- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
أ.طه الشريف يكتب: كيف تحولت الإنتخابات الأمريكية على اختلافها.. إلى وسيلة لصهينة الإدارات الأمريكية أكثر من حكومات تل أبيب؟!
أ.طه الشريف يكتب: كيف تحولت الإنتخابات الأمريكية على اختلافها.. إلى وسيلة لصهينة الإدارات الأمريكية أكثر من حكومات تل أبيب؟!
- 23 أكتوبر 2023, 8:03:12 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
لا شك أن تطرف غالبية الحكومات الأمريكية في دعمها للإحتلال وفي التغطية على جرائمه كانت له أسبابه التي سنعرض لها، لكننا في حاجة إلى مقدمة واجبة حتى نضع النقاط فوق الحروف!..
كنا نعتقد بأن الإدارات الأمريكية من الحزب الجمهوري سيما اليمين المتطرف كانت هي الأشد هوساً في دعمها لإسرائيل، كما كان حال الرؤساء: ريجان، وبوش الأب والإبن، وأخيراً ترامب، لكننا لم نرى رئيساً من الحزب الديمقراطي متطرفاً إلى درجة الهوس في دعم الكيان الصهيوني، كما هو الحال مع الرئيس الحالي"جوبايدن" والذي أعلن صهيونيته قائلا: ليس شرطاً أن تكون يهودياً لتصبح صهيونياً!..
ولقد اتفق الغرب المسيحي على إيجادِ وكيلٍ دائم في المنطقة العربية لحماية مصالحهم، ثم وجدوا ضالتهم في جماعة جبل صهيون وزعيمهم "تيودور هرتزل"! من أصحاب الحلم التلمودي المخالف للنصوص الرافضة لتجميع اليهود، ولقد نجحت جماعتهم -ومن منطلق الأيديولوجيا الصهونية- من جمع شتات اليهود ومن إقامة الدولة المزعومة "إسرائيل"، ثم قامت بريطانيا ابان احتلالها لفلسطين وفرْض حمايتها عليها بتمكين طلائعهم من عصابات الهاجانا والأرجون وأمدتهم بالسلاح والعتاد بعد تدربيهم في معسكرات خارجية..
ولربما استراحت أوروبا من شرهم!، على ما اشتهر عنهم من سوء المعاشرة وفساد الطوية وبراعتهم في تمزيق المجتمعات التي يعيشون فيها بسبب المعاملات الربوية التي تجري فيهم مجرى الدم!، حتى في أروقة المعابد -بيت الرب- حينما كان السيد "المسيح" عليه السلام يوبخههم على تدنيس القدس ناعتاً لهم بأبناء الأفاعي!..
وقل ما شئت عن براعة اليهود في المال والإقتصاد حتى ملكت إحدى أشهر العائلات اليهودية "عائلة روتشيلد" بفرانكفورت الألمانية نصف المال في العالم!، وحتى وصفهم البعض بأنبياء المال على وجه الأرض!..
وقل ما شئت عن قوة المال المحرك الرئيس لدفة الأحداث وصاحب السطوة في مطابخ صنع القرار وإدارة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وتَحكُّمه في سياسات الدول من خلال ملكية البنوك التي تُقرض الحكومات وتفرض عليها أجندتها كما يحدث من البنك الدولي وبعض المؤسسات المالية المانحة والمملوكة لليهود..
وقل ما شئت عن سطوة الإعلام وتوجيهه لبوصلة الرأي العام واللعب بمخيلة الشعوب وقلب الحقائق -أحداث غزة الآن-، وتحوله إلى سوط يجلد كل من تُسَول له نفسه معارضته من أفراد وهيئات وحكومات وبرلمانات، وحققوا ذلك بعد السيطرة على المحطات الفضائية والصحف الكبيرة، وأشهر مثال على ذلك هو الملياردير اليهودي الأمريكي"روبرت مردوخ" مالك مجموعة "فوكس" للأخبار وصاحب الجريدة الشهيرة "وول ستريت جورنال" وصاحب الحصة الأكبر في دار نشر الكتب العالمية "هاربر كولينز" بل وأصبح -منفردا- مالكاً لأكثر من 11 استوديو لإنتاج الأفلام، و43 محطة فضائية للأخبار، و13 موقعا على الإنترنت، و29 مجلة و185 صحيفة و5 دور للنشر.
أسباب الدعم اللامحدود المقدم من أوروبا عامة وأمريكا خاصة للكيان الصهيوني
1_سطوة المال والإعلام: أظن أنني حينما استعرضت مقدمتي قد أجبت عن أهم أسباب الدعم السخي الذي تقدمه الإدارات الأمريكية المتعاقبة، ولك تتخيل كيف يتحكم المال في توجيه الحزبين (الجمهوري والديمقراطي)، وفي تقديم المرشحين اللذين يتسابقون على إعلان الولاء لدولة إسرائيل!، ولقد أجري استطلاع لأراء المواطن الأمريكي تجاه الدولة العبرية فكانت النتيجة أن قرابة 70في المائة من الأمريكيين يحملون مشاعر طيب وإيجابية تجاه دولة اسرائيل، وأن أقل من 20بالمائة منهم يحملون نفس المشاعر للعرب ولقضاياهم!
2_عقيدة البروتستانت المسيحي صاحب الأغلبية بين الطوائف المسيحية في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، وإعتقاد اليمين المتطرف من البروتستانت أن مساندة إسرائيل ودعمها هو من أهم الأسباب الملحة في التجهيز لعودة المسيح المُخلّص-بحسب اعتقادهم فيه-، ولقد كان لليهود الفضل في وضع المنهج وبناء الأيدلولجية التي يدين بها اليمين المسيحي الحاكم في أمريكا وبريطانيا بل واللعب في مخيلته للتضحية بكل ما يمكن التضحية به من أجل ذلك الهدف المنشود، واتفقا على الاتحاد في وجه العدو المشترك -الإسلام-
3- غياب اللوبي العربي وضعف أثره في مقابل النجاح المُدوي للوبي اليهودي ولمنظماته المُعبرة عنه مثل"أيباك" أقوى جماعات الضغط التي تؤثر في قرارات الكونجرس الأمريكي وفي توجهات الإدارات الأمريكية بما تملكه من قوة المال وسحر الإعلام، وحتى حينما حاولت بعض دول الخليج وبما لديهم من ثروات هائلة وحسابات متخمة!، من أجل صناعة لوبيات للتأثير على صانع القرار، لم يفعلوا ذلك من أجل استنساخ اسرار العلوم التي أدت إلى قوة أوروبا أو أمريكا -عسكريا واقتصاديا- على الأقل كما فعلت إسرائيل! بل كانت جهودهم للتضيق على بعض المعارضين لحكمهم وربمت أفلت من قبضتهم! أو ربما كانت جهودهم للحيلولة دون تنفس بعض الشعوب المجاورة لهم هواء الحرية!
لا عجب إذا أن نرى ذلك الهوس من الرئيس الأمريكي في دعم إسرائيل وفي تبني رواياتها الكاذبة عن همجية المقاومة وبربرية حماس ليظل الوكيل الصهيوني جاثما على صدر المنطقة العربية، حامياً لمصالح أمريكا وأوروبا.