- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
د. ناصر محمد معروف يكتب: حوَّارَة نابلس العقبة الكؤود امام التمدد الاستيطاني ، فلا بد من دفع الضريبة
د. ناصر محمد معروف يكتب: حوَّارَة نابلس العقبة الكؤود امام التمدد الاستيطاني ، فلا بد من دفع الضريبة
- 27 فبراير 2023, 6:40:03 ص
- 357
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
أيها المغتصب الجبان: يصعب عليك أن يكون قلبك خبيث وتحاول الاختباء خلفة
تدفع اسرائيل من المال الكثير لمن يسكنون المغتصبات ، فسكان تلك المغتصبات هم خط الدفاع الأول في نظر العدو الصهيوني ، لذلك يأخذون الإمتيازات بسبب سكناهم في البلدان الفلسطينية لاغتصابها واستغلالها لمصالحهم.
وعندما تنظر إلى تلك الإمتيازات تجدها جميعا خسيسة ودنيئة ، ومن يعرف طبيعة اليهود فهو لا يستغرب من ذلك ، فقد بنى اليهود مجتمعاتهم على امتصاص اموال الناس ودمائهم.
استطاع الاحتلال ان يخدع العالم وبعض الفلسطينين بأن له حقٌّ في فلسطين ، فاستباح الأراضي بغير وجه حقّ ، وكانت بلدة حوَّارَة بنابلس من تلك البلدان التي اغتصبت اراضيها ، فضربت المثل بصبرها وثباتها وتمترسها على ارضها لتحول دون ابتلاع بقية أرضها من هذا العدو المجرم.
ظلت حوَّارَة تعاني الجراح والامتيازات الممنوحة لمغتصبي أرضها ، وكان من الإمتيازات التي تعانيها حوَّارَة ، سرقة ثمار الزيتون باستمرار وحرق المحاصيل الزراعية لاهالي حوَّارَة ، واستمر ذلك بانتظام كل عام ، فلا أهالي حوَّارَة ييأسون ويرضخون ويستسلمون ، ولا المغتصبين يكفون عن فعلهم القبيح بالسرقة والإحراق للمحاصيل الزراعي.
وكغيرها حوَّارَة من البلدان الفلسطينية ، يمنحها الله العزة ويضع الكرامة والغيرة في قلوب شبابها فتخرج للثأر لترفع الظلم عن أهلها في كل وقت وحين ، وها هي تثار لشهداء وجرحى أهلها في نابلس ، فتحمل الهمَّيْن ، همّ الوقوف أمام التمدد الاستيطاني ، وهم الدفاع والثأر للشهداء والجرحى.
ومع هذا الحدث يمارس المغتصبون الإمتيازات الممنوحة لهم من حكومتهم المتطرفة ، فيحرقوا البيوت ويُحَرِّقوا السيارات ، ويدعمهم الجيش ويساندهم بلا خجل ولا استحياء ، وطبيعي فهولاء لم يتخلقوا اصلاً بهذين الخلقين من الاساس.
وإذا كان المغتصبون يجدون السّند لينفذوا أحقادهم من خلال الإمتيازات الممنوحة لهم ، فإن أهالينا في حوَّارَة قد أخذوا امتيازاتهم من نبيّ الله سبحانه ، الذي اخبرنا فقال: (من مات دون ماله فهو شهيد ومن مات دون أرضه فهو شهيد ومن مات دون عرضه فهو شهيد) ، وها هي حوَّارَة تُسَطِّرُ اروع آيات الصبر ، فتصبر أمام هذا الاستئصال والاغتصاب للأرض ، وكذلك تصبر امام مصادرة أموالها ، وهاهي تقف لتدافع عن الأرض والأعراض دون مساندة أحد من الحكومات التي تتناقل الأخبار عبر فضائياتها دون أن تحرك ساكنا.
اعتقد أن هذا الظلم وهذه العربدة هي من اكبر إرهاصات زوال هذا المحتل عن ديارنا فلسطين ، فالله سبحانه تكفل بمحاربة المفسدين في الأرض وإن اليهود قد قُتِلت فيهم الغيرة ، ولا يبحثون إلا عن مصالحهم الشخصية أولا ، والله تكفل أن يعجل عقوبة البغي في الدنيا.
كل التحية لأهلنا في حوَّارَة ، هؤلاء الصابرون المرابطون الذين لم يثنيهم الخوف ولا الإرهاب ولا التضييق المعيشي ، فتمسكوا بأرضهم ولم يرضخوا لأيٍ من الضغوطات التي لو حدثت لضاعت حوَّارَة ولانتهى اسمها وتحول إلى بلدة مغتصبة باسم عبري جديد ، وأصبحت حوَّارَة في طيِّ ذكريات النسيان.
إنها وقفة عزٍّ يُسَطِّرُها هؤلاء الأبطال ، ووجب على بقية الشعب مساندتها والرباط على ارضها ومدِّها بالمال وتعويضها عن كل مافقدته ،وهذا أدنى ما نقدمه لهذه البلدة الفلسطينية الكاهرة.