- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
يلمان زين العابدين اوغلو يكتب: النظرية و المنهجية و جدلية الفكر و التطبيق
يلمان زين العابدين اوغلو يكتب: النظرية و المنهجية و جدلية الفكر و التطبيق
- 15 فبراير 2023, 1:24:01 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
قبل الدخول في تفصيلات هذا الموضوع الشائك و المعقد ؛ نود الاشارة الى ما اتفق عليه كبار الباحثين و الفلاسفة و المؤرخين حول مفهومي ( النظرية و التطبيق ) مثل كارل ماركس و زبينغيو بريجنسكي و روبرت فيسك و غوستاف لوبون و ارسطو و غيرهم كثير جدا ضمن هذا المستوى من النبوغ و التخصص ؛ و تم الاتفاق شبه التام على الاتي:
● النظرية : هي مجموعة الافكار السياسية و الاقتصادية و الثقافية و الاجتماعية التي توضع ببودقة واحدة لغرض الاستدلال على فكر سياسي قائم بذاته.
● المنهجية : و تعني الطرق المتبعة فعليا من قبل الحكومات او الافراد او الاحزاب ؛ لنقل متبنيات هذه النظرية الى ارض الواقع.
...فنجد هناك النظريات : الماركسية و الرأسمالية و الوطنية و القومية و الجمالية و الامبريالية و غيرها .
** اذن نحن الان امام قضية مهمة و جوهرية بركيزتين اساسيتين وهما :
1~ النظرية الموضوعة .
2~ المنهجية المطبقة .
و من هنا تبدأ الخلافات الفكرية و السياسية و الثقافية بين معظم الكتاب و الساسة و المفكرين حولهما ؛ فانقسم المجتمع السياسي العام حولهما بثلاث اتجاهات و محاور مختلفة و كألاتي :
1~ المعسكر الاولى : يرى و يعتقد ان الفشل في نقل ركائز النظرية الى ارض الواقع سببه الرئيسي : فشل النظرية نفسها و اقترانها بكثير من العيوب و التي يصبح من شبه المستحيل تطبيقها على ارض الواقع ؛ و نجد ذلك يظهر جليا و بوضوح في افكار و طروحات صاموئيل هامنغتون و فرانسز فوكوياما و غوستاف لوبون و غيرهم .
2~ المعسكر الثاني : والذي يؤمن و يعتقد ان فشل تطبيق النظرية على ارض الواقع سببه الرئيسي طريقة و وسائل التنفيذ وليس قصور في النظرية ؛ و من اشهر من تبنى هذا التوجه هو جان جاك روسو و هنري كيسنجر و ليدل هارت و غيرهم .
3~ المعسكر الثالث : الذي يؤكد و يؤمن بقوة ان الفشل في تطبيق النظرية على ارض الواقع يعود لعدة عوامل و اسباب مختلفة مهمة مثل : نوع النظرية و طريقة التطبيق و نوع الشعب و البعد الاركولوجي لمجموع السكان و التقلبات الدولية المختلفة ؛ و من اشد المتعصبين لهذا الراي نذكر : ادم سمث و زبينغيو بريجنسكي و هيغل و جوزيف ستالين و غيرهم كثير ؛ ونحن ممن ننتمي لهذا المعسكر بقوة .و نؤمن بما احتواه من حيث الشكل و المضمون و التوجه .
-----------------
ولو أردنا ان نضرب امثلة فعلية و حقيقية على ارض الواقع لنجد هناك مئات الامثلة و التجارب التاريخية الواضحة عما ذهبنا اليه في اعلاه ؛ فمثلا نجاح الفكر الشيوعي الماركسي في روسيا و الصين و بعض دول اوربا الشرقية سابقا و فشله بصورة واضحة في امريكا و كندا و معظم دول اوربا الغربية و اسيا و افريقيا .
.. و كذا الحال في الدكتاتوريات العسكرية الحاكمة ؛؛ نجد انها نجحت بوضوح في معظم بلدان افريقيا و الوطن العربي وبعض بلدان امريكا الجنوبية ؛ لكنها فشلت بأمتياز في دول الخليج العربي و دول اوربا الغربية ..
..
و هكذا تبقى جدلية (( النظرية و المنهجية )) تمثل اكبر الاشكاليات العامة و الخاصة التي اقترنت بالفكر السياسي الوسيط و الحديث و المعاصر على حد سواء .
ولازال كل معسكر من هذه المعسكرات الثلاثة اعلاه له مايؤيده و يتبنى مضامينه .
و نختتم مقالتنا الموجزة هذه بالمفهوم التالي
لقد بدأت جميع دول العالم خلال السنوات العشرة الاخيرة تتحرر شيئا فشيئا من مفاهيم الدول الايديولوجية و تتجه لمفهوم (( الدولة الوطنية البرغماتية النفعية ))