- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
أ. محمد بخيت يكتب: "مسيرة الأعلام" دعوة لتغيير طريقة التفكير في الخيارات الفلسطينية
أ. محمد بخيت يكتب: "مسيرة الأعلام" دعوة لتغيير طريقة التفكير في الخيارات الفلسطينية
- 18 مايو 2023, 6:18:11 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
لأكثر من 40 عاماً ينظّم الاحتلال الإسرائيلي مسيرة الأعلام الاستفزازية، والتي تجوب شوارع مدينة القدس المحتلة، وتسعى لتحقيق أهداف استراتيجية، أبرزها: التأكيد على توحيد القدس تحت السيادة الإسرائيلية واعتبارها عاصمة أبدية لإسرائيل.
إذاً، نحن أمام سلوك إسرائيلي استراتيجي ذا أهداف استراتيجية، وبما أننا أمام هذا الواقع، فلماذا نذهب إلى التفكير بخيارات مرحلية أو تكتيكية؟! هل نعتقد أن إطلاق الصواريخ خلال المسيرة وتفريقها سينهي المسيرة؟! أم أن المسيرات الفلسطينية هنا وهناك ستنهي مسيرة الأعلام؟!
بالطبع لا، مع أنه يمكن التأثير على المسيرة وليس إنهاءها، لكن كيف نفكر بشكل استراتيجي في منع وإنهاء مسيرة الأعلام؟!
لنبدأ من أصل تكوين المسيرة، والتي بدأت عام 1968؛ للاحتفال باحتلال القدس الشرقية في حرب 1967، يتضح أن القدس كانت تحت الوصاية الهاشمية الأردنية، وهو ما يجعلنا نتجه في الأنظار إلى التحرك في عمّان وتنظيم اعتصامٍ أو مسيرة أعلام فلسطينية بالتزامن مع مسيرة الأعلام الإسرائيلية كل عام، وذلك لمطالبة الحكومة الأردنية والملك الأردني بالضغط على حكومة الاحتلال الإسرائيلية لمنع أي مظاهر لفرض أمر واقع في القدس يخل بالوضع القانوني والتاريخي للمدينة، وفي مقدمة هذه المظاهر مسيرة الأعلام.
ثم، وبالتزامن مع مسيرة الأعلام الإسرائيلية، تنطلق مسيرات مليونية من دول الطوق إلى الحدود مع فلسطين المحتلة، في لبنان وسوريا والأردن ومصر بالإضافة إلى مسيرات من قطاع غزة والضفة المحتلة والداخل المحتل والقدس، تحمل العلم الفلسطيني، وتكون كمسيرة ضغط وإسناد لأهل القدس لمنع مسيرة الأعلام الإسرائيلية.
أما على مستوى الدبلوماسية، فتذهب الرئاسة الفلسطينية بتعاون عربي إلى استصدار قرار أممي بمنع مسيرة الأعلام، باعتبارها مسيرة ذات طابع عنصري، حيث يردد المستوطنون المشاركون في المسيرة شعارات عنصرية من قبيل "الموت للعرب"، ولأن المسيرة تنتهك الوضع التاريخي والقانوني لمدينة القدس والمسجد الأقصى، وبعد صدور القرار يمكن العمل عليه من أجل توسيعه إلى منع اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى لفرض التقسيم الزماني والمكاني.
في المجمل، هذه دعوة إلى إعادة تشخيص مشكلة مسيرة الأعلام، وإعادة التفكير في الخيارات المتاحة لنا كفلسطينيين وعرب، لأننا لا نتحدث عن أمر عادي، نحن نتحدث عن مسيرة الأعلام التي تنظم منذ أكثر من 40 سنة، ولها توجهات وأهداف استراتيجية، فليكن تفكيرنا نحوها تفكيراً استراتيجياً وليس مرحلياً ولا تكتيكياً