الداعية الشيخ خالد سعد يكتب: الثورات المضادة.. الخطر الأكبر الذي يهدد الثورة السورية

profile
خالد سعد داعية إسلامي مصري
  • clock 8 يناير 2025, 4:39:36 م
  • eye 91
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
أرشيفية

أيها الشعب السوري الأبي، يا من رفعتم راية الحرية والكرامة في وجه الطغيان والاستبداد، لقد ضربتم أروع الأمثلة في الشجاعة والإصرار على انتزاع حقوقكم رغم التحديات الجسام. لكن مسار الثورات لا يخلو من المكائد والمؤامرات التي تحاك ليلًا ونهارًا من أجل إجهاضها وتحويل مسارها. وأخطر هذه المكائد هي الثورات المضادة، التي تعمل على تفكيك الصفوف وإعادة الشعوب إلى عهد الظلم، كما حدث في تجارب ثورية أخرى، أبرزها الثورة المصرية.

 

الثورات المضادة.. أداة الأنظمة والقوى الخارجية لإجهاض الثورة

 

إن أخطر ما يهدد ثورتكم المباركة هو الثورات المضادة التي تُدار بأيادٍ داخلية وخارجية. هذه الحركات لا تنطلق عشوائيًا، بل تأتي ضمن مخططات مدروسة تهدف إلى تفريغ الثورة من مضمونها، وضرب مكتسباتها، وإعادة الشعب إلى عهد القمع والذل.

الإمارات ودورها المشبوه:


منذ بداية الثورة السورية، برزت قيادات إماراتية تلعب دورًا سلبيًا في السعي لإجهاض الثورة. يتم ذلك من خلال دعم شخصيات وحركات تعمل على خلق انشقاقات داخل الصفوف الثورية، وتمويل مبادرات ظاهرها الإصلاح وباطنها التفكيك. الإمارات، كغيرها من الأنظمة، تسعى لحماية مصالحها الخاصة، وتخشى من انتشار عدوى الثورات إلى داخل حدودها، لذلك تعمل على إضعاف الثورة السورية بكل الوسائل.

أمريكا وأوروبا ودعم قسد:
الدور الأمريكي والأوروبي في دعم قوات سوريا الديمقراطية (قسد) لا يمكن إغفاله. هذه القوات، التي ترفع شعارات براقة عن الحرية والمساواة، تستخدمها القوى الغربية كأداة لزعزعة استقرار الثورة السورية. ومن أمثلة ذلك، إجبار قسد سكان الرقة وعين العرب على الخروج في مظاهرة ضد الجيش الحر في سد تشرين. هذه التصرفات تعكس محاولة هذه القوى لتوجيه الأنظار بعيدًا عن الثورة الحقيقية، وخلق صراعات داخلية تستنزف الشعب السوري وتفكك صفوفه.


تحذير من الانقسامات والمطالب الفئوية

 

لقد عانى الشعب السوري لعقود طويلة من نظام قمعي مجرم لم يكن يسمح لأحد بالتعبير عن رأيه أو المطالبة بأبسط حقوقه. ومع اندلاع الثورة، فتح باب الحرية، لكنه للأسف أصبح في بعض الأحيان مدخلًا للمطالب الفئوية والاحتجاجات المتفرقة التي قد تتحول إلى أداة خطيرة في أيدي أعداء الثورة.

إن كثرة هذه الاحتجاجات والمطالب الضيقة قد تُستغل لتفتيت وحدة الصف السوري، مما يجعل الثورة عرضة للانقسام. على الشعب السوري أن يتذكر دائمًا أن الهدف الأسمى للثورة هو تحرير البلاد من الاستبداد، وبناء وطن يتساوى فيه الجميع تحت مظلة العدالة والكرامة.

اصبروا وصابروا، واعملوا على الحفاظ على وحدة صفكم، فإن الثورة لا تحقق أهدافها في يوم وليلة، بل تحتاج إلى سنوات من العمل والتضحية.

الثورة المصرية.. درس يجب أن نتعلم منه

لا يخفى على أحد أن الثورة المصرية كانت واحدة من أكثر الثورات أملًا في تحقيق التغيير الحقيقي. لكنها، للأسف، تعرضت لمؤامرات داخلية وخارجية أدت إلى إجهاضها. الانقسامات الداخلية، تغليب المصالح الشخصية، والاستسلام للتيارات المعادية، كلها عوامل أسهمت في انحسار تلك الثورة.

إن الثورة السورية تسير الآن على طريق محفوف بالمخاطر، يشبه الطريق الذي سلكته الثورة المصرية. لذا، على السوريين أن يكونوا أكثر وعيًا، وأن يتجنبوا الوقوع في نفس الأخطاء التي أودت بثورات أخرى.

قسد.. أداة للتفكيك والتخريب

 

من أبرز مظاهر الثورات المضادة في سوريا، الدور الذي تلعبه قوات سوريا الديمقراطية (قسد) تحت غطاء الدعم الغربي. هذه القوات تعمل على:

1. إثارة النعرات العرقية والطائفية: بهدف تقسيم الشعب السوري وتشتيت جهوده.


2. إضعاف الثورة وإشغالها في معارك جانبية: كما حدث عندما أجبرت سكان الرقة وعين العرب على الخروج في مظاهرات مضادة للجيش الحر، مثل تلك التي وقعت في سد تشرين.


3. الارتهان للأجندات الخارجية: قسد لا تعمل لصالح الشعب السوري، بل تنفذ أجندات الدول التي تمولها وتدعمها.

 

على الشعب السوري أن يتصدى لهذه المؤامرات، وألا يسمح لقسد أو غيرها بأن تكون أداة لعرقلة الثورة وضرب مكتسباتها.

 

ما هو المطلوب؟

 

1. وحدة الصف: التمسك بوحدة الكلمة، والابتعاد عن الانقسامات الفئوية والمصالح الضيقة.


2. الصبر والثبات: الثورة بحاجة إلى وقت طويل لتحقيق أهدافها.


3. رفض التدخلات الخارجية: لا تثقوا بمن يدّعي دعمكم، وهو في الحقيقة يسعى لتحقيق أجنداته الخاصة.


4. الوعي بالمؤامرات: يجب أن تكونوا على وعي كامل بالمخططات التي تهدف إلى تفكيك الثورة.


5. التضحية من أجل الهدف الأكبر: لا تدعوا المصالح الشخصية تطغى على الهدف الأسمى، وهو تحرير سوريا وبناء وطن حر كريم.

 

رسالة ختامية

أيها الشعب السوري العظيم، إن ثورتكم هي أمانة في أعناقكم. لا تدعوا أعداءكم ينجحون في تفكيك صفوفكم أو تحويل مساركم. لقد أثبتتم أنكم أهل للصبر والتضحية، فواصلوا الطريق بثبات. لا تسمحوا للثورات المضادة أو المخططات الخارجية أن تُطفئ جذوة الأمل في قلوبكم.

إن الله معكم ما دمتم متمسكين بالحق والعدل. نسأل الله أن ينصركم وينصر ثورتكم، ويثبت أقدامكم، ويكتب أجركم ويكتب  لكم النصر والحرية داىما ابدا وان يحفظكم من كيد الكائدين ومكر الماكرين واخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)