-
℃ 11 تركيا
-
12 فبراير 2025
خالد سعد يكتب: زيارة ملك الأردن إلى أمريكا استدعاء مهين في خدمة مشروع التهجير
خالد سعد يكتب: زيارة ملك الأردن إلى أمريكا استدعاء مهين في خدمة مشروع التهجير
-
11 فبراير 2025, 7:50:08 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
"وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ"
في مشهدٍ يُعيد إلى الأذهان عقودًا من التبعية والانقياد، ظهر ملك الأردن عبد الله الثاني جالسًا أمام ترامب، وقد بدت عليه ملامح التوتر والخضوع، وكأنه موظف صغير بانتظار أوامر سيده. لم يكن اللقاء لقاءً بين ندين، ولم يكن للأردن فيه موقف أو كلمة، بل كان مجرد اجتماع استدعاءٍ من الإدارة الأمريكية للحكام العرب، لمناقشة تنفيذ مشروع التهجير القسري للفلسطينيين من غزة إلى سيناء والأردن، ضمن مخططٍ صهيونيٍّ أمريكيٍّ يستهدف تصفية القضية الفلسطينية نهائيًا.
لم يكن ذلك مجرد لقاء سياسي عابر، بل كان إعلانًا صريحًا عن دخول الأمة الإسلامية مرحلةً جديدةً من الإذلال العلني، حيث لم يعد الاستعمار بحاجة إلى إخفاء نواياه، ولم يعد الطغاة العرب يخجلون من الظهور بمظهر العبيد أمام أسيادهم الغربيين.
"لماذا لم يعترض؟"
إن السؤال الذي يجب أن يُطرح ليس عن تفاصيل اللقاء، ولا عن فحوى الحديث، بل عن سبب الصمت المريب الذي أبداه ملك الأردن! لماذا لم يرفض الخطة من أساسها؟ لماذا لم يعلن موقفًا واضحًا ضد تهجير الفلسطينيين؟ لماذا لم يضع خطوطًا حمراء لا يمكن تجاوزها؟
الحقيقة أن مثل هؤلاء الحكام لا يمتلكون الإرادة، ولا يجرؤون على مخالفة أسيادهم، فهم أدواتٌ تُحركهم أمريكا كيفما تشاء، وهم يدركون أن بقاءهم في الحكم مرهونٌ بمدى ولائهم للمشروع الغربي. ولذلك، لا غرابة أن نرى هذا الانبطاح الكامل أمام الإدارة الأمريكية، ولا غرابة أن نرى الحديث عن التهجير وكأنه أمرٌ محسومٌ لا نقاش فيه، وإنما المسألة في "كيفية التنفيذ"!
الخيانة بين الجد والحفيد.. تاريخٌ أسودٌ لا ينقطع
لم يكن هذا الموقف جديدًا على ملوك الأردن، فقد كان جد الملك الحالي، عبد الله الأول، أول من تواطأ مع الاحتلال الصهيوني عام 1948، حينما سلّم الضفة الغربية على طبقٍ من ذهب للصهاينة، بعدما تظاهر جيشه—الذي كان يقوده الجنرال البريطاني "جلوب باشا"—بخوض معارك لا هدف لها سوى استهلاك الغضب الشعبي، بينما كان القرار الفعلي قد اتُّخذ مسبقًا بتسليم الأرض.
واليوم، يسير عبد الله الثاني على نفس النهج، ولكن بأسلوبٍ أكثر خنوعًا ووضوحًا، متذرعًا بالمبررات الإنسانية، ومتحدثًا عن "الحلول السلمية" التي ليست في حقيقتها سوى غطاءٍ رقيقٍ لمؤامرة تهجير الفلسطينيين وإفراغ الأرض من سكانها الأصليين لصالح المشروع الصهيوني.
"ننتظر خطة مصر"! – تواطؤٌ عربيٌّ لا حدود له
وكأن القضية قد حُسمت، لم يناقش ملك الأردن رفض التهجير، ولم يعترض على المؤامرة، بل ألقى بالكرة في ملعب مصر، قائلًا إنه "ينتظر خطة مصر" بشأن غزة!
وكأن التهجير بات حقيقةً لا جدال فيها، ولم يبقَ سوى الاتفاق على التفاصيل الفنية لتنفيذه!
ولكن، ماذا يمكن أن نتوقع من عبد الفتاح السيسي، الذي لا يحكم مصر إلا بإرادة أسياده في البيت الأبيض وتل أبيب؟ من تنازل عن جزيرتي تيران وصنافير، ومن أقام تحالفًا وثيقًا مع الاحتلال، ومن خنق غزة وأحكم الحصار عليها، ومن حوّل سيناء إلى ساحة عمليات لصالح العدو الصهيوني، هل يمكن أن يكون حاميًا لفلسطين؟
كلا، بل إن هذا الرجل مستعدٌ لأن يقدم سيناء بالكامل للصهاينة، ومستعدٌ لأن يفتح الحدود لتهجير الفلسطينيين، ومستعدٌ لأن ينفّذ كل ما يُطلب منه، طالما أن ذلك يضمن له بقاءه على كرسي الحكم.
