- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
الدكتور ناصر محمد معروف يكتب: لا لوم على جيلٍ قهر الاحتلال .. الفرق بين جيل القهر ومثيري الفتن من جيل اليوم
الدكتور ناصر محمد معروف يكتب: لا لوم على جيلٍ قهر الاحتلال .. الفرق بين جيل القهر ومثيري الفتن من جيل اليوم
- 27 يوليو 2023, 4:23:45 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
(1) الفرق بينهم أن جيل القهر ترك الغنى والمال من أجل العز والكرامة وقد كانت يومية أحدهم داخل أراضينا المحتلة أقلها 200 شيكل ، ومع ذلك جاعوا واستشهدوا في سبيل هذا العز وأن يكونوا نداً لهذا المحتل.
أما مثيري الفتن من جيل اليوم فإنهم يريدون التخلص من هذا العز والخنوع للمحتل من أجل المال وتلبية شهواتهم من شراء الجوالات والتسكع على الطرقات وشرب المكيفات ومن قبحهم يريدون منّا أن نلفظ العزّ والكرامة.
(2) الفرق بينهم أن جيل القهر نحت في الصخر وربى جيلاً على معرفة الله وحب لقاء ربهم ، وباع حليّ نسائه وبناته ليصل إلى صنع طائرة تدخل أراضينا المحتلة وتزودنا بكل ما نريد، ويصل إلى قاذف يمنع به الاحتلال من التجول في بلداننا، ويضرب به الأبراج إذا ما أعتدي علينا.
أما مثيري الفتن من جيل اليوم فإنهم استسلموا لشهواتهم فباعوا حليّ نسائهم من أجل الحصول على الحبوب المخدر، بل ربما باعوا أعراضهم من أجل أن يحققوا شهوة يريدونها.
(3) الفرق بينهم أن جيل القهر انكب على العلم الإلكتروني ليصل إلى ما وصل إليه من فرق السايبر التي تقيد الإحتلال وتشل أركانه، حتى حرص أحدهم أن يكمل دراسته كبيراُ لعلمه أن الصراع ينتصر فيه العلماء.
أما مثيري الفتن من جيل اليوم فإنهم يتركون العلم بالجامعات ويحرصون على تعلم التقلب على صفحات مواقع التواصل ليبحثوا هن العري والانحلال والإلحاد، وإشباع رغباتهم من خلال الصور، فظنوا أن نصرهم هو أن يكون له متابعين أكثر ولايكات أكثر، وهذا غاية همهم.
(4) الفرق بينهم أن جيل القهر لا ينام وهو يراقب المحتل ويخطط كيف يحدّ من خطورته، وكيف يصده، وكيف ينقل خبرة غزة إلى جنين ونابلس وجميع بلداننا في كافة فلسطين، فلا يدع فرصة يستطيع من خلالها إيصال أي علوم أو مدخرات إلا ويستغلها.
أما مثيري الفتن من جيل اليوم فإنهم أيضا لا ينامون وهم يراقبون، ويترصدون ويتصيدون كل خطأ ليعملوا منه مادّة هدّامة، توغر الصدور وتؤلب على هدم ما بناه جيل القهر، ولا يعلمون أن الدنيا هذا منهجها منذ خلق الله الأرض، فهم يغفلون أن طريق الهدم هو طريق الاحتلال، وهم بذلك يعطون الأمل للاحتلال ليرى نفسه أنه حقق انجازا فيسعد بسبب قبح مثيري الفتن من جيل اليوم.
(5) الفرق بينهم أن جيل القهر يحرص أن لا يُريَ الإحتلال منه إلا جلداً وعزيمة، تطبيقاً لوصية النبي: رحم الله امرأً أراهم منه جلداً.
أما مثيري الفتن من جيل اليوم فإنه يحرص أن يُرِيَ الاحتلال منا كل نقيصة، وكل عيب، وكل ثغرة يمكن له أن يقتحمنا من خلالها.
فيا أيها الأحرار من جيل اليوم ويا أصحاب الغيرة من جيل اليوم:
احذروا الانزلاق خلف هؤلاء، وانظرا حولكم كيف قُهرت الشعوب وضاعت عندما فرطت بشرفها ، وأعلموا أنً عدوكم يتربص بكم الدوائر ويترقب هذه اللحظات فاحرصوا أن لا يرى منكم إلا الجلد، وإنها وصيتي ألقى الله بها وإنا لله وإنا إليه راجعون.