- ℃ 11 تركيا
- 24 نوفمبر 2024
"يوراسيا ريفيو": الصراع بين إسرائيل وحماس يعود إلى اتفاقية سايكس بيكو
"يوراسيا ريفيو": الصراع بين إسرائيل وحماس يعود إلى اتفاقية سايكس بيكو
- 29 يناير 2024, 2:17:09 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
لقد أثارت المواجهة المستمرة بين إسرائيل وحماس مرة أخرى سيناريو غير مستقر إلى حد كبير في الشرق الأوسط. ومع تزايد عدد القتلى في كلا الفصيلين وتكثيف مستوى العدوان، فمن الأهمية بمكان دراسة الخلفية التاريخية لهذه الأزمة، والمسائل الأساسية محل الخلاف، ومشاركة الجهات الفاعلة العالمية، والمسارات المحتملة نحو تحقيق تسوية سلمية.
يفترض هذا المقال أن حل الصراع العربي الإسرائيلي يمكن إيجاده من خلال تنفيذ المحادثات وعمليات التفاوض وإقامة حل الدولتين في منطقة الشرق الأوسط. لفهم الوضع الحالي، لا بد من الخوض في الأصول التاريخية للأزمة، وتحديداً اتفاقية سايكس بيكو، والدراسة الدقيقة للمسائل المعقدة المتعلقة بتقرير مصير فلسطين. بالإضافة إلى ذلك، من الضروري التدقيق في مشاركة الولايات المتحدة ودول أوروبا الغربية، مع التأكيد على أهمية تعزيز الحوار البناء بين إسرائيل وفلسطين.
إن المواجهة بين إسرائيل وحماس في العام 2023 تمتد جذورها إلى سلسلة معقدة من الأحداث التاريخية. إن اتفاقية سايكس بيكو، وهي ترتيب سري بين بريطانيا وفرنسا خلال الحرب العالمية الأولى، هي إحدى الحلقات الأساسية في التسلسل التاريخي. قسمت هذه الاتفاقية مناطق الإمبراطورية العثمانية إلى مناطق نفوذ، وأنشأت خطوطًا تعسفية تجاهلت التنوع الثقافي والديني والعرقي في المنطقة. وبما أنه أنتج حكومات ذات شعوب متنوعة ومصالح متعارضة في كثير من الأحيان، فقد زرع هذا التقسيم بذور الأعمال العدائية المستقبلية في الشرق الأوسط.
وأدى قيام إسرائيل عام 1948 إلى تفاقم الأزمة. وأدى هذا التأسيس إلى تهجير العرب الفلسطينيين، ونتيجة لذلك، سعي العرب الفلسطينيين إلى تقرير المصير والاستقلال. وعلى الرغم من محاولات حل الصراع من خلال اتفاقيات مثل اتفاقيات كامب ديفيد واتفاقيات أوسلو، إلا أن التوترات والعنف الناتج عنها استمر لعقود من الزمن. وعلى الرغم من أهميتها، إلا أن هذه الاتفاقات لم تسفر عن تسوية شاملة وطويلة الأمد، مما يجعل الصراع بين إسرائيل وحماس قضية راهنة تتطلب تجديد المشاركة والمفاوضات والدبلوماسية.
يتمحور الصراع بين إسرائيل وحماس حول مطلب الشعب الفلسطيني طويل الأمد بتقرير المصير، والذي ينبع من حقه الأساسي في بناء دولة مستقلة. وكان هذا الطموح مصدر قلق طويل الأمد منذ هدم الإمبراطورية العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى. وأدى إنشاء إسرائيل في عام 1948 إلى تفاقم المشكلة من خلال تهجير العرب الفلسطينيين، مما أدى إلى حالة من النسيان السياسي والجغرافي. وقد أدى ذلك إلى إحباطات عميقة ونقطة تجمع للفلسطينيين، الذين استخدموا مجموعة متنوعة من الطرق للمطالبة بحقهم في تقرير المصير. في القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة المتعددة، يتم الاعتراف بتقرير المصير كحق أساسي من حقوق الإنسان.
