محمد الساعدي يكتب: "الراقصة والسياسي" بنسخته العراقية

profile
محمد الساعدي كاتب عراقي
  • clock 11 مايو 2024, 9:57:25 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

قد يبدو للوهلة الأولى أن العلاقة بين السياسة والدعارة بعيدة، لكنها فى الحقيقة قريبة لدرجة التداخل، فقد سجل لنا التاريخ الحديث والقديم وقائع الاستغلال السياسي للدعارة كواحدة من أدوات الضغط على الأعداء والأصدقاء والشركاء حتى، وإجبارهم على القيام بمهام لا يمكن أن تتم من غير ضغط وفضائح.

وقد أطلق على هذه الطريقة أسماء مختلفة، فتارة اسمها "الكونترول" كما في عمل المخابرات المصرية، والابتزاز كما حصل في أميركا والخليج والشرق الأوسط، والعراق واحدا من الدول التي تعرض سياسيوها للابتزاز، وكثيرا ما نسمع عن أسماء تم استغلالها نتيجة سقوطها في فخ العاهرات وبنات الليل، واللاتي أطلق عليهن مسميات عدة، فتارة فاشنيستا وأخرى بلوكر وإعلامية وغيرها من المسميات.

إلا أن اللقب الجامع لهن جميعا هو بنات الليل أو بائعات الهوى.

أنتجت السينما المصرية فلما في ثمانينيات القرن الماضي كان من بطولة نبيلة عبيد وصلاح قابيل، بعنوان "الراقصة والسياسي"، حاولت السينما المصرية من خلاله تجميل صورة الراقصة على حساب السياسي بأنها تقيم مشاريع خيرية وترعى الأيتام وتساعد الفقراء وما عملها كراقصة إلا جهاد وكفاح.

وهو ما ينطبق بالصورة والصوت والفعل على ما يحصل في العراق اليوم، لذا نرى جميعا أن أي عاهرة تفضح أو تقتل يخرج العشرات في مواقع التواصل لمديحها والترويج لها بعنوان الشهيدة والمجاهدة وكأنها من رجال السواتر.

والغريب في الأمر نفس العنوان في "الراقصة والسياسي" أراه هنا، فتلك تريد بناء دارا للأيتام، وهذه يدعي مروجوها ومتابعوها أنها كانت تعيل الأيتام والفقراء. والغريب أنها تخرج من الحضيض لتكون سيدة المجتمع التي يشار لها بالبنان، وتكون مثالا يحاول البعض أن يسوقه حتى تقتدي به غيرها.

لقد تعرضت العديد من الممثلات المصريات للضغط في سبيل الخوض في هذا الطريق، رفض البعض وقبل البعض الآخر، حيث يذكر أحد ضباط المخابرات المصرية والمسؤول عن الملف أو ما يسمى بـ"الكنترول" أنه تم استخدام عدد كبير من الفنانين المصرين ومن كلا الجنسين، سواء بالشذوذ أو الدعارة، للحصول على معلومات واستغلال رجال السياسة والدبلوماسيين هناك.

ولا أعلم، هل سنشهد بعد نصف قرن من الآن إنتاجا فنيا يضم أسماء المشاهير أو من يتصدرون مواقع التواصل في فضائح للعلن؟

والملاحظ أنه في فيلم "كشف المستور" كانت نهاية نبيلة عبيد شبيه بنهاية العاهرات هنا قتلا بالرصاص فلا تفرح من تمتلك ال جي كلا س او الرانج روفر والبيت الفخم بأنها ستكون محصنة فنبيلة عبيد مثالا لكن ومن لم تتعض فالتراجع ما حصل لمثيلاتها هنا وليعلمن ان السياسي جدار آيل للسقوط في أي لحظة وان سقط فستكون "فاشنستته" هي أول الضحايا.

التعليقات (0)