تكبير الخط تصغير الخط

أكد الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، أمس السبت، أمام النواب عزمه على مواصلة سياسات التقشف التي أطلق عليها "سلسلة التخفيضات بالمنشار"، مشيرًا إلى أن هذه الخطط ستستمر لعدة أعوام. وأوضح ميلي، الذي اشتهر برفع منشار مجازي في الفعاليات العامة كرمز لسعيه نحو الانضباط المالي، أن هذه الإجراءات ضرورية لإنقاذ الاقتصاد المتعثر منذ توليه منصبه في ديسمبر 2023.

أدت سياسات ميلي، التي تركز على خفض الإنفاق الحكومي وإعادة هيكلة القطاعات العامة، إلى دخول الأرجنتين في حالة ركود، مع ارتفاع ملحوظ في معدلات الفقر خلال النصف الأول من عام 2024.

تسببت هذه الإجراءات في خروج عشرات الآلاف إلى الشوارع احتجاجًا على تدهور الأوضاع المعيشية. ومع ذلك، يصر الرئيس على أن "الألم قصير الأمد" سيعود بفوائد إيجابية على المدى الطويل.

أشار ميلي إلى أن بعض الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة، تتابع تجربته عن كثب. وكشف أن الملياردير إيلون ماسك تلقى تكليفًا من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بخفض الإنفاق الفيدرالي وتقليص أو إلغاء بعض الوكالات الحكومية. وكان ميلي قد أهدى ماسك منشارًا رمزيًا، عرضه الأخير خلال مؤتمر العمل السياسي المحافظ (CPAC) قرب واشنطن.

على الرغم من الأزمة الاقتصادية والاجتماعية، أشاد ميلي بانخفاض معدلات التضخم، مؤكدًا عزمه على توسيع مبادرات التقشف في عامه الثاني بالرئاسة.

تشمل هذه الإجراءات تعليق المشروعات العامة، وتسريح عشرات الآلاف من الموظفين الحكوميين، وتقليص المنح المالية للمحافظات.

كشف ميلي عن سعي حكومته لإبرام اتفاقية جديدة مع صندوق النقد الدولي تتيح إجراء "تعديلات مالية أكبر" عبر مزيد من التخفيض في الإنفاق العام. ومن المقرر استخدام أموال القرض المرتقب، الذي قد يصل إلى 44 مليار دولار، لإزالة القيود على أسعار الصرف هذا العام.

انتهى الاتفاق السابق مع صندوق النقد الدولي، الذي امتد لـ30 شهرًا، في 31 ديسمبر 2023، مما دفع الأرجنتين للبحث عن سبل جديدة لتخفيف أعباء ديونها والحفاظ على السيولة المالية.

الخلاصة:
يواجه الاقتصاد الأرجنتيني اختبارًا صعبًا تحت قيادة ميلي، الذي يرى في سياساته التقشفية ضرورة لإنقاذ البلاد على المدى الطويل. ومع ذلك، يجد الملايين من المواطنين صعوبة في التأقلم مع الواقع المعيشي الصارم، بينما يترقب العالم تداعيات هذه التجربة غير المسبوقة في أمريكا اللاتينية.