إن الصراع الدائر بين إسرائيل وحماس يشكل تحذيراً بأن السلام في الشرق الأوسط سوف يظل بعيد المنال إلى أن يتم حل هذه المشكلة الأساسية بشكل عادل ومنصف. إن إيجاد حل يلبي التطلعات الحقيقية للشعب الفلسطيني مع حماية أمن إسرائيل وسيادتها أمر بالغ الأهمية لتحقيق سلام دائم وعادل في المنطقة.
إن الانتقادات الموجهة إلى النهج الذي تتبناه الولايات المتحدة ودول أوروبا الغربية في حل الصراع بين إسرائيل وحماس ليست غير مبررة. تتمتع هذه الدول بقوة ونفوذ كبيرين في المنطقة، لكن سياساتها وأفعالها كثيراً ما تحابي جانباً على الآخر، مما يضر باحتمالات التوصل إلى حل سلمي. وكانت الولايات المتحدة، على وجه الخصوص، من أشد المؤيدين لإسرائيل، حيث قدمت المساعدة العسكرية والمالية. وقد أثارت هذه العلاقة الشك في حياد الولايات المتحدة كوسيط في الصراع. إن الحل العادل والطويل الأمد يتطلب من الجهات الفاعلة الدولية أن تكون موضوعية ومحايدة.
ولمعالجة الشكاوى والمخاوف الأمنية والصراعات الإقليمية، يتعين على إسرائيل وفلسطين أن تنخرطا في اتصالات مفتوحة وصادقة. ويمكن للوسيط المحايد الذي يحظى بثقة الجانبين أن يساعد في سد الفجوة وتوجيه عملية التفاوض، بما يضمن التوصل إلى نتيجة سلمية. وقد تكون هناك حاجة أيضًا إلى الوساطة الدولية لتسهيل هذه المناقشات. وعلى نحو مماثل، يُنظر إلى حل الدولتين على نطاق واسع باعتباره الوسيلة الأكثر إنصافاً واستدامة لتسوية الصراع بين إسرائيل وحماس. وهو يستلزم إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة إلى جانب إسرائيل، بحدود مشتركة ومشكلة القدس. ويعترف هذا النهج بحق الفلسطينيين في تقرير المصير، بينما يضمن أيضًا أمن إسرائيل وحقها في الوجود كدولة ذات سيادة. وقد أقرها المجتمع الدولي وما زالت مقبولة على نطاق واسع كإطار لحل الصراعات.
علاوة على ذلك، مع تفاقم الصراع بين إسرائيل وحماس، أصبحت الحاجة إلى "وسيط لبناء الجسور" أكثر وضوحاً. ويجب أن يكون الوسيط من هذا النوع موضوعيًا، ويحظى باحترام الطرفين، وقادرًا على تعزيز التواصل والمحادثات الهادفة. ومن الممكن أن تكون الدولة التي تتمتع بتاريخ دبلوماسي وتفاني من أجل السلام، مثل إندونيسيا أو الهند، منافساً محتملاً لهذه الوظيفة.
باختصار، الصراع بين إسرائيل وحماس هو صراع طويل الأمد يعود إلى اتفاقية سايكس بيكو، وقد تفاقم بسبب إنشاء إسرائيل. الحل في الشرق الأوسط هو الحوار والتفاوض وحل الدولتين. ولا يمكن حل هذه المشكلة من خلال القوة العسكرية، بل من خلال الجهود الدبلوماسية التي تحترم الحقوق والتطلعات الإسرائيلية والفلسطينية. ولابد من معالجة القضية الأساسية المتمثلة في تقرير المصير الفلسطيني، ويجب على الأطراف الدولية، وخاصة الولايات المتحدة ودول أوروبا الغربية، أن تلعب دوراً محايداً في إيجاد الحل.