- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
الهند أذربيجان أرمينيا.. تحركات مصرية تجني مكاسب سياسية واقتصادية
الهند أذربيجان أرمينيا.. تحركات مصرية تجني مكاسب سياسية واقتصادية
- 31 يناير 2023, 1:50:51 ص
- 710
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
جولات رئاسية مصرية للاتجاه شرقا نحو دوائر غير تقليدية آسيوية في توقيت مهم، لإحياء التعاون مع دول تملك تاريخا كبيرا للعلاقات مع القاهرة.
الجولات التي أجراها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي شملت الهند وأذربيجان وأرمينيا، ورسمت دوائر حركة جديدة بما يحقق أهداف الأجندة الوطنية للدبلوماسية.
وأكد خبراء وسياسيون أن "القاهرة تعمل على تأسيس شراكة استراتيجية جديدة وحضور أوسع في منطقتين محل الاهتمام العالمي، جنوب آسيا ومنطقة القوقاز ووسط آسيا أيضا، في ظل التحالفات الاستراتيجية والأمنية الدولية القائمة والناشئة في تلك المنطقة".
وأوضحوا في حديثهم لــ"العين الإخبارية" أن "ذلك سيعود على مصر بمكاسب اقتصادية وسياسية دولية وتوسيع مشاركتها وحضورها عالمياً بخاصة في ضوء أزمة الأمن الغذائي العالمية، إذ اتفقت مصر والهند على تعزيز سلسلة التوريد للمواد الغذائية، وتسريع خطى التعاون في المجال التكنولوجي المرتبط بالغذاء والزراعة، فضلاً عن مشروعات الطاقة والبنية التحتية والصناعات الدفاعية.
الاستدارة شرقًا
ويقول أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، الدكتور طارق فهمي، إن جولة الرئيس المصري لكل من الهند وأذربيجان وأرمينيا جاءت في وقت مهم وله دلالاته الخارجية.
ويضيف فهمي في حديثه لــ"العين الإخبارية" أن الرئيس السيسي يعمل على تطبيق استراتيجية الاستدارة شرقاً وإحياء التعاون ليس مع الهند والصين فقط إنما دول آسيا الوسطى ومناطق التماس الأخرى ودول الكومنولث وتحقيق مصالح البلاد العليا.
ويكمل أنه من ضمن النتائج المهمة هي إحياء دور اللجان المشتركة في الدول الثلاث وإقرار سياسة استراتيجية مباشرة في ذلك الإطار وإحياء العلاقات الآسيوية المصرية، لافتا إلى أنها ستعود على مصر ومؤسساتها المختلفة بمكاسب خاصة الملف الاقتصادي والأمن السيبراني والطاقة المتجددة والزراعة.
وشدد على أن "أهم نتيجة هي تطبيق السياسات المالية والنقدية بما يخدم السياسات المصرية في هذا التوقيت"، مشيرا إلى أن دخولها لتلك التجمعات الاقتصادية يمثل حضورا كبيرا في العالم منها اجتماعات العشرين واللقاءات الخاصة في شنغهاي بمجموعة الآسيان.
وأوضح أن "مصر عملت على تأسيس لشراكة استراتيجية وحضور أوسع في منطقتين محل الاهتمام العالمي، جنوب آسيا ومنطقة القوقاز ووسط آسيا أيضاً، في ظل التحالفات الاستراتيجية والأمنية الدولية القائمة والناشئة في تلك المنطقة، وسط تنافس صيني – أمريكي على توجيه دفة النظام العالمي".
وبين أن الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية لن تتحفظ على التحركات المصرية في الشرق، خاصة مع تأكيد وزير خارجيتها أثناء الزيارة بأن القاهرة من الشركاء الفاعلين ويجب الحفاظ على ذلك.
توقيت حساس
مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير جمال بيومي، يرى أن جولات الرئيس عبد الفتاح السيسي في الهند وأرمينيا وأذربيجان، بمثابة استعادة لقوة وزخم الملفات التي تأخرت في علاقات مصر بدول العالم.
ويضيف بيومي في حديثه لــ"العين الإخبارية" أن "الجولة تأتي في توقيت دقيق وحساس يمر به العالم في ظل أزمات متصاعدة"، متابعاً: "كما أنها تأتي ترسيخا لسياسة الانفتاح المصرية الخارجية على كل المدارس".
وأوضح أن "الرئيس السيسي اتجه نحو القوى الصاعدة في المشهد الدولي وأبرزها الهند ونجح في زيادة التنسيق المشترك"، لافتا إلى أن "الزيارة تؤسس لمرحلة جديدة من التعاون، واتفاقات جديدة في كل المجالات لتوسيع استثمارات الهند في قناة السويس وغيرها".
وأشار إلى أن "الهند دولة متقدمة في مجال تكنولوجيا المعلومات وتصدر بمئات المليارات تكنولوجيا معلومات، ومصر بدأت هذه المسيرة وصدرت بنحو 5 مليارات جنيه برامج تكنولوجية".
وحول أرمينيا وأذربيجان، لفت مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، إلى أن "العلاقات المصرية الأرمينية قديمة جدا على المستوى الشعبي"، موضحا أن الزيارة تعد الأولى للدولتين منذ انفصالهما عن الاتحاد السوفيتي.
وأكد أن ذلك سيعود على مصر والعرب في مساعدتنا بالأمم المتحدة وتوسيع الصادرات الزراعية لتلك الدول والمنتجات الصناعية، بالإضافة إلى جذب أذربيجان للاستثمار في قناة السويس.
ملتقى الشرق والغرب
واتفق مع بيومي رئيس تحرير صحيفة "الأهرام ويكلي" (الصادرة بالإنجليزية)، الكاتب الصحفي عزت إبراهيم، الذي أكد أن زيارة الرئيس المصري للهند بالغة الأهمية ونتائجها سيكون لها مردود هائل علي العلاقات الثنائية بين البلدين بعد رفع مستوى العلاقات الاستراتيجية.
وأضاف إبراهيم في حديثه لــ"العين الإخبارية" أنه لم يحدث ذلك بشكل غير مخطط فالجانب الهندي له مصالح كبيرة ويرغب في تواجد أكبر في منطقة الشرق الأوسط، ويرى أن مصر مؤهلة لهذا الدور بشراكة حقيقية مع نيودلهي على أصعدة عدة.
وأكمل أن التوجه الاستراتيجي الهندي نحو الشرق الأوسط ومنح أولوية لدولة محورية مثل مصر هو تطور كبير حيث الدخول في شراكات استراتيجية على المستوى العسكري والأمني والاقتصادي سيكون لها تبعات إيجابية في المستقبل القريب.
وتابع أن الهند تنظر إلى مصر باعتبارها بوابة للتجارة مع أوروبا وأفريقيا وأيضا هناك فرص كبيرة لكبار المصنعين الهنود لدخول المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، موضحا أنها تنظر إلى القاهرة باعتبارها قوة اعتدال كبرى في المنطقة وهي من ثم ترى ضرورة دعم القاهرة في تلك المرحلة الحرجة التي يمر بها الاقتصاد العالمي بأزمات طاحنة.
وحول أذربيجان أوضح أن تطوير العلاقات الثنائية سيعود بالنفع على الاستثمارات الأذرية في مصر في ظل انتعاش الاقتصاد الأذري بعد ارتفاع أسعار الطاقة وسعي المستثمرين الأذريين إلى مناطق جاذبة للاستثمار الخارجي ومصر مؤهلة لجذب تلك الاستثمارات.