-
℃ 11 تركيا
-
20 أبريل 2025
إنذار مبكر قبل الضربة: كيف علم الاحتلال بالصاروخ اليمني قبل عشر دقائق من وصوله؟
هل تحمي الإمارات الاحتلال من صواريخ اليمن؟
إنذار مبكر قبل الضربة: كيف علم الاحتلال بالصاروخ اليمني قبل عشر دقائق من وصوله؟
-
18 أبريل 2025, 11:31:32 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
رادار إسرائيلي في الصومال يكشف وجه أبوظبي الحقيقي
في الساعات الأولى من فجر اليوم، دوّت صفارات الإنذار في الأراضي الفلسطينية المحتلة قبل سقوط صاروخ قادم من اليمن بنحو عشر دقائق. هذا الإنذار المبكر، الذي يُعد الأول من نوعه بفارق زمني كبير، لم يكن محض صدفة أو تطور مفاجئ في قدرات الاحتلال، بل يعود إلى تركيب منظومة رادار إسرائيلية متقدمة قرب سواحل اليمن، في قاعدة تابعة لدولة الإمارات.
المنظومة المشار إليها، والمعروفة باسم "ELM-2084 3D AESA"، تم تركيبها حديثًا في منطقة بونتلاند بالصومال، وهي منطقة تواجه جغرافيًا السواحل اليمنية. الإمارات، التي تدير قاعدة جوية هناك منذ سنوات، تعزز اليوم من وجودها العسكري بتكنولوجيا إسرائيلية تهدف بالدرجة الأولى إلى حماية "إسرائيل" من هجمات المقاومة في اليمن، في خدمة استخباراتية غير مسبوقة ومكشوفة.
الرادار الإسرائيلي في الصومال: نظرة تقنية على عين الاحتلال الجديدة
المنظومة التي زودت بها الإمارات قاعدتها في بونتلاند هي واحدة من أكثر أنظمة الرادار تقدمًا في العالم، من إنتاج شركة ELTA Systems الإسرائيلية. يمكن لهذا الرادار تتبع أكثر من 1100 هدف في آن واحد، بما في ذلك الصواريخ والطائرات والمسيّرات والمدفعية، ضمن مدى يصل إلى 470 كيلومترًا.
وتتميّز هذه المنظومة بقدرتها على توفير صورة ثلاثية الأبعاد للحركة الجوية، وتغذية أنظمة الدفاع الصاروخي مثل القبة الحديدية ومقلاع داوود بمعلومات دقيقة لحظة بلحظة. وقد أثبتت فاعليتها في حروب الاحتلال ضد غزة، حيث سجلت معدل اعتراض تجاوز 90% للصواريخ، بحسب الجيش الإسرائيلي.
لماذا بونتلاند؟ الموقع الاستراتيجي في خدمة الاحتلال
اختيار الإمارات لبونتلاند – المنطقة شبه المستقلة في شمال شرق الصومال – لم يكن اعتباطيًا. فهذه المنطقة تقع مباشرة قبالة اليمن، ما يمنح الرادار مجال رؤية مباشر نحو أي تحرك صاروخي أو جوي من مناطق جماعة أنصار الله. ومع تصاعد الهجمات من صنعاء ضد أهداف صهيونية في البحر الأحمر، بات الاحتلال في أمس الحاجة إلى شبكة إنذار مبكر خارج حدوده.
وهنا تدخل الإمارات، التي تحوّلت من حليف تطبيعي إلى شريك أمني مباشر، توفر البنية التحتية والتغطية الجغرافية لإتمام منظومة الحماية الجوية الإسرائيلية من الجنوب، تمامًا كما تفعل دول أخرى من الشمال والشرق.
الإمارات: من التطبيع إلى حراسة الاحتلال ميدانيًا
منذ توقيع "اتفاقات أبراهام" عام 2020، انفتحت أبوظبي على التعاون العسكري والتقني مع تل أبيب بشكل غير مسبوق. لكنها الآن تدخل مرحلة جديدة، حيث تتحول إلى ذراع ميدانية للاحتلال، تقدم له خدمات لا تقتصر على المعلومات الاستخباراتية، بل تشمل البنية التحتية الدفاعية.
تركيب الرادار الإسرائيلي في أرض ليست إماراتية أصلًا – بل منطقة صومالية متنازع عليها – يسلّط الضوء على كيف تستخدم الإمارات النفوذ العسكري لخدمة مصالح الاحتلال، حتى على حساب الدول الإفريقية والعربية الأخرى.
ما هي تبعات هذه الخطوة؟ تهديد لليمن وضغوط على الصومال والمنطقة
لا يقتصر خطر هذه المنظومة على اليمن فقط، بل يتعداه ليشمل كامل الإقليم. فالصومال، الذي يعاني من تدخلات خارجية وانقسامات داخلية، قد يجد نفسه في قلب نزاع لا يريده. كذلك، فإن هذه الخطوة تعزز الاحتقان الشعبي في بونتلاند، حيث تشهد مناطق قريبة من القاعدة الإماراتية احتجاجات على تقليص وصول الصيادين والمواطنين للسواحل.
وفي اليمن، فإن هذا التطور قد يدفع صنعاء إلى الرد، إما باستهداف مواقع إماراتية في القرن الإفريقي، أو بتكثيف هجماتها ضد الاحتلال الإسرائيلي، خاصة أن المنظومة الجديدة تمثل تهديدًا مباشرًا لقدرات الردع اليمنية.
من بونتلاند إلى تل أبيب.. الإمارات تكشف وجهها الحقيقي
ما كان يتم في الخفاء بات اليوم واضحًا: الإمارات لا تكتفي بالتطبيع أو الدعم السياسي لـ"إسرائيل"، بل أصبحت أحد أركان منظومتها الدفاعية، تتكفل بحمايتها من صواريخ المقاومة، وتوفر لها عينًا استخباراتية متقدمة قرب أخطر جبهاتها.
إن تركيب رادار "ELM-2084" في بونتلاند، وتفعيل الإنذار المبكر في تل أبيب قبل صواريخ اليمن، يكشفان كيف تحوّلت الإمارات إلى حارس متقدم للاحتلال في الجنوب. وكل ذلك، في وقت لا تزال فيه فلسطين تحت القصف، وغزة تواجه الإبادة الجماعية.




