أ. عبد المجيد عفانة يكتب: لكمة جنين القاضية ولكمة الإحتلال الفاضية

profile
عبد المجيد عفانة كاتب فلسطيني
  • clock 22 يونيو 2023, 11:13:48 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

أنهت إسرائيل بجيشها العرمرم وبكافة أسلحتها المتطورة من الخفيف إلى الثقيل مناورتها الأخيرة التي أسمتها "اللكمة القاضية" والتي استمرت لأسبوعين كاملين، وخرج القادة العسكريون حينها إلى وسائل الإعلام المحلية والدولية يتغنون بنجاح مناوراتهم العسكرية، التي حاكت وقوع قتال في عدة جبهات قتالية في فلسطين المحتلة، وأن جهوزيتهم العسكرية في أعلى مستوياتها لتنفيذ أي عمل عسكري ستنفذه حينها.


وباتت إسرائيل تتهدد أعداءها وتتوعد كل من سيقف في طريقها، وما هي إلا أيام قلائل حتى بدأت الأخبار تتصاعد عن نية الحكومة الإسرائيلية بقيادة نتنياهو بتنفيذ أولى عملياتها العسكرية والتي ستكون في شمال الضفة الغربية، وبالتحديد في مخيمات جنين ونابلس وطولكرم وحيثما تتواجد المقاومة الباسلة للشباب الثائر هناك.


أرسلت إسرائيل رسائل التهديد عبر الوسيط المصري لكل من سيتدخل في تلك العملية بالرد من غزة أو أي مكان، وبدأت الحكومة الإسرائيلية عبر قنواتها الإعلامية تحرض على وجوب تلك العملية التي زمَّروا وطبَّلوا لها أيام عديدة..


وفي فجر الإثنين التاسع عشر  من يونيو بدأت أولى التحركات العسكرية بدخول قوات عسكرية مؤللة ومدججة بهدف إغتيال أو إعتقال  أحد نشطاء القسام في جنين، فدخلوا لتسديد أولى ضرباتهم القاضية في مخيم جنين المحاصر مكانا وعددا وعتادا، وما هي إلا لحظات حتى توالت الإنفجارات من العبوات البدائية والمحلية الصنع تتفجر تحت وبجانب آلياتهم لتسقطهم جرحى حسب اعترافاهم..


فيما صبت القوات المقتحمة جام غضبها على المواطنين والعزل ليرتقي خمسة شهداء ويصاب أكثر من تسعين من أبناء المخيم.


لكمات متتالية ضربتها المقاومة لجيبات ومصفحات العدو ليصاب سبعة من جنودهم بجروح متفاوتة، استمر إجلاء الجرحى قرابة الساعتين، فيما بقيت مدرعاتهم وعرباتهم المصفحة تصارع الكر والفر ثماني ساعات حتى تمكنوا من سحب آخر مدرعة يتم إعطابها بفضل تلك العبوات الناسفة والضربات الساحقة التي ضربتها المقاومة في جنين..


جنين الأصيلة بماضيها العريقة بشهداءها الأبية على الانكسار والصخرة التي تتحطم عليها أحلام كبار الصهاينة وحكوماتهم، جاءت اليوم لتصفع نتنياهو كما صفعت عنجهية شاورن وأذاقته الويلات قبل أكثر من عشرين عاما، جاءت اليوم لتلكم وجه نتنياهو الذي خرج من مناورته الأخيرة "اللكمة الفاضية" وهو يتبجح باستعداد بلاده لخوض الحروب وفتح الجبهات لحفظ أمنهم ومنع تسلح عدوهم، فإذا بأبطال جنين المحاصرين والذين لا يحملون سوى إيمانهم وعقيدتهم الراسخة وعلى قلة سلاحهم وضعف خبراتهم العسكرية، سددوا ضربتهم القاضية على تلك المدرعة فانفتقت بعد تفجيرها تحكي لمن اختبئ فيها ولمن يرسلها ولمن يأمر قادتها بالتحرك لقتل أبناء شعبنا .. ولتخبرهم هشاشة وضعف هذا العدو وجبنه وخوفه وارتجاف يده التي تغنى بقوة لكمته فيها.


ثماني ساعات شارك فيها مئات الجنود من ست وحدات مختلفة منها (غفعاتي وماجلان ودفدوفان والمستعربين والمظليين) وأدت إلى إصابة ثمانية جنود أحدهم جندي من وحدة المظليين خلال محاولات إنقاذ القوات المحاصرة كما تضررت سبع مركبات عسكرية. وشارك فيها سلاح الطيران المروحي والاستطلاعي بأنواعه الذي أخذ يأمن ويحيد تحركات جنوده المرتجفين الخائفين خوفا من بطش المقاومة بهم، وبالكاد خرجوا يتحسسون سلامتهم وينحسبون بجرحاهم وركام مركباتهم.


جاءت جنين لتأكد أن "لكمتها القاضية" قابلت "اللكمة الفاضية" لجيش الإحتلال المصنف عالميا والمدجج بالسلاح المتطور، انتصرت اللكمة القاضية للثلة المؤمنة المجاهدة على شرذمة البشر وشذاذ الآفاق..


ولن تكون تلك الضربة التي ضربتها جنين سوى أول الغيث لتقابل عنجهيتهم ووهن جيشهم المزعوم، وما هي إلا رد بسيط على مناورتهم التي تغنوا باستعدادهم فيها لفتح الجبهات وتحقيق الغايات..


جاءتهم جنين الحاضرة في كل فلسطين، في نابلس وطولكرم وفي القدس والخليل وأريحا، في غزة وجنوب لبنان وفي خطوات أقدام محمد صلاح وهو يدوس رؤوسهم من سيناء ومن الأردن ومن سوريا وكل جبهات المقاومة، لتعيد السؤال عليهم في كل مرة، عن أي جبهة تتحدثون بالاستعداد لفتح حرب فيها ؟؟! وفي أي الحتوف ستلقون موتكم وستتجرعون  زلقوم جحيمكم؟؟ وفي كل الساحات ضربات موجعة تنتظر قدوم رؤوسكم إن هي أطلت من فوق الأرض يوما…


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)