- ℃ 11 تركيا
- 24 نوفمبر 2024
WP: وفاة هدهود الغامضة تثير تساؤلات حول حقوق الإنسان بمصر
WP: وفاة هدهود الغامضة تثير تساؤلات حول حقوق الإنسان بمصر
- 25 أبريل 2022, 9:05:22 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
أثارت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، تساؤلات بشأن المصير الذي انتهى إليه الباحث الاقتصادي المصري أيمن هدهد، والذي اختفى عقب اعتقاله منذ شهرين، ثم أبلغت الحكومة عائلته بوفاته قبل هذه المدة بشهر، مع النظر إلى سجل حقوق الإنسان "المشين" في مصر.
ولفتت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21" إلى أن هدهود، اعتقل في شباط فبراير الماضي، وزعمت السلطات أن القضية سرقة، وبعد التحقيق معه في مركز للشرطة، ليختفي بعد ذلك ويبلغ شقيقه من جمعيات حقوقية بوجوده لدى جهاز أمن الدولة. قبل أن تبلغ عائلته بوفاته داخل مصحة نفسية.
وفيما يلي النص الكامل للتقرير:
كيف يمكن لباحث بارز في الاقتصاد يبلغ من العمر 48 عاماً أن يُعتقل من قبل أجهزة الأمن في مصر ثم يختفي لأكثر من شهرين؟ كيف يمكن للحكومة أن تفسر قيامها بإبلاغ عائلة الرجل أنه توفي – قبل شهر من ذلك؟ تلك هي الأسئلة التي تشغل أصدقاء وعائلة أيمن هدهود. فكيف مات ولماذا؟ تصب هذه الأسئلة في القلب من سجل حقوق الإنسان المشين في مصر، والأجوبة عليها مطلوبة.
كان هدهود أحد مؤسسي حزب الإصلاح والتنمية الليبرالي وعمل مستشاراً لدى محمد أنور عصمت السادات، أحد المشاركين في تأسيس الحزب. كانت تدوينات هدهود في مواقع التواصل الاجتماعي تركز على التغير المناخي والأمور الاقتصادية، وكان ناقداً لحكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي. لكن التفاصيل غير واضحة.
رأته عائلته لآخر مرة في الخامس من فبراير / شباط، وذلك بحسب ما ورد في تقارير لما يقرب من 16 منظمة حقوق إنسان. وبحسب تقارير أخرى فقد ألقت الشرطة القبض عليه في السادس من فبراير / شباط بتهمة السرقة. ثم استدعيت عائلته إلى مركز الشرطة في الثامن من فبراير / شباط، وهناك خضع شقيقه عادل للتحقيق حول عمل وحياة أيمن، ولكن لم يسمح له برؤيته. وبحسب ما تفيد به منظمات حقوق الإنسان قيل لشقيقه إن أيمن كان محتجزاً لدى أمن الدولة.
وبعد ذلك سمعت العائلة بأنه تم نقله إلى مستشفى الصحة العقلية في العباسية وأنه وضع رهن المراقبة. ولكنهم لم يتمكنوا من العثور عليه أو إيجاد سجلات المستشفى التي تثبت أنه أدخل إليه بالفعل، كما صرحت بذلك منظمات حقوق الإنسان. فيما بعد أكد الأطباء وجود هدهود داخل المستشفى وقالوا إنه أحضر إلى هناك من قبل مسؤولي الأمن. إلا أن مساعي العائلة للوصول إليه ورؤيته أو زيارته باءت بالفشل.
وبحسب ما تقوله منظمة العفو الدولية فإن القسم الذي كان محتجزاً فيه هو عبارة عن "مركز اعتقال تسيطر عليه وزارة الداخلية، حيث لا يسمح للناس بالتحرك بحرية، ويكونون فيه عرضة للتعذيب وسوء المعاملة على أيدي ضباط الأمن." وفي العاشر من إبريل / نيسان تم إبلاغ العائلة بأن هدهود توفي في المستشفى – وأن وفاته كانت في الخامس من مارس / آذار. هذا تأخير غير معقول.
استشارت منظمة العفو الدولية إخصائي الطب الشرعي ديريك باوندر الذي قال إن صور جثة هدهود تظهر آثاراً على يديه وعلى يسار وجهه بما يشير بقوة إلى أنه تعرض لإصابات متكررة قبل وفاته. ونقلت منظمة العفو الدولية عن اثنين من شهود العيان إنهما لاحظا الجروح على وجه ورأس هدهود في مشرحة المستشفى يوم العاشر من إبريل / نيسان، في اليوم السابق لإجراء تشريح الجثة.
تقول منظمة العفو الدولية إن سبب الوفاة الذي خلص إليه تشريح الجثة هو السكتة القلبية، وقال مدعي الحكومة إن الوفاة "لم تكن مريبة".
بل إنها مريبة جداً وينبغي أن يجرى تحقيق شامل في الأمر. تحتجز مصر آلاف السجناء السياسيين ولا تبدي أدنى احترام لحقوق الإنسان بينما تحصل على ما يزيد عن مليار دولار من المساعدات سنوياً من الولايات المتحدة، التي لم تحجب سوى جزءاً ضئيلاً جداً من هذه المساعدات بسبب انتهاكات حقوق الإنسان.
وينبغي حجب المزيد من المساعدات إلى أن تتوقف مصر عن ممارساتها الوحشية، والتي ما فتئت ترتكبها بشكل منتظم.