- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
هلال نصار يكتب.. صراع العقول وكسر القيود
هلال نصار يكتب.. صراع العقول وكسر القيود
- 1 أغسطس 2022, 10:01:49 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
في إطار معركة صراع العقول وكسر القيود التي تنتهجها المقاومة الفلسطينية مع العدو، أثبتت كتائب القسام اليوم قدرتها على منح الثقة لروايتها الصحيحة والسليمة وإقناع المجتمع الصهيوني بأن حكومتهم تضلل عليهم الافتراءات، وهنا نزعت المقاومة قناع الكذب والافتراء عن الحكومة الصهيونية وحجبت الثقة عنها، فرواية المقاومة أصبحت هي الأصدق، وملف الأسرى حاضر بقوة ويعد من أبرز أولويات المقاومة فهي الأمل والسند والأجدر للوفاء بوعد تحريرهم بإذن الله تعالى.
ولفتت تغريدة الناطق العسكري الملثم أبو عبيدة الأنظار إلى الدوامة السياسية والعسكرية في المؤسسة الصهيونية حول مصير الجنود الأسرى لدي المقاومة في قطاع غزة وهو ما يبرز حقيقة حضور ذلك الملف وجعله على الطاولة، والتصميم على ارغام العدو المحتل من دفع الضريبة الباهظة وصولاً لإتمام صفقة جديدة، كما تأتي في خطوة استباقية لاختبار حكومة لابيد، ومضاعفة تأثير المجتمع الصهيوني بشأن الجنود المفقودين بغزة.
تغريدة الملثم جاءت بتوقيت حساس في الذكرى الثامنة لمعركة العصف المأكول التي أسرت فيها المقاومة المجندين هدار وشاؤول، حيث حملت التغريدة مضمون خطير وهو استشهاد وإصابة أفراد الوحدة التي ترعى أسرى العدو، وهنا يُطرح تساؤل ما مصير الجندي المفقود؟؟ قد يكون تعمد الاحتلال بقتل أسراه في معركة سيف القدس 2021، لإنهاء قضية الأسرى لدى المقاومة وتأكيد روايته المضللة بأنهم قتلى، ومن غير المعقول أن تتحفظ المقاومة بأسرى قتلى مدة 8 سنوات وتبذل جهداً ووقتاً لتتكفل بأموات، لكن عهدنا مع كتائب القسام بأن أعلنت مسبقا عن وحدة الظل القسامية التي تتكفل بأسرى العدو الأحياء وفق الشريعة الإسلامية وهذا دليل واضح على إنسانية المقاومة خلال تحفظها بالجندي الأسير جلعاد شاليط لمدة 5 سنوات والكشف مؤخراً عن تدهور طارئ على صحة الأسير هشام السيد.
حالة ارتباك ملحوظة في الأوساط الإعلامية والأمنية الإسرائيلية، كما بدأ واضحا أن الرقابة العسكرية توجه عددا كبيرا من المحللين والإعلاميين في محاولة لضحد وإنكار ما أعلن عنه الناطق باسم القسام للحيلولة دون السيطرة على الرأي العام الإسرائيلي فيما يخص قضية الجنود الأسرى لدى القسام، فالاحتلال يعلم جيداً أن الجنديين مازالوا أحياء ويعلم أن المقاومة لن تفرط بهم مهما كلفها من ثمن، لكنه يروّج لجمهورِه أنهم موتى كي يؤخر أي صفقة قادمة ويستطيع الوصول للجنديين ويقتلهم كي لا تتم الصفقة لأنها بمثابة ذُل للاحتلال.
أعتقد أنه لم يبقَ سوى القليل، فالملثم في تغريدته أوصل رسالة مزدوجة من خلال ربط الأحداث وتسلسلها واعلانها بالمجان مقابل تحريك المياه الراكدة بملف الأسرى وفضح الرواية الصهيونية، بعد تجميد التفاوض أثر ربط صفقة التبادل بالاعمار، وقد يدلل ذلك على فرض قواعد هامة حول مسار التفاوض وادارة الصراع مع العدو الصهيوني، وهذا ما نستطيع تحليله بعد التدهور الطارئ على صحة أحد أسرى العدو وإعلان استشهاد وإصابة أفراد وحدة الظل في معركة سيف القدس في إشارة تنبيه لقيادة حكومة الاحتلال بأن أسراهم ليسوا جثث كما يكذبون.