- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
هذه الحرب هي ساعة الحقيقة للعروبة.. مساندة المقاومة أو التفرج
هذه الحرب هي ساعة الحقيقة للعروبة.. مساندة المقاومة أو التفرج
- 18 ديسمبر 2023, 5:36:43 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
هذه الحرب هي ساعة الحقيقة للعروبة.. مساندة المقاومة أو التفرج
يبدأ اليوم73 للعدوان الصهيوني على غزة بملامح معهودة، الإبادة الجماعية، استهداف المستشفيات وأماكن إيواء اللاجئين، الحصار العنصري لأصحاب الأرض.
كل هذه العوامل تأكد مكابرة الكيان الصهيوني في مواصلة حربه دون هوادة أو تراجع عن نهجه الاناركي في تقويض حياة المدنيين في غزة.
فهل نجح الاحتلال في زعزعة أداء المقاومة؟ هل أحدث توازناً دولياً على الأقل في المواقف من الحرب؟ وهل دقت ساعة الحقيقة لعروبتنا؟
إدارة المقاومة الفلسطينية للحرب:
تتقاطع كل التحاليل في حقيقة التطور النوعي للمقاومة، ناهيك عن ابتداعها لطرق وتكتيكات غير معهودة في العلوم الحربية خاصة وأن الحرب تراوحت بين الهجوم والدفاع على شاكلة الجيش المنظم عندما يتعلق الأمر بالرشقات الصاروخية وعلى شاكلة المليشيات المسلحة عندما يتعلق الأمر بالاشتباك على الأرض لصدّ الاجتياح وإيقاف خط هجوم العدو.
أحد المؤشرات أيضاً عن هذه النقلة النوعية هو سيطرة المقاومة بشكل كامل على المشهد الإعلامي للحرب والذي صار مصدراً للخبر وتأكيداً على سقوط قواعد الاشتباك الكلاسيكية وابتداع أساليب أخرى لم يعهدها جيش العدو ولا غيره من الجيوش المنظمة.
كما كان للعمليات الفردية دوراً هاماً ومحورياً في أداء المقاومة جعلها تبرهن على متانة جبهاتها الداخلية من حيث الانضباط إضافة إلى إقدام عناصرها بشجاعة متناهية على إرباك العدو حتى عندما يتعلق الأمر بآلياته الثقيلة التي يفاخر بها في مجمل الصناعات الحربية التي تقتل الإنسان في كل مكان.
خلق التوازن في المشهد الدولي:
على خلاف بقية الحروب التي دارت في قطاع غزة تاريخياً وحتى قبل خطة شارون لانفصال غزة وعزلها عن محيطها الإقليمي، نجد أن الكيان الصهيوني وشركائه في الحرب داوموا خلال سنوات على استعمال الإسلاموفوبيا لوصم المقاومة في غزة وأساساً المقاومة الإسلامية بالإرهاب وهو ما جعلها تخسر تعاطفاً دولياً هاماً حتى من أنظمة الطوق التي أصبحت بدورها تسعى إلى تحجيم دور هذه الفصائل خاصة مع تزامن ذلك مع ثورات الربيع العربي التي أتت بالجماعات الإسلامية إلى الحكم في عديد الدول.
هذه السردية بدورها سقطت من خلال برهنة المقاومة الفلسطينية على أنها لا تخوض حرباً دينية وإنما تخوض حرب تحرير استحقاقاً للأرض. كما كان لمشاهد وشهادات الأسرى المفرج عليهم تأثير منقطع النظير لإسقاط سرديات الإرهاب والتوحش التي داوم الكيان الصهيوني على دحرها وعكسها على المقاومة بشتى السبل لاستجلاب المساندة الدولية وإفراغ المحيط الإقليمي من داعمي المقاومة وإسقاط الاستحقاق العربي على الأراضي الفلسطينية.
ساعة الحقيقة للعروبة:
كشفت هذه الحرب على غير العادة اختلال الموازين بين القوى الإمبريالية العالمية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية والدول العربية التي توقف إسنادها للمقاومة عند رفع سقف المواقف نسبياً وانحصارها في المعطى الإنساني وقصور مواقفها الدولية سواءً في مجلس الأمن أو على مستوى علاقاتها الدولية التي لم تنجح في حشد موقف رسمي من الحرب والدفع نحو إنهائها.
الدور العربي انحصر في وساطات الهدنة المؤقتة التي كانت مهمة للمقاومة في تقييمها لقدرات العدو والانتصار عليه معنوياً بإذعانه إلى شروطها. كذلك لم يكن فك الحصار وقتياً على غزة من خلال إدخال المساعدات الإنسانية او إخراج الجرحى للتداوي على قدر واسع من الأثر في الحرب التي مازالت تنتج المزيد من الجرحى والمحاصرين في ظل الحصار المفروض على القطاع.
هذه الحرب هي ساعة الحقيقة للعروبة لتنجح في إسناد المقاومة أو الوقوف متفرجاً في توحش الكيان الصهيوني لتسكت كل دعايتها الزائفة حول الممانعة ومركزية القضية الفلسطينية لدى الانظمة العربية.