إدلب (شمال) التي يواصل النظام قصفها دون عقاب".
ولفت إلى أن "عائلة الأسد حكمت سوريا منذ عقود، ونظامهم وحشي واستبدادي يعتمد على عنف الدولة لقمع المعارضة. وقد أبقى الأسد مجموعات الأقليات المؤثرة في البلاد، وتحديدا الطائفتين العلوية والدرزية، إلى جانبه خلال الحرب الأهلية، وهو نفسه ينتمي إلى الطائفة العلوية الصغيرة ولكن ذات النفوذ".
فيتزجيرالد استدرك: "لكن على عكس ما حدث في 2011، يبدو أن الأمور مختلفة، مما يسبب مشاكل للنظام، إذ اندلعت الاحتجاجات في مناطق ومدن ذات أعداد كبيرة من العلويين والدروز ذوي النفوذ، وهي المجموعات نفسها التي ظلت موالية للأسد إلى حد كبير، وقد استخدم العديد من العلويين البارزين وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن إحباطهم من النظام، ودعا البعض إلى سقوطه".
وتابع: "كان هذا هو الحال منذ أشهر، حيث تحدث العلويون في المناطق التي يسيطر عليها النظام عن عجزه عن حل المشاكل التي تواجهها سوريا، ويتضمن ذلك أمثلة عديدة قام فيها كتاب وصحفيون وعلويون آخرون بالتنفيس عن إحباطهم على وسائل التواصل الاجتماعي".
وزاد بأن "هذا مشابه في الجنوب ذي الأغلبية الدرزية، سواء اندلعت الاحتجاجات هذا الأسبوع أو في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، حين قُتل شخصان عندما اقتحم متظاهرون في السويداء ذات الأغلبية الدرزية مبنى حكوميا خلال احتجاج مناهض للنظام على ارتفاع أسعار المواد الغذائية والصعوبات الاقتصادية".
وحشية متوقعة
"لقد دعمت هذه المجتمعات الأسد، وكوفئت بالفساد والاقتصاد المعوق والأزمة الإنسانية المستمرة"، وفقا لفيتزجيرالد.
وقال إن "الدعوات التي يطلقها أعضاء هذه المجتمعات لإسقاط النظام هي أمر غير مسبوق ويمكن أن تشكل تغييرا حقيقيا في قواعد اللعبة بالنسبة للمعارضة، وهو ما افتقر إليه المعارضون في 2011، مما سمح للأسد بممارسة سياسة "فرق تسد" وترجيح كفة النظام".
ورجح أن "يرد الأسد بوحشية واستخدام عنف الدولة والخوف لقمع المعارضة، وقد بدأ هذا بالفعل، إذ أفادت وسائل الإعلام المحلية بتحليق طائرات فوق أحياء مضايا والمزة وكفر سوسة في دمشق وانتشار أمني كبير في العاصمة لمنع انتشار الاحتجاجات بشكل أكبر".
وشدد على أن "الأسد هو المشكلة، ولا يزال نظامه الوحشي غير قادر أو غير راغب في حل المشاكل التي تواجهها البلاد، ويديم الصعوبات عبر ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، مثل منع توزيع المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب".
"ومن الممكن أن تنتهي الاضطرابات التي اندلعت هذا الأسبوع بطريقتين، إما أن تؤجج مظالم السوريين وتمتد إلى كافة أنحاء البلاد وتتحول إلى حراك شعبي يعصف بالنظام، أو كما حدث في 2011، يسحق عنف الدولة مطالب الشعب المشروعة، ومن المرجح أن يأمل السوريون من جميع الطوائف والأديان أن يتحقق الأمر الأول"، كما ختم فيتزجيرالد.
ترجمه "الخليج الجديد"