-
℃ 11 تركيا
-
13 أبريل 2025
د. إياد القرا يكتب: هل نحن أمام صفقة جديدة أم مراوغة متجددة؟
المفاوضات بشأن صفقة الأسرى لم تتوقف، وشهدت خلال الأيام الأخيرة تحركات متواصلة عبر القاهرة والدوحة
د. إياد القرا يكتب: هل نحن أمام صفقة جديدة أم مراوغة متجددة؟
-
8 أبريل 2025, 4:22:57 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
المفاوضات بشأن صفقة الأسرى لم تتوقف، وشهدت خلال الأيام الأخيرة تحركات متواصلة عبر القاهرة والدوحة. وقد أبدت حركة حمـ،ـاس مرونة واضحة في التعاطي مع المقترحات، خصوصًا المقترح المصري الذي تضمن استعدادًا مبدئيًا لتسليم خمسة جنود إسرائيليين، من بينهم الجندي الحامل للجنسية الأمريكية، مقابل الالتزام بفتح المعابر، إدخال المساعدات، والانطلاق الفوري إلى مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق.
ويبدو أن الحركة ربما أبدت مرونة إضافية، لكن شكل المقترح المصري الجديد لا يزال غير واضح، خاصة أنه سُرّب عبر وسائل إعلامية قبل تقديمه رسميًا للطرفين، في محاولة واضحة لـ”جس النبض” وتجنّب رفض من الجانب الإسرائيلي.
في المقابل، يواصل نتنياهو المماطلة والمراوغة. فعلى الرغم من أن حماس أبدت قبولًا بالمقترح، إلا أن نتنياهو يستخدم العدوان المستمر كأداة ضغط سياسي وميداني، بهدف فرض شروط جديدة أو كسب مزيد من الوقت.
وفي تصريحاته من واشنطن، تحدّث عن “مقترح جديد”، لكنه تجنّب الإشارة إلى المقترح المصري تحديدًا، والذي سبق ورفضه بنفسه، ما يكشف عن ازدواجية في الموقف الإسرائيلي، وقد يكون وتكوف طرح مقترحًا اخر لم يعلن او تبني المقترح المصري الجديد، الذي يبدو انه طرح خلال لقاء الرؤساء المصري والفرنسي والملك الاردني.
اللافت أن الولايات المتحدة لا تمارس أي ضغط حقيقي على الاحتلال، بل تواصل تقديم غطاء سياسي وعسكري علني له، في ظل حرصها على إبقاء العلاقة مستقرة مع نتنياهو خلال هذه المرحلة، التي يُرجّح أنها تُستخدم لتهيئة المشهد لزيارة مرتقبة لدونالد ترامب، يسعى خلالها لتقديم “إنجاز” في ملف الأسرى يوظفه في الزيارة، دون أن يُخسر تل أبيب سياسيًا.
بالمقابل، فإن الضغط الأمريكي يظهر بوضوح في الملف الإيراني، حيث بدا نتنياهو مرتبكًا في تصريحاته ومواقفه، ما يعكس حجم الضغط الذي تمارسه واشنطن في هذا الاتجاه، بعكس دعمها المستمر له في ملف غزة.
وجاءت تصريحات ترامب الأخيرة لتزيد الإحراج، حين وصف المساعدات الأمريكية لإسرائيل بأنها “كبيرة جدًا”، في رسالة غير مباشرة تُربك موقف نتنياهو داخليًا، وتُقلّص من مساحة المناورة لديه أمام الجمهور الإسرائيلي واليمين المتطرف.
بالمحصلة، هناك فرصة حقيقية لإنجاز صفقة قد تُمهّد لتهدئة مؤقتة أو طويلة الأمد.
لكن نجاحها مرهون بثلاثة شروط رئيسية:
كبح المراوغة الإسرائيلية، وقف سياسة الكيل بمكيالين من قبل واشنطن، وتحرك دولي جاد لدفع الاحتلال نحو اتفاق متوازن يُنهي معاناة الأسرى، ويُعيد إدخال المساعدات إلى غزة، التي يُحاصرها الاحتلال منذ أكثر من 40 يومًا، ويواصل عدوانه عليها منذ 2 مارس 2026 دون توقف.







