هيثم عبد النبي يكتب : تأثير سياسة الاغتيالات الإسرائيلية على السلوك العسكري للمقاومة الفلسطينية

profile
  • clock 1 سبتمبر 2023, 7:33:24 ص
  • eye 903
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

تأثير سياسة الاغتيالات على المقاومة الفلسطينية يمكن أن يختلف وفقًا للموقف السياسي والأمني، ووفقاً لطبيعة الظرف والسياق الذي أقدم فيه العدو على عملية الاغتيال، وأيضاً طبيعة الاغتيال وأدواته ومكان حدوثه داخل الوطن أو خارجه. 
يقدم العدو على عملية الاغتيال لتحقيق عدة أهداف:
1. للتأثير على التنظيم والهيكل للمقاومة الفلسطينية : حيث سعى  العدو "الإسرائيلي" جراء استهداف  قيادات المقاومة الفلسطينية ، إلى أن يحدث فراغ في القيادة وتشتت في التنظيم وإشغال المقاومة في إعادة الهيكلة وترتيب الصفوف وهي بطبيعة  الحال عملية تحتاج إلى جهد ، صحيح أن المقاومة الفلسطينية صممت هياكلها التنظيمية على أساس مرن يتيح لها التعافي من آثار عمليات الاغتيال لكن كل قائد في المقاومة الفلسطينية وأجنحتها العسكرية يمثل مدرسةً مقاومة ورمزية خاصة وتفاعلاً إيجابياً داخل بيئة المقاومة وداخل المجتمع المقاوم مما يجعل فقده له انعكاسات على صعيد الرمزية ومرونة التنظيم.
2. وأيضاً يهدف العدو إلى التأثير على التكتيكات والاستراتيجية للأجنحة العسكرية ودفع المقاومة  إلى إعادة التفكير في تكتيكاتها واستراتيجياتها، لكن على النقيض أدت عمليات الاغتيال إلى تحسين كفاءة دورة إنتاج الاستخبارات والمعلومات وتطوير فعالية منظومات الجمع المعلوماتي والإنذار المبكر و تحسين أنظمة تأمين القيادة مما حسن من حالة الحفاظ على المقدر القيادي ، وأيضاً تطور استراتيجية المقاومة في غزة إبان حرب حجارة السجيل 2012 بالرد على اغتيال القائد أحمد الجعبري خلق حالة من الردع للمحتل للإقدام على الاغتيال في ظروف خارج الحرب والتصعيد.
3. وفي ظروف أخرى يسعى العدو من عمليات الاغتيال الى تحقيق صورة للنصر في حروبه وعملياته العسكرية، وقد جابهت المقاومة هذه الغاية بعدة وسائل منها القتال القانوني وسحب صورة شرعية الاغتيال من العدو، وأيضاً الرد على العدو بعمل نوعي يشوه صورة النصر لديه ويحقق صورة نصر شرعية للمقاومة تعالج آثار عملية الاغتيال على الحاضنة الشعبية والمجتمع المقاوم.
4. وتستخدم الاغتيالات عادة كوسيلة لزعزعة الاستقرار والتأثير على الروح المعنوية للمقاومة والضغط عليها للتردد في الاستمرار في حالة النضال والجهاد، لكن قناعة المقاومة الفلسطينية بشرعية مقاومتها واستحضار معية الله في حفظ المقاومة وعقيدة الشهادة ومكانة الشهيد تجعل تحقيق هذا الهدف من طرف العدو مستحيلاً.  
ختاماً نلخص القول بأن المقدر القيادي لدى المقاومة الفلسطينية له أهميته ودوره في أبجديات الصراع، وفقده يحدث تأثيراً على المقاومة الفلسطينية لكن طبيعة مسار المقاومة وأيضاً إستراتيجية المقاومة في رفع تكلفة عمليات الاغتيال على العدو "الإسرائيلي تحد من تكرار هذا النمط تجاه المقاومة ، ومن جهة أخرى فإن فلسفة الدم والشهادة وسلامة الاعتقاد تعالج الآثار المعنوية لعمليات الاغتيال، ومرونة وسلامة الهيكل التنظيمي ودور محاضن صناعة القادة وتصعيدها، تعالج آثار عمليات الاغتيال على السلوك العسكري والأداء القتالي للمقاومة الفلسطينية.

🟢 تم بحمده تعالى 🟢
 

التعليقات (0)