- ℃ 11 تركيا
- 23 نوفمبر 2024
هلال نصّار يكتب: عيون الشاباك تتربص الاغتيالات لرسم صورة الردع المفقودة
هلال نصّار يكتب: عيون الشاباك تتربص الاغتيالات لرسم صورة الردع المفقودة
- 17 يوليو 2023, 7:20:38 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
بعد فشل العملية العسكرية في مخيم جنين مؤخراً، الأنظار الصهيونية اتجهت إلى تفعيل ملف الاغتيالات من جديد وتصفية الشخصيات الداعمة للخلايا النائمة والذئاب المنفردة في أحياء ومخيمات الضفة الغربية، حتى كادت المنظومة الاستخبارية في حالة هوس أمني من الأحداث الميدانية وردات الفعل حول جرائم جيش الاحتلال البشعة بحق أهلنا وشعبنا فتتربص عيون الشاباك والموساد للشخصيات القيادية المُوجِهة لتلك المجموعات والخلايا والكتائب المُشَكّلة بالضفة في محاولة منهم للوصول لحلقة الوصل وتحييد أي حدث متوقع تنفيذه في مناطق القدس وتل أبيب والضفة الغربية والداخل المحتل، فيما يسعى العدو تشتيت الأنظار نحو لبنان عبر اعلامه المضلل فمنذ عِدة أيام والخطاب ناري حول موضوع مزارع "شبعا"، ووضع الخيمتين وقرية الغجر وإلخ، كما أن اجتماع مجلس الكيبينت المصغر كان يتداعى بالرد مؤخرا وهذا ما تداوله وزراء صهاينة متطرفين، ووصلت المعلومات الاستخبارية بأن حزب الله ما زال يُصمم على بقاءه في هذه المنطقة على اعتبار أنها جزء لا يتجزأ من الحق اللبناني، وبالتالي أثناء العملية العسكرية في جنين كانت هناك تدخلات خارجية عديدة، والاحتلال حذر من أي تدخل أثناء عملية الاجتياح التي كانت موجودة.
وبما أن الأنظار الآن تتجه نحو لبنان علناً وخاصة بأن جزء من الإعلام العبري تحدث أن نتنياهو يتفرغ لمنطقة الضفة الغربية، بينما المناوشات على الحدود اللبنانية تتصاعد بشكل كبير جدًا، وخاصة بعد رفض حزب الله إزاحة الخيمتين إلى الوراء وتفجير المُسيرة على الحدود، فيما أبدى الاحتلال تقييم للأوضاع على الحدود اللبنانية ويرمي اشارة الاتهام لحزب الله حول نوايا إقتحام الحدود وتنفيذ عمليات خلف الخطوط وهذا الأمر مستبعد كثيرا نظرا لانتشار قوات اليونفيل والوضع المتفجر على الحدود، كما ويسعى الاحتلال جاهدا لدس السُم وتهويل الأحداث لتمرير أهدافه ومخططاته، فيما تتجه أنظار الاحتلال سراً نحو إعادة تفعيل ملف الاغتيالات الأمر الذي يبدو فيه اتخاذ قرارات حاسمة في الاستعداد لمواجهة مفتوحة ومتعددة الجبهات مع الحدود المشتركة مع فلسطين المحتلة، فيما يخشى العدو من الجبهة النائمة وردة فعل عرب الداخل تلك جبهة الانفجار الداخلي المختلط بالمجتمع الصهيوني والوقوع بالفخ بعد فشل أجهزته الاستخبارية في تحييد الأحداث الأخير والتي نتج عنها إقالة مدير شرطة الاحتلال في مجمع مغتصبات غوش دان، وقد تمثل حالة من الغدر وهو يبحث عن فريسة سائغة أو فرصة متاحة لتنفيذ مخططه في حدث كبير بهدف رسم صورة الردع المفقودة وفشل جيشه في السيطرة على مخيم لا يتجاوز كيلو متر مربع تقريباً وتحقيق أمن كيانه الزائل، والكبينت الصهيوني المصغر صوت مؤخراً على مواصلة تنفيذ عمليات الاغتيال، فيما يدعي اعلام العدو ومسؤلون صهاينة بأن النيران المضادة للدبابات من لبنان واطلاق الصواريخ بعيد الفصح نفذتها حماس بأوامر من الشيخ صالح العاروري وهنا استخدم العدو تلميحا لشخصية قيادية عالية المستوى ووجه الاتهام صوبها، لكم الاحتلال منظومته الاستخبارية معروف عنهما الغدر والخيانة فقد يكون العاروري هدفا لها وقد يكون هناك هدف آخر يريد الوصول له لذلك يستخدم أحياناً معلومات مضللة حول أشخاص لصيد ثمين بعيد عن الأشخاص المرصودة والملمح عليها إعلامياً.
حاول الاحتلال، قبل عملية جنين، الترويج بأن هناك حق لاسرائيل بالدفاع عن نفسها، وتوجَه نتنياهو إلى الأمم المتحدة، والعديد من الدول للتدخل في الأمر وكسب رأيهم وموقفهم لصالحه، وحتى اليونيفيل أكد وقال بأن الخيمتين في الداخل باتجاه الأراضي المحتلة، وبالتالي مازال حزب الله يعتقد أن هذه المنطقة هي جزء لايتجزأ من لبنان، وهذا سيصعد الأمور بشكل كبير، فيما تعد الورقة الرابحة لدى حزب الله، ولبنان بأن هذه "المسألة سيادية"، وبالتالي حان وقت الرد؛ بالرغم من أن هناك جهود دولية تتدخل من أجل ذلك، لكن الواضح بأنها فشلت، وهذا يعني أننا مقبلون على تصعيد في المنطقة، وتحديدًا الجبهة اللبنانية؛ التي رفض حزب الله بشكل مباشر عبر الوسطاء أزاحة الخيمتين بالرغم من أن جزء من الإعلام العبري وصفها "بالمناورات"، وأن حزب الله اليوم هو يمتلك الجرأة أكثر، أعتقد بأن موقف حزب الله أقوى بكثير وخاصة بأن محور المقاومة وايران تدعمه، لكن! "الإدارة الأمريكية أعطت الضوء الأخضر للحملة العسكرية في مخيم جنين فهل ستعطي الضوء الأخضر للتفرد بالجبهة اللبنانية"؟ وهنا يكمن السؤال الأهم هل كيان الاحتلال وتحديداً "نتنياهو" مستعد لحرب مفتوحة مع محور المقاومة على عدة جبهات في حال أقدم على اغتيال شخصيات بارزة بالمقاومة؟!