الجامعة العربية.. أداةٌ استعماريةٌ لقتل قضايا المسلمين
أما الذين يطالبون الجامعة العربية بالتحرك، فإما أنهم يجهلون التاريخ، أو أنهم يضللون الناس عمدًا.
إن هذه الجامعة لم تكن يومًا إلا أداةً بريطانيةً صُنعت لاحتواء أي مشروعٍ إسلاميٍّ وحدويٍّ حقيقيّ. فقد أسستها بريطانيا عام 1943، بعدما أعلن وزير الخارجية البريطاني "أنتوني إيدن" دعمه لإنشاء كيانٍ يجمع العرب تحت مظلةٍ قوميةٍ بديلاً عن الجامعة الإسلامية. ومنذ ذلك الحين، لم تكن الجامعة العربية سوى منصةٍ لخطبٍ جوفاء، وقراراتٍ لا تُنفذ، ومواقفَ شكليةٍ تغطي على حقيقة تواطؤ الحكام العرب مع المستعمرين.
إلى متى تصمت الشعوب؟
لقد أصبحت خيانة الحكام العرب أمرًا معلومًا للجميع، وأصبح ولاؤهم لأمريكا وإسرائيل لا يحتاج إلى دليل، ولكن السؤال الحقيقي هو: إلى متى ستظل الشعوب صامتة؟
لقد آن الأوان أن تدرك الأمة أن هؤلاء الحكام لا يمثلونها، وأن صمتها على جرائمهم خيانة بحد ذاته!
إن الحل لا يكمن في انتظار موقفٍ رسميٍّ من جامعةٍ عربيةٍ ميتة، ولا في التعويل على بيانات الشجب والاستنكار، بل في تحرك الشعوب الإسلامية لإسقاط هؤلاء الطغاة، وكسر سلاسل العبودية التي قيدوا بها الأمة لعقود.
لقد ثارت الشعوب من قبل، وأسقطت أنظمةً أقوى وأشد بطشًا، فمتى تعود الأمة إلى سابق عهدها؟
يا أمة الإسلام.. أفيقي!
أيها المسلمون، إن فلسطين ليست قضيةً سياسيةً عابرة، بل هي معركة دينٍ وعقيدةٍ إلى يوم القيامة.
وهؤلاء الحكام ليسوا أصحاب قرارٍ، بل هم مجرد أدواتٍ لتنفيذ إرادة المستعمرين، وعروشهم قائمةٌ على رضا واشنطن، وليس على رضا شعوبهم. فلو انتفضت الأمة، ولو تحركت الشعوب، لما بقي هؤلاء الطغاة يومًا واحدًا في الحكم، ولما تجرأوا على التفريط في شبرٍ واحدٍ من أرض الإسلام.
"وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ" (البقرة: 193).
اللهم اجعل لهذه الأمة أمرًا رشدًا، يُعزّ فيه أولياؤك، ويُذل فيه أعداؤك، ويُرفع فيه الظلم عن المستضعفين، ويسقط فيه عروش الخيانة والعمالة، إنك على كل شيء قدير.
![مصر ترد بقوة: نخطط لتقديم مقترح لإعادة إعمار غزة مع بقاء الفلسطينيين على أرضهم](https://180-news.com/assets/images/posts/11-02-25-718450744.jpg)
![الصين تعتزم إثارة قضية غزة خلال مشاورات مغلقة لمجلس الأمن](https://180-news.com/assets/images/posts/_121186097_2_superpromo_gettyimages-1185990661.jpg)
![قوات الاحتلال تعتقل عددا من الفلسطينيين في الضفة الغربية](https://180-news.com/assets/images/posts/2227559_0.jpg)
![مصادر: إبراهيم منير يتخذ قرار بإيقاف ٦ من الشورى العام](https://180-news.com/assets/images/media/moner.jpeg.webp)
![كيف تحول نشطاء وسياسو الربيع العربي إلى موظفين بإسطنبول](https://180-news.com/assets/images/media/201709160832393239.jpeg)
![د. أيمن منصور ندا يكتب : عندما تلقيت اتصالاً من الرئيس السيسي](https://180-news.com/assets/images/media/ayman nada.png)
![طارق مهني يكتب : بزنس المعارضة - سبوبة الزنازين](https://180-news.com/assets/images/media/tarik artichal.png)
![تقرير : كيف ساهم " أبو دية " عبر أذرعه المالية في تدجين المعارضة المصرية بالخارج](https://180-news.com/assets/images/media/photo_2021-11-02 01.53.03.png)
![مسابقة القرآن الكريم الرمضانية : السؤال الرابع ؟](https://180-news.com/assets/images/media/Qura-19.jpg)
![مسابقة القرآن الكريم الرمضانية : السؤال الثالث ؟](https://180-news.com/assets/images/media/Qura-19.jpg)
![مسابقة القرآن الكريم الرمضانية : السؤال الثاني ؟](https://180-news.com/assets/images/media/Qura-19.jpg)