- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
هادي جلو مرعي يكتب: ثورة الأشجار.. السوداني نحو إستراتيجية خضراء
هادي جلو مرعي يكتب: ثورة الأشجار.. السوداني نحو إستراتيجية خضراء
- 11 مايو 2024, 9:39:26 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
يتحدثون عن الأشجار والحدائق في بلدان سافروا إليها متمنين أن تتحول صحاريهم الى مايشبه تلك الواحات، والبعض يتغزل بالخضرة والأشجار التي رآها في لبنان وإيران وتركيا وبلدان من أوربا وروسيا ونيوزلاند وكندا، ولقد رأيت من نافذة الطائرة وهي تقترب من مطار رونالد ريغان في واشنطن أشكال الأشجار، وكأنه ربيع هندي.
فالألوان الساحرة ليست للأزهار، ولا للورود، بل كانت أوراق الأشجار كل واحدة بلون، وكانت غابات سان فرانسيسكو على الساحل الغربي مثيرة للإنتباه، وكل شجرة يمتد عمرها لمئات من السنين.
بينما كانت الأشجار في فرنسا وفي إيطاليا وفي كندا تجعلني أحلم بثورة أشجار في بلدي العراق حتى خيل لي وأنا اغفو على مقعدي في الطائرة المحلقة فوق المحيط الأطلسي إنني رئيس وزراء العراق، وقد جمعت وزراء حكومتي، وقدمت لهم ورقة ليناقشوها معي وتتضمن إجراءات عملية لزراعة ملايين الأشجار في أنحاء العراق، وأعلن عن حملة وطنية شاملة في مدن وأرياف البلاد جميعها لزراعة أشجار جديدة لم تزرع سابقا، فقد ملت العيون من أشجار الكالبتوس التي أهدتها استراليا لفيصل الأول ومن شجر النبق.
وبالرغم من أهمية شجرة الكالبتوس التي ترتفع لثلاثين مترا، ويدوم عمرها لمائة وثلاثين عاما كما قيل لي، إلا إننا بحاجة لنمتع عيون شعبنا بأنواع جديدة نستوردها من القارات الخمس، مع الإبقاء على الأنواع المعروفة كالنخيل والكالبتوس والسدر، وسواها من أشجار.
ولعلي أفكر في تقديم الدعم اللازم لتنفيذ الإستراتيجية الوطنية الخضراء، وبالتنسيق مع دول، والحصول على خبرات زراعية من دول سبقتنا في ذلك، وهي عديدة، ثم لعلي أكرم كل مواطن يزرع شجرة، ويعتني بها بطريقة ما مع إن ذلك من واجبات كل مواطن يشعر بالمسؤولية تجاه بلده، وليعيش في في بيئة جميلة ومنعشة ونظيفة، وبعيدة عن التلوث، مع وضع سياسة جديدة لإستثمار المياه والأراضي الزراعية خاصة وإن تركيا وإيران وهما الأقرب لنا يملكان خبرة كبيرة في الزراعة، وتطوير هذا القطاع سواء كان الأمر متعلقا بالأشجار، أو المحميات الطبيعية، أو إستثمار المياه والأراضي الخصبة.