تكبير الخط تصغير الخط

رحم الله نزار بنات كان له الدور الأكبر والأبرز والأعظم في تهشيم أجهزة التنسيق الأمني، وكشف خطير وجودها على الحالة الفلسطينية، ولازالت كلماته شاهدة على عظيم فهمه، وقوة منطقه، وبيان موقفه ..

وقد وقف نزار واحداً وحيداً يقاتل بسيف الحقيقة حين اختلط على الكثيرين الأمر، وتلتبست عليهم حتى مواقفهم، فمرة يمتدحون، وأخرى يتذمرون، وثالثة يذمون.. ولا تدري ماذا يريدون.*

كان لي الشرف مرتين حين التعرف عليه في حوارات مباشرة عبر الزوم، وقد استضفناه في معهد فلسطين للدراسات في مناقشات سياسية عامة وخاصة، ومرة حين كنت أول من استضافته قناة فضائية (الأقصى) في موجة مفتوحة ثاني يوم للتعليق على جريمة مقتله، *وقلت لن تكون سلطة لحد عباس أمام الشعب كما هي قبل جريمة قتله، فهذا هو الحدث الفارق الذي صنعه بهم حين لم يجدوا إلا قتله ليسكتوه ..*

صدقت يا نزار؛ فسبقت إلى هذا الشرف الذي يمتدحك به كل من عرف قدرك، في المقابل يخشى ذكرك كل من يريد أن يحصد زرعك، فيُمتدح بما لم يكن به يعلم ..

كم من واحد بمفرده سبق جموعاً وجماعات، وكم هي الجماعات التي انحطت فكانت مجموعة أصفار بلا قيمة ولا اعتبار…!

هشمهم نزار التهشيمة القاضية التي لم تقم لها بعدها قائمة حين لم يكن بداً إلا أن يقتلوه بأبشع جريمة يقترقون، فكان ذلك البيان الأخير؛ فتجلى فيه بأعظم ما يكون الفدائي، وانكشف القوم بأسوأ ما هم عليه…!*

رحم الله نزار الذي أذكره في كل مرة أحتاج فيها بيان ..