تكبير الخط تصغير الخط

أفاد مكتب 180 تحقيقات في بيروت أنه في تصعيد جديد للتوتر القائم على الحدود اللبنانية الجنوبية، استشهد مواطن لبناني صباح اليوم الجمعة، جراء استهداف مباشر نفذته طائرة مسيرة تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي على مركبة مدنية عند مفرق "الغازية" قرب مدخل مدينة صيدا، جنوبي لبنان.

ووفقًا لمكتب بيروت، فإن الطائرة المسيّرة استهدفت السيارة بشكل مباشر، ما أدى إلى احتراقها واستشهاد من كان بداخلها، فيما هرعت فرق الدفاع المدني والإسعاف اللبناني إلى المكان في محاولة لانتشال الجثة وإخماد النيران.

ويأتي هذا الهجوم الصهيوني رغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله والاحتلال، الذي تم التوصل إليه بوساطة أمريكية، حيّز التنفيذ منذ 18 فبراير الماضي. ورغم الاتفاق الذي نصّ على انسحاب جيش الاحتلال من المناطق الجنوبية للبنان، إلا أن الاحتلال ما زال يحتفظ بوجود عسكري في خمس نقاط استراتيجية على طول الحدود، مما يُبقي التوتر قائمًا ويهدد استقرار المنطقة.

وينص الاتفاق على انسحاب قوات الاحتلال إلى ما وراء الحدود المعترف بها دوليًا، مقابل انسحاب قوات حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، وتعزيز وجود الجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية (يونيفيل) في المنطقة الفاصلة، لضمان الالتزام بوقف الأعمال القتالية.

وتُعد عملية اليوم تصعيدًا مقلقًا، إذ أنها لم تُنفذ في منطقة حدودية مباشرة، بل على مشارف مدينة صيدا، التي تقع على مسافة أكبر من مناطق الاشتباك المعتادة، ما يعكس تغيرًا في قواعد الاشتباك، ويثير مخاوف من اتساع دائرة الاستهدافات الصهيونية داخل الأراضي اللبنانية.

وتتزايد الدعوات الداخلية والدولية لضبط النفس ومنع تدهور الأوضاع مجددًا، خاصة في ظل هشاشة الوضع الإقليمي وتعقيد المشهد الأمني في الجنوب اللبناني، الذي يشهد توترًا مستمرًا منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي الأخير.