يلمان هاجر أوغلو يكتب:الجمهورية العربية السورية بين احمد الشرع والتحديات والعقبات

profile
يلمان زين العابدين هاجر اوغلو مدير مكتب 180 تحقيقات في العراق
  • clock 2 فبراير 2025, 10:42:56 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

 بعد  الاطاحة بنظام بشار الأسد وحزب البعث في سوريا، اتخذت الإدارة المؤقتة جملة  من القرارات  من  بينها  التغير  الجذري  في  البنية السياسية والعسكرية للبلاد. حيث  تم  حل حزب البعث الذي حكم سوريا رسميا  لأكثر من 50 عاما ، بعد أن دخلت مجموعات المعارضة دمشق مما اضطر  بشار الأسد على الفرار إلى موسكو  في ٨ كانون الأول.

لكن الخطوات التي اتخذتها الإدارة الجديدة لم تقتصر على القضاء على حزب البعث  فحسب  بل تم حل كافة الجماعات المسلحة في البلاد، ومن المقرر دمجها في المؤسسات الرسمية للدولة. وتعتبر هذه الخطوة بمثابة بداية لإعادة هيكلة شاملة للمشهد السياسي والعسكري في البلاد.

وفي مؤتمر  النصر  الذي عقد في دمشق  في ٢٩ كانون الثاني  انتخب أحمد الشرع، أحد أبرز شخصيات العهد الجديد، رئيسا مؤقتا  للبلاد  وتم تعليق العمل بالدستور  عام 2012.   وسيتولى  احمد. الشرع إدارة المرحلة الانتقالية في سوريا وإنشاء نموذج جديد للحكم  ومن جهة اخرى صرح المتحدث باسم الحكومة المؤقتة حسن عبد الغني، بحسب وكالة الأنباء الرسمية (سانا)،  بحل  جميع  الفصائل المسلحة  و دمجها في مؤسسات الدولة الامنية والعسكرية وأعلن أيضاً بحل حزب البعث والجيش وأجهزة المخابرات في النظام السابق  بشكل كامل.

انهيار حزب البعث: العملية التاريخية وحتمية الانهيار

بدأ حزب البعث العربي الاشتراكي  الذي  اسسه ميشيل عفلق وصلاح الدين البيطار عام 1947. كحركة قومية تشاركية  ( فلسفة  سياسية اشتراكية تحررية تتكون من نظامين اقتصاديين وسياسيين مستقلين )  وقد تحول الحزب، تدريجياً إلى هيكل استبدادي من خلال إقامة دكتاتوريات عسكرية في سوريا .

بدأ صعود حزب البعث في سوريا بالانقلاب العسكري عام 1963. وفي عام 1966، قام صلاح جديد وحافظ الأسد، الذي كان حينها جنرالاً بعثياً، بانقلاب داخل الحزب، وتمكنت من القضاء على عفلق والبيطار.

وفي عام 1970، نفذ حافظ الأسد انقلاباً آخر، وأصبح الحاكم المطلق للحزب والبلاد. وتولى ابنه بشار الأسد السلطة بعد وفاة والده في عام 2000، وحكم البلاد حتى عام 2024. ، في عام 2024، ومع تقدم قوات المعارضة بسرعة في جميع أنحاء البلاد، اضطر الأسد إلى الفرار إلى موسكو.

وينظر  إلى نهاية حكم حزب البعث الذي استمر 61 عاماً في سوريا باعتباره أحد أهم رموز عملية الانتقال. بعد فرار الأسد إلى موسكو، استولت مجموعات الفصائل  المسلحة  المعارضة على مكاتب حزب البعث وأحرقت أعلام الحزب.

لماذا تم حل هيئة تحرير الشام؟

أصبحت الحرب الأهلية السورية فوضوية حيث أصبحت جماعات المعارضة التي اتحدت  ضد الأسد منقسمة تدريجيا.

إحدى هذه المجموعات، جبهة النصرة، تأسست كامتداد لتنظيم القاعدة، ثم انفصلت عن القاعدة واتخذت اسم هيئة تحرير الشام.

أنشأت هيئة تحرير الشام إدارة محافظة من خلال إنشاء سلطة مركزية في إدلب. وفي أواخر عام 2024، شنت عملية كبرى للسيطرة على حلب وحماة وحمص ودمشق وتم  تحرير هذه المحافظات من  نظام الأسد. ومع انهيار النظام، أصبح أحمد الشرع الحاكم الفعلي لسوريا.

ومن خلال حل هيئة تحرير الشام، يهدف الشرع إلى دمج المجموعة في مؤسسات الدولة الرسمية.

وتهدف الإدارة المؤقتة إلى إنشاء وحدة أمنية رسمية من خلال دمج هيئة تحرير الشام والجماعات المسلحة الأخرى في مؤسسات مثل الجيش والأمن العام ومراقبة الحدود وقوات الشرطة.

هل هناك خارطة طريق للحكومة الجديدة ومؤسسات الدولة؟

لم يتم الإعلان عن جدول زمني نهائي حتى الآن.

وقال أحمد الشرع إنه سيقود العملية الانتقالية ويطلق حوارا وطنيا ويشكل حكومة تقود في نهاية المطاف إلى إجراء انتخابات. ومع ذلك، من المتوقع أن تستغرق هذه العملية  أربع سنوات

المستقبل في سوريا: الغموض والتحديات

لقد تحملت الإدارة المؤقتة مسؤولية كبيرة في إعادة إعمار البلاد. ومع ذلك، فإن العملية تنطوي على العديد من الشكوك والعقبات:

عدم اليقين الدستوري: مع تعليق العمل بدستور عام 2012، سيكون من الضروري إنشاء دستور جديد. ومع ذلك، فمن غير الواضح كيف ستتم هذه العملية.

إدارة انتقالية قوية: هناك  سوال يطرح نفسه.  حول ما إذا كان الشرع قادراً على تشكيل إدارة شاملة.

التوازن الدولي: كيف ستنشئ الإدارة الجديدة علاقاتها مع المجتمع الدولي، وخاصة مع الجهات الفاعلة مثل تركيا.  والولايات المتحدة وروسيا وايران .

دمج الجماعات المسلحة: إن كيفية دمج هيئة تحرير الشام  والجماعات المسلحة الأخرى في وحدات الأمن الرسمية سيكون أحد العوامل الحاسمة التي ستحدد نجاح العملية.

ردود الفعل: من ينظر إلى العصر الجديد بالأمل ومن يتشكك

وكان حل حزب البعث وهيئة تحرير الشام في سوريا تطوراً متوقعاً.

هناك ردود افعال  متباينة تجاه العملية الانتقالية في المجتمع السوري. في حين يرى البعض أن نهاية حزب البعث تشكل خطوة إيجابية،  بينما. ينتقد آخرون غياب العملية الديمقراطية.

أن  تكوين. الحكومة الجديدة من شخصيات عسكرية تثير تساؤلات حول مدى مدنية العملية الانتقالية.

ولم يتضح بعد كيف سيتم تضمين القوات المسلحة الرئيسية مثل قوات سوريا الديمقراطية (SDF)، الفرع السوري لمنظمة   Pkk الإرهابية المدعومة من الولايات المتحدة، والجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا، في عملية الانتقال.

ومع ذلك، ونظراً للحرب المستمرة منذ عام 2011، فإن سوريا لديها على الأقل الفرصة لبداية جديدة.


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)