- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
الإعلام الغربي والسلاح النووي.. تركيز على "احتمال" إيراني وتجاهل لـ"واقع" إسرائيلي
الإعلام الغربي والسلاح النووي.. تركيز على "احتمال" إيراني وتجاهل لـ"واقع" إسرائيلي
- 3 مارس 2023, 2:03:01 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
سلط المحلل السياسي ماثيو بيتي الضوء على تناقض تغطية الإعلام العالمي الناطق بالإنجليزية لخطر امتلاك الدول للأسلحة النووية، مشيرا إلى أن جل تركيز وسائل الإعلام ينصب على إيران التي لا تمتلك أسلحة بالفعل، بينما تذكر كوريا الشمالية بنسبة قليلة، ولا تكاد تذكر إسرائيل.
وذكر بيتي، في مقال نشره بموقع "ريسبونسبل ستيتكرافت"، وترجمه "الخليج الجديد"، أن مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، بيل بيرنز، نفسه قال، بعد اكتشاف تخصيب إيران لليورانيوم بنسبة 84%، "إن إيران لم تقرر بعد تصنيع قنبلة نووية"، ومع ذلك شجعت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إسرائيل على "فعل كل ما تريده" تجاه إيران لمنعها من امتلاك سلاح نووي.
وعلق بيتي على هكذا ازدواج بأن "السياسية تلعب دورًا كبيرًا في دفع التغطية الإخبارية لقضايا مختلفة"، إذ يسمح الصحفيون أحيانا لمخاوف النخب ومحرماتهم بتحديد القضايا التي تستحق الاهتمام وكيفية تغطيتها.
ويؤكد بيتي أن تغطية وسائل الإعلام الناطقة بالإنجليزية لبرامج الدول النووية تعكس هذا النمط من الازدواج الناشئ عن مراعاة المخاوف السياسية الأمريكية.
فرغم أن كوريا الشمالية دولة معادية ولها القدرة على ضرب الداخل الأمريكي، لكن الصراع بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية مجمّد في الغالب، بينما لدى واشنطن مساحة أكبر بكثير لإبقاء الصراع الأمريكي الإيراني نشطًا، أو حتى تصعيده.
وغالبًا ما يستشهد السياسيون بالتهديدات الإيرانية ضد إسرائيل كسبب للخوف من قدرات طهران النووية، لكن وزير الخارجية الأمريكي الراحل، كولن بأول، جادل، في عام 2015، بأنه "لا يمكن للإيرانيين استخدام [سلاحًا نوويًا] إذا صنعوه. فهم يعرفون أن لدى إسرائيل 200 رأس نووي، وجميعهم مستهدفون في طهران".
وهنا يشير بيتي إلى أزمة الوعي بأوساط الشعب الأمريكي، والتي يعمل السياسيون دائما على استغلالها، وهو ما تظهره استطلاعات الرأي المتعاقبة.
وأوضح أن استطلاعا تم إجراؤه عام 2010، أظهر أن 70% من الأمريكيين يعتقدون أن إيران لديها بالفعل أسلحة نووية، وفي عام 2021، كان 60% لا يزالون يؤمنون بوجود أسلحة نووية إيرانية، فيما قال 23% من الأمريكيين إنهم لا يعرفون حقيقة الأمر.
وفي المقابل، كشف استطلاع عام 2021 أن حوالي نصف المستطلعين فقط يعرفون أن إسرائيل تمتلك أسلحة نووية.
بعبارة أخرى: أكثر من أربعة أخماس الجمهور الأمريكي لا يعرف الإجابة الصحيحة على سؤال بسيط حول حقيقة واقعة في واحدة من أكثر قضايا السياسة الخارجية شهرة في السنوات الـ 15 الماضية، بحسب بيتي الذي نقل تعليقا على ذلك لمحلل السياسة الخارجية دانيال لاريسون، قال فيه: "هذا نتاج عقود من التضليل والدعاية".
وأضاف لاريسون: "يبذل الصقور جهودًا متواصلة للترويج لأكاذيب حول التهديدات الخارجية من أجل تخويف الجمهور حتى يذعن لسياسات أكثر عدوانية، وفي النهاية يستخدمون هذه الأكاذيب للتحريض على العمل العسكري".
ولاتزال التغطية الإعلامية باللغة الإنجليزية تشير بانتظام إلى "سعي إيران لامتلاك أسلحة نووية"، على الرغم من حقيقة أنه لا الولايات المتحدة ولا إيران تزعمان أن هناك برنامجًا نشطًا للأسلحة النووية الإيرانية، حسبما يؤكد بيتي، مشيرا إلى إحصاء أجراه موقع corpora على مدى السنوات الـ12 الماضية، أظهر أن وسائل الإعلام الناطقة باللغة الإنجليزية ذكرت كلمة "إيران" أو "الإيرانية" جنبًا إلى جنب مع كلمة "نووي" أو "ذري" بمعدل 1.46 مرة لكل مليون كلمة من أوراق الصحف.
أما كوريا الشمالية فأظهر الإحصاء ذكرها في نفس السياق 0.247 مرة لكل مليون كلمة، في حين ذُكرت إسرائيل 0.0117 لكل مليون كلمة.