يديعوت أحرونوت: ثمن صفقة السنوار سيكون باهظا.. هذه لحظة النزول على الركبتين

profile
  • clock 9 فبراير 2024, 9:11:08 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

بقلم: روتم ايزاك

ينبغي أن نقول نعم لصفقة المخطوفين. ببساطة أن نوافق. أن نوقع بسرعة دون أن نتردد. أن نطوي الأنا ونحجمها، إلى جانب بضعة مبادئ ونعيدهم إلى الديار بكل ثمن.

لقد كان هذا الهدف الأساس لحرب السيوف الحديدية، إلى جانب المهمة الفجة "لإبادة حماس"، التي هي شعار أساسًا، مثل شعار "شعب إسرائيل حيّ". جُمل هدفها رفع الروح المعنوية والضمان ألا يكون مستقبلنا محوطا بالضباب حتى حين يثبت الواقع غير ذلك.

إذ لا يمكن إبادة فكرة (مثلما اكتشفنا بأن اللاسامية حية ترزق اليوم أيضا)، ولأنه منذ 7 أكتوبر حياة شعب إسرائيل هي حياة بلا حياة. فما هي الأمّة التي تصرخ لبنيها، يا بناتي، سأعيش، حياة مشكوك بها؟ حياة جريحة، هيكل مجتمع، دولة بلا أبوين.

من هم السياسيون الذين يشيحون النظر عن طاولة توجد عليها صفقة لإعادة المخطوفات والمخطوفين ويعرفون بأن المعنى هو الحكم بالموت على نساء، ورجال وأطفال؟ أرباب في نظر أنفسهم ليسوا زعماء. من هي الدولة التي لا تفعل كل ما في وسعها كي تعيد أبناء وبنات إلى حدودهم؟ مكان بلا أمل، أرض بلا مستقبل. بلاد محطمّة مع أناس محطمي القلب وسياسيين غليظي القلوب.

في هذه الحرب، التي بدأت بمذبحة، كارثة ثانية لشعب نهض من الرماد، لن يكون منتصرون. لا حماس التي نجحت في أن تجتاح، تقتل، تحرق وتختطف على مذبح الكراهية ضحت أيضا بشعبها؛ ولا إسرائيل، الأمّة المحبة للحياة التي ضحت ولا تزال تضحي بحياة أكثر فأكثر.

المسألة هنا ليست مسألة النصر الذي لن نشمّه – وليغفر لي المتحمسون – بل ما الذي سنخسره إذا ما أصرينا على تعزيز القامة الوطنية والإثبات لحماس بأن شعب الخلود لا يخاف الطريق الطويل حتى عندما يعرف بأن على قارعته تتراكم الجثث.

المعضلة قائمة. ثمن صفقة السنوار سيكون باهظا. تحرير عظماء القتلة هو بلا شك نزول على الركبتين. ونعم، إظهار ضعف أيضا. لكن عندما تكون حياة إخواننا على الكفّة، فإن هذه هي اللحظة للنزول على الركبتين. هذه هي اللحظة لنكون ضعفاء أيضا. نحن ضعفاء لأننا نحبّ الحياة. هذا ضعف الويل لنا إذا ما فقدناه.

دون أن نعيد المخطوفين والمخطوفات لن نكون ضعفاء بل مفككون. مواطنون يسيرون وهم يعلمون بأنه لا يوجد تكافل متبادل، أو زمالة، أو ضعف لحياة الإنسان. فقط قوة موهومة، مثل بيت واجهته جميلة، لكنه من الداخل كله متهالك ومتعفن.

هؤلاء ليسوا أطفال آباء وأمهات وأخوات وأجداد عشوائيين. هؤلاء أطفال آباء وأمهات وأخوات وأجداد لواحد ما، لواحدة ما. من هنا. منا.

الصدفة، تعسف الحياة، هما اللذان أدّيا لأن يكون أبنائي، أبناؤكم ينامون في أسرتهم هذه الليلة. ماذا كنا سنفعل لو كان أبناؤنا هم المخطوفون؟ الجواب واضح: كل شيء. أعيدوهم جميعهم. الآن.

المصادر

يديعوت أحرونوت

التعليقات (0)