تكبير الخط تصغير الخط

ترجمة: د. محمد الصاوي 
القدس - الولايات المتحدة ـ دعا وزير الخارجية أنطوني بلينكين إلى الهدوء في وقت تتصاعد فيه أعمال العنف خلال زيارته للقدس يوم الإثنين ، وهي الزيارة الأكثر شهرة في الولايات المتحدة. التواصل مع إسرائيل منذ تنصيب حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة الشهر الماضي.
في مؤتمر صحفي مشترك مع نتنياهو ، بعد أيام من إراقة الدماء المتصاعدة ، قال بلينكن إن الحفاظ على "رؤية" حل الدولتين ، الذي يتم من خلاله إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل ، هو "السبيل الوحيد للمضي قدمًا".

لكن حكومة نتنياهو الجديدة - وهي تحالف من نشطاء المستوطنين والمحافظين الدينيين والقوميين المتشددين - صعدت إلى السلطة ووعدت بتوسيع احتلال الضفة الغربية وتنفيذ إجراءات أكثر صرامة لمواجهة العنف الفلسطيني. أظهر استطلاع أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية الأسبوع الماضي أن دعم حل الدولتين في المنطقة في أدنى مستوياته على الإطلاق ، حيث يدعم ثلث الفلسطينيين فقط وثلث اليهود الإسرائيليين هذا الحل..
قدم بلينكين تعازيه لضحايا القتل الجماعي الذي نفذه مسلح فلسطيني يوم الجمعة خارج كنيس يهودي في القدس الشرقية ، والذي وصفه بأنه "أكثر من مجرد هجوم على أفراد. لقد كان أيضًا هجومًا على الفعل الكوني المتمثل في ممارسة المرء إيمانه ".

وتابع بلينكين: "في سياق هذا الهجوم ، وتصاعد العنف ، من المهم أن تعرف إسرائيل حكومةً وشعباً أن التزام أمريكا بأمنهم يظل صارماً".
جاء هذا الهجوم بعد يوم من مقتل 10 فلسطينيين في غارة إسرائيلية على مخيم جنين للاجئين ، وهي واحدة من أكثر العمليات دموية في الضفة الغربية منذ عقدين. قتل ما لا يقل عن 30 فلسطينيا في الضفة الغربية هذا العام ، وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية.

رداً على الهجوم على الكنيس ، أعلنت السلطات الإسرائيلية عن مقترحات جديدة لمكافحة الإرهاب وتخفيف القيود على ملكية المدنيين للأسلحة ، لكنها لم ترد بضربات عسكرية ، مما أثار الآمال في وقف التصعيد.
وقال بلينكين "لهذا السبب نحث جميع الأطراف الآن على اتخاذ خطوات عاجلة لاستعادة الهدوء ، حتى نتمكن من البدء في استعادة الشعور بالأمن".

وفي تأكيد على التحدي المتمثل في أي هدوء دائم ، طالب وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير يوم الأحد بأنه في مقابل سبعة قتلوا يوم الجمعة ، ينبغي للحكومة أن تسمح بسبع مستوطنات غير شرعية في الضفة الغربية - وهي جزء من الأرض التي يستخدمها الفلسطينيون.  
جرت آخر محاولة جادة للمضي قدمًا في محادثات الدولتين أثناء إدارة أوباما في عام 2014. ولم تذهب تلك الجهود ، التي قادها وزير الخارجية آنذاك جون إف كيري ، إلى أي مكان. عندما ترك كيري منصبه في عام 2016 محبطًا ، حذر نتنياهو من أن إسرائيل "لن تحصل أبدًا على سلام حقيقي" مع العالم العربي دون حل القضية الفلسطينية.                                                                                                                           في الواقع ، خلال سنوات ترامب ، بدأت إسرائيل في تطبيع العلاقات مع دول الخليج العربي ، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة والبحرين ، كجزء من اتفاقيات أبراهام المدعومة من الولايات المتحدة. ويمثل التوسع في الاتفاقات ، خاصة مع السعودية ، أولوية لرئيس الوزراء الإسرائيلي ، الذي تحدث يوم الاثنين عن "توسيع دائرة السلام" في المنطقة. لكن واشنطن حذرت نتنياهو بشكل خاص من أن المزيد من التطبيع مع الدول العربية أمر غير مرجح طالما حكومته في حالة اضطراب.
يوم الإثنين ، أشاد نتنياهو بعلاقة إسرائيل مع الولايات المتحدة ووصفها بأنها "واحدة من أعظم التحالفات في التاريخ الحديث".

وقال نتنياهو مخاطبا الولايات المتحدة: "نتشارك في قيم مشتركة ، ديمقراطيتان قويتان - ستبقى ، كما أؤكد لكم ، ديمقراطيتان قويتان". مخاوف بشأن إصلاح قضائي مقترح قد يسمح لرئيس الوزراء بالإفلات من الملاحقة القضائية في محاكمات فساد متعددة.

وحذر النقاد من أن الإجراءات ستدمر نظام الضوابط والتوازنات في البلاد ، وخرج عشرات الآلاف من الإسرائيليين إلى شوارع تل أبيب في الأسابيع الأخيرة للاحتجاج على ما يسمونه "انقلابًا دستوريًا".

لكن نتنياهو سعى إلى تجاوز خلافاته الداخلية والعنف الحالي ، ولمح لفترة وجيزة فقط إلى إيجاد "حل عملي مع جيراننا الفلسطينيين" ، وتمحور بسرعة نحو أرضية مشتركة مع الولايات المتحدة بشأن إيران.
قال نتنياهو لبلينكين "زيارتك تأتي في وقت مهم". إنه وقت رأى فيه الكثير في المجتمع الدولي ... الوجه الحقيقي لإيران. لقد رأوا همجية هذا النظام ضد شعبه. لقد رأوا كيف تصدر العدوان خارج حدودها وخارج الشرق الأوسط ".
وقال بلينكين إن الاثنين "ناقشا تعميق التعاون لمواجهة ومواجهة أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة وخارجها" ، مشيرًا إلى أن إيران تقدم طائرات بدون طيار لروسيا لحربها في أوكرانيا مقابل أسلحة روسية متطورة. وأضاف: "إنه طريق ذو اتجاهين".

قالت إيران يوم الأحد إن ضربة بطائرة مسيرة ألحقت أضرارا طفيفة بمجمع تابع لوزارة الدفاع في مدينة أصفهان بوسط البلاد ، مع تصاعد التوترات بشأن برنامج طهران النووي المتقدم.

الولايات المتحدة ـ  قال مسؤول ، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لأنه لم يُسمح لهم بالتحدث علنًا في هذا الشأن ، إن الضربة كانت على ما يبدو من عمل الجيش الإسرائيلي.