- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
فراس الحمداني يكتب: رمضان والفاسدين
فراس الحمداني يكتب: رمضان والفاسدين
- 18 مارس 2024, 11:05:53 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
لا يخفى علينا جميعا أن البلد ومنذ عقدين من الزمن يغرق في بحر الفساد والمفسدين والذين بدورهم يتجددون ويتلونون كالحرباء في كل مرحلة وحقبة زمنية إبان فترات التغيير.
وقد ينبري علينا في هذه اللحظات من يريد المزايدة محاولا الإيهام ببعض الصور الإيجابية التي لا ننكرها بقدر ما نعلم أن قريناتها السلبية لا تزال موجودة بأضعاف مضاعفة.
ولذلك، هنا لا بد لنا أن نقف قليلا عند مقولة الفيلسوف الفرنسي ميشال فوكو، والتي مفادها أن "انتصار الفرد على نفسه في مواجهة رغباته وإحساساته هو الانتصار الحقيقي ولا يتحقق ذلك بالقضاء على تلك الرغبات بقدر ما يكون السيطرة عليها والحد منها قدر المُستطاع".
فلو طبقنا هذه الفرضية في ظل شهر رمضان المبارك، وبالاستناد على ما جاء فيه من شروط وضوابط تهذيبية للنفس البشرية. لو طبقناها على واقعنا المزري في ساحة الفاسدين، لوجدنا الكثير منهم ينسلخون من جلودهم ويلبسون جلود أخرى ويجددون أقنعتهم وفقا لمقتضيات المرحلة، مكللين بالإدعاء الكاذب والزيف المقيت.
ذلك لأنهم ببساطة لا يستطيعون كبح جماح رغباتهم ولا السيطرة عليها حتى في ظل تكبيل الشياطين في هذا الشهر الفضيل حيث تبقى نفوسهم الإمارة بالسوء عندهم هي المنتصرة دائما.
نعم، قد يصومون عن الطعام ويصلون الليل والنهار ويحاولون تغيير المبرهنة التي تنتج عن الفرضية أعلاه بصور قد يقتنع بها البسطاء أو السذج.
ولكن صومهم وصلاتهم لا تتعدى ما يقنعون به أنفسهم. ذلك أنهم يواصلون ظلمهم وطغيانهم وفسادهم بأساليب لا تخطر حتى على بال الشيطان نفسه. حيث يسوقون للاستحواذ وللرشوة بطرق فنية تستحق أن يتعلم منها مدرب المنتخب العراقي (كاساس) في تبديلات ما بين الشوطين وتغيير مجرى اللعب. ويظهرون الوجوه والأقنعة بطريقة تفوق الجوكر في قناع المهرج!
ولعل قضية استحقاق الصحفيين للأراضي السكنية خير دليل.. وحسبنا الله ونعم الوكيل.