يلمان هاجر أوغلو يكتب: الثورة السورية وشرق الفرات وقوة التركمان السياسية والعسكرية

profile
يلمان زين العابدين هاجر اوغلو مدير مكتب 180 تحقيقات في العراق
  • clock 7 فبراير 2025, 1:38:00 م
  • eye 70
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
الثورة السورية

ان الثورة السورية التي اندلعت بعد سقوط النظامين التونسي والليبي قد احدثت تغيرا جذريا في السياسة السورية الداخلية  وتعتبر  بانها  المحصلة النهائية في ترسيم المنطقة بزوايا جديدة  .حيث انهت  الثورة السورية الحكم البعثي في سوريا الذي دام اكثر من  ٦٠  سنة   مع  تغير  الادوار  في السيناريوهات المرسومة للمنطقة  وذلك بتبديل اللاعبين في الساحة السياسية  وتحديث  في تخطيط الساحة  السياسية  .ان الثورة السورية التي بدأت بتظاهرات  شعبية  احتجاجية  ضد حكم الديكتاتور ومن ثم اخذت طابعا عسكريا وذلك بتشكيل فصائل مسلحة لمحاربة قوات الاستبداد وانتهت بسقوط حكم بشار الاسد .


ان المرحلة القادمة للعملية السياسية السورية تفرض عليها متطلبات الاستراتيجية الدولية لتشكيل قوى مدنية بهوية وطنية  سورية  بعيدا عن المحاصصة الطائفية والعرقية ،متخذا الكفاءة والمهنية والوطنية عضدا للقوى المدنية .


ان قراءه  العملية السياسية السورية في المرحلة الراهنة من منظور الاستراتيجية الجغرافية السورية     تحتم علينا تسليط الضوء على  (جيوبوليتيك )الذي يحدد العلاقات  السياسية الدولية  في النواحي الاقتصادية والسياسية والاجتماعية .


واستنادا  الى   نظريات الجيو الاستراتيجية الذي يربط العلاقة بين الارض والسياسة  ، تظهر معايير  يجب ان تبنى عليها العملية  السياسية  في سوريا ،والتي توكد بان العملية السياسية الكاملة والفاعلة تكتمل وتنصب دعائمها بعد انهاء تواجد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)  في شرق الفرات لانها تشكل عائق اساسي امام بناء الدولة السورية وكتابة معادلتها  السياسية الموزونة بما تنسجم مع مخططات الدولة العصرية لبناء العلاقات الدولية .ان الرقعة الجغرافية التي تقع تحت هيمنة (قسد) تشكل ثلث التراب السوري وتحتوي على ٩٠ بالمئة من الطاقة الباطنية  بالاضافة الى انها تشكل السلة الغذائية المهمة لسوريا . لذلك لايمكن ان تكون سوريا دولة متكاملة باستئصال شرق الفرات من الاراضي السورية والتخلي عنها تحت مسميات الاقاليم والادارة الذاتية وما شابه ذلك .الا ان انسحاب القوات الامريكية من شرق سوريا  قد تولد تداعيات سلبية ثقيلة تحمل على اكتاف (قسد )  التي لاتقدر   على حملها .


ان الثورة السورية التي حققت اهدافها باثمان باهضة  خلال مساراتها من عام ٢٠١١ قد افرزت  حقيقة شعب الذي ناضل سياسيا وعسكريا مع بقية التيارات العسكرية والسياسية السورية .هذه الحقيقة المثمرة تتعلق بنضال الشعب التركماني السوري لمشاركته في تدوين التاريخ السوري المعاصر. و من خلال العمليات العسكرية  التي قادها هيئة تحرير الشام ضد الاستبداد والدكتاتورية ابدت  الفصائل  المسلحة التركمانية المنضوية مع هيئة تحرير الشام مساندتها للخطط العسكرية التي نتجت عنها تحرير المحافظات السورية .وفي سياق الحديث عن العمليات العسكرية  لابد من الاشارة الى الفصائلالمسلحة التركمانية :-


١-فرقة السلطان مراد
٢-فرقة الحمزة 
٣-فرقة السلطان محمد الفاتح 
٤-لواء المنتصر .

 

اما في الجانب السياسي  للحركة السياسية التركمانية . فقد ساهم النظام السوري خلال العقود المنصرمة من فترة حكمه في إبعاد التركمان السوريين من كافة المجالات السياسية وحاول منع هذا المكون الوطني العريق من تشكيل الأحزاب أو الجمعيات أو المؤسسات السياسية والثقافية التي يمكن أن يعبر من خلالها عن وجوده القومي وهويته القومية والثقافية ويطالب من خلالها بحقوقه السياسية لذا وجد التركمان السوريون أنفسهم بدون أي مؤسسات سياسية تعبر عنهم وعن تطلعاتهم في بداية الثورة السورية وقد استطاع التركمان السوريون خلال هذه الفترة الوجيزة أن يضعوا بصمتهم القومية في العمل السياسي والثوري من خلال تشكيل الأحزاب السياسية والمجلس التركماني السوري وقد شاركوا في مؤسسات الثورة جميعها كالائتلاف الوطني لقوى المعارضة والحكومة السورية المؤقتة بالإضافة إلى مشاركته الفاعلة في المجال الثوري العسكري .  حيث ان  تركمان سوريا  كمكون   وطني  عريق من مكونات  سوريا    يجب ان  يكون   لهم  استحقاق  سياسي   بما تمهل  للمؤسسات  السياسية التركمانية من مواكبة التطورات السياسية الكبيرة التي  يمر بها الشعب السوري،  ومن خلال مقابلاتي  الصحفية  مع السياسين التركمان السوريين ،فقد اكدوا بان التركمان  السوريون  ملتزمون بوحده التراب السوري كما يؤكدون على ضرورة أن يكون لهم دور فاعل في مستقبل هذا الوطن و أن يتم تمكينهم من الحصول على التمثيل السياسي العادل الذي يحفظ لهم حقوقهم السياسية مع بقية أبناء الوطن.وخلال الفترة من اندلاع الثورة السورية ،فقد تم تاسيس  الحركات السياسية التركمانية التالية 


١-مجلس التركماني السوري 
٢-حزب الوطني التركماني السوري 
٣-حزب النهضة 
٤-الكتلة التركمانية السورية

 

والامر   اللافت  للنظر في القضية التركمانية السورية التي    تؤكد  عدالتها   وترسيخ  الهوية  الوطنية السورية في جوهرها  هو موافقة الفصائل التركمانية  المسلحة بالانضمام الى الجيش النظامي السوري ضمن هيكلية وزارة الدفاع السورية  ،وبهذه الصورة اصبحت القوة العسكرية التركمانية السورية جزا من الجيش السوري.

التعليقات (0)