-
℃ 11 تركيا
-
13 أبريل 2025
من صحافة العدو: ماذا كتب المسؤول الاستخباري السابق ميخائيل ميلشتاين عن استراتيجية الحرب؟
من صحافة العدو: ماذا كتب المسؤول الاستخباري السابق ميخائيل ميلشتاين عن استراتيجية الحرب؟
-
10 أبريل 2025, 11:34:04 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
إعداد: سنا كجك- مختصة بالشأن الإسرائيلي
كتب المسؤول الاستخباري الصهيوني السابق ميخائيل ميلشتاين، مقالا في صحيفة "يديعوت أحرونوت" بعنوان: "الحرب هي الاستراتيجيا".
وأبرز ما جاء فيه: "كان الأسبوع عادياً في إسرائيل وفي مركز المشهد، تبقى القضية الأسخن وهي الأزمة بين الحكومة ورئيس الشاباك، بينما في الخلفية هناك "الروتين": استمرار الحرب في غزة، التي سيطر خلالها الجيش الإسرائيلي على أكثر من ثلث مساحة القطاع (حتى الآن، من دون مؤشرات إلى تنازلات، أو استسلام من "حماس")، وتوسُّع الهجمات في سوريا وتصعيد اللهجة تجاه تركيا وإطلاق صواريخ من اليمن وهجمات في لبنان، وصدامات في الضفة الغربية، وترقُّب الاستعدادات للهجوم على إيران.
تحولت الحرب إلى واقع ثابت في إسرائيل ومن منظور صانعي القرار، إنها الإجابة عن السؤال المستمر: ما هي الاستراتيجيا في الواقع؟
إن القيادة نفسها التي أوجدت نظرية 7 أكتوبر، والتي كانت تعتمد على الاحتواء والسلام الاقتصادي وإدارة الصراعات، قررت تغييراً حاداً يُقدَّم على أنه "درس" من الفشل الذي انفجر قبل 18 شهراً: الحفاظ على الصراع، من دون تحديد هدف واضح، أو إطار زمني يتعلق الأمر بإصرار مبدئي على عدم تطوير استراتيجيا، وجزئياً، من منطلق الإدراك أن مناقشة الموضوع ستثير قضايا معقدة، وستتطلب قرارات قد تقوّض وحدة الائتلاف.
في غياب الاستراتيجيا يتم نشر الأوهام:
النصر الكامل في غزة يعتمد على الفرضية القائلة إن استخدام مزيد من القوة سيؤدي إلى مرونة "حماس"، وأن هناك دائماً "علامات تدل على الانكسار" في المنظمة والإيمان الراسخ بأن خطة ترامب بشأن غزة قابلة للتحقيق على الرغم من أنه لا توجد أيّ دولة مستعدة للتعاون معها، وواشنطن نفسها تفقد اهتمامها بها، وأننا سننجح، من خلال سحق وإفراغ مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية في محو ذاكرة اللجوء من وعي الفلسطينيين، والقضاء على"التطرف" لديهم، وأننا في طريقنا إلى تشكيل شرق أوسط جديد، أكثر استقراراً وأصدق تجاه إسرائيل.
يستند عدم وجود استراتيجيا إسرائيلية إلى العنصر الجديد-القديم، وهو الاستيلاء على الأراضي في غزة وسوريا وبدرجة أقلّ لبنان، تجسّدَ المفهوم الجديد الذي يدّعي أنه استنتاج من تجربة علمية جدية: "لا يفهم العرب إلّا عندما نأخذ منهم الأرض"!!
وهذا كله مع تجاهُل دروس التاريخ، مثل حرب 1967 التي أثبتت أن احتلال الأراضي لم يؤدِّ إلى التراجع في الخلفية يتعزز الشك في أن الدوافع الأيديولوجية-الدينية المتعلقة بوحدة الأرض تختبئ وراء مبررات أمنية-استراتيجية ويتضح بشكل جلي في تصريحات قادة الصهيونية الدينية وعلى رأسهم الوزير سموتريتش الذي أوضح، فعلاً، أن هدفه هو تغيير الـ DNA للضفة الغربية وأنه مستعد للموافقة الأميركية على ضمّ الأراضي في المنطقة.
لكن وراء المظهر الواثق يختبئ عدم فهم عميق للعدو والبيئة: احتقار عميق لـ"حماس" وحزب الله والإيرانيين، الذين تعرضوا لضربات قاسية لكنهم صمدوا وعدم فهم الجوهر والمنطق الأساسي لهم وفي كثير من الأحيان، تطبيق تصوُّر عسكري كلاسيكي على الصراع ضدهم، أو الافتراض أنه يمكن تحقيق التطبيع مع العالم العربي، وخصوصاً مع السعودية، على الرغم من أنها توضح، مراراً وتكراراً، أن هذا لن يحدث ما لم يتم إجراء حوار سياسي مع الفلسطينيين، فضلاً عن التخلي عن فكرة إفراغ القطاع.
إن الإنجازات الاستراتيجية الدراماتيكية التي حققتها إسرائيل قبل نحو نصف عام تتآكل بسبب إصرارها على مواصلة القتال من دون تقديم استراتيجيا واضحة ورؤية للمستقبل.
تجري هذه الدراما كلها من دون حوار بين الجمهور والقيادة، التي تتعامل مع الزلازل التي تخطط لها على أنها "سرّ"، كما لو كانت عملية كوماندوس سرية وليست تحولات ستؤثر في المدى الطويل. وطبعاً، تقف في المركز إمكانية تقدُّم إسرائيل نحو احتلال القطاع، وهو ما سيتطلب تخصيص موارد ضخمة. هذا كله من دون إجماع داخلي على الخطوة، ومن دون توضيح لتكاليف هذا التحرك للإسرائيليين بما في ذلك التنازل عن الأسرى، إذ إن تحريرهم أمر غير مرجّح في ظلّ شنّ حرب شاملة على القطاع.
لا يمكن تنفيذ هذه المهمة بواسطة قيادة كانت مسؤولة عن 7 أكتوبر، والتي لا يتضح إلى أيّ مدى لا تزال آثار هذا المفهوم متجذرة في تصوراتها، والتي تجد صعوبة في الحصول على دعم داخلي، كذلك، يتجلى في الانشقاقات التي تظهر في صفوف احتياطيي الجيش، وهناك انطباع دائم أن دوافع البقاء السياسي هي الطاغية على خطواتها.
في الحرب العالمية الثانية، أدار تشرشل حواراً صريحاً ومباشراً مع شعبه، ووعد بـ "الدم والعرق والدموع"من المستحسن أن تتبنى القيادة في إسرائيل والتي تتوقع مستوى من التضحية العامة الذي تجلّى بعد 7 أكتوبر، الشفافية نفسها:
أن تتخلى عن الشعارات والأوهام التي تخلق ضرراً كبيراً، وتقدّم هدفاً استراتيجياً في كل ساحة، ومن ناحيته يجب على الجمهور أن يوضح، كدرس أساسي من 7 أكتوبر، أنه لم يعد "يصدّق" الحجة القائلة إن "الحكماء هناك في الأعلى يعرفون ماذا يفعلون"وأن يطالب بشرح دقيق للتحركات الحالية والأهداف المستقبلية."









