تكبير الخط تصغير الخط

الفرق بين أهل الحق وأهل الباطل ، أنَّ الحقَّ تقاعس أصحابُه عن نصرته ، وأن الباطل بصهيونيته تمادى أصحابه في طغيانهم ، فَهُجِّرَتْ عائلة صب لبن في القدس، ومُنِعَ الشيخ عكرمة صبري من السَّفر، وحُكِمَ على الدكتور ناجح بكيرات بالإبعاد، وهُدِّمَتْ بيوت، وصودرت أراضي، وعَلَتْ القباب البيضاء حول الأقصى لتتغير معالمها، وهُوِّد المسجد الأقصى من فوقه جزئياً ومن تحته كُلِّيَّاً ، وغُيِّرَ التعليم في المدارس فأُغْلِقَ منها صاحب المباديء الرافض، وتقَلَّصت نسبة السكان في القدس، وأُغْلِقَتْ أكثر من مئة مؤسسة مقدسية، وأصبحت مدينة القدس تتآكل أمام عيوننا، فرحم الله أجدادنا الذين فتحوها وحرروها وسلمونا إياها ، نقية ، طاهرة ، كاملة ، إسلامية، فضيعها المُفَرِّطون، اللاهثون خلف شهواتهم، الذين لا يعرفون أنهم وُجِدُوا على هذه الأرض بالدرجة الأولى لصراع الباطل، قال تعالى: (إهبطوا بعضكم لبعض عدو).

الفرق بين أهل الحق وأهل الباطل، أنّ أهل الحقّ نائمون ، لا يملكون رؤية، ولا خطة، ولا يفكرون بإجهاد أنفسهم أبدا، فهم: ضعيفوا الإرادة، يتخاذلون أمام ميل أنفسهم إلى الكسل ، والتباطؤ في العمل، ويجعلون غالب أوقاتهم في الهزل، ويتعطلون عن العمل عند شعورهم بأدنى تعب ، ويتعلَّلُون، فمنهم من يتعلل بكبر سنه، وما دَرِيَ أنَّ ربَّنا سبحانه، قال: {واعبد ربك حتى يأتيك اليقين}، ومنهم من يتعلَّلُ بالخوف على رزقه، وما دَرِيَ أنَّ  نبيَّنا صلى الله عليه وسلم، قال:   ((إن روحَ القدسِ نفثَ في رُوعي أنه لن تموتَ نفسٌ حتى تستكملَ رزقَها)) ، ومنَّا من يتعلَّل بانشغاله بوظيفته، وما دَرِيَ أنَّ نبيَّنا صلى الله عليه وسلم قال: ((فآت كل ذي حق حقه)) ، ومنهم من يتعلّل بالخوف من بطش العدو بالسجن أو الموت، وما دَرِيَ أنَّ ربَّنا سبحانه، قال: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ}، ومنّا من يتعلَّل بأنَّ الأوان قد فات، فقد مَلَكَ الصهاينة ترسانة قوية، وما دَرِيَ أنَّ ربَّنا سبحانه، قال: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ}، ومنهم من يتعلَّل بأنه يُفسح المجال لغيره، وما دَرِيَ أنَّ ربَّنا سبحانه، قال: {إِلَّا تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ}،  ونبيَّنا صلى الله عليه وسلم، قال: ((إذا اسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا))، ومنهم من يتعلَّل بنقد الآخرين، وما دَرِيَ أنَّ نبيَّنا صلى الله عليه وسلم قال: (يُبْصِرُ أحدُكم القذَى في عينِ أخيهِ ويَنْسَى الْجِذْعَ في عينِهِ)، ومنهم من يتعلل بتقاعس أولي الأمر فهم الأولى ، وما دَرِيَ أنَّ ربَّنا سبحانه، قال: { يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ}، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

وأما أهل الباطل من الصهيونية، فحدث ولا حرج، فمن آخر مشاريع التقسيم لعميت هليفي التي تصل إلى 13 مشروع، إلى مشروع القدس الكبرى التي وُضِعت لبناته لأربع كتل استيطانية لحسم الديمغرافيا لصالح الاحتلال ، مما سيُقَلِّل نسبة أعداد الفلسطينيين في القدس، إلى إضافة 9 آلاف وحدة في عطروت شمال القدس، وكذلك مشروع بناء قباب لمئة كنيس تحيط بالقدس لتغطي قبَّة الصخرة فتظهر المدينة بالشكل اليهودي، ومشروع وادي السيليكون الذي سيقام على مساحة 710 دونمات بالقدس، إضافة إلى مشروع فرض السيادة من خلال تسوية الأراضي والتي سَتُعَرِّض 80% من الأملاك المقدسية إلى تسجيلها أملاك غائبين، ثم مشروع تحويل حي الشيخ جراح وسلوان إلى أحياء مختلطة من خلال تهجير الأهالي وهدم منازلهم، وقريباً حسب فكر هذا العدو الصهيوني سيصبح الفلسطينيون أغراباً في القدس.
القدس وفلسطين لا يمكن ‏أنْ يرفع الناس أكفهم الى السماء لترسل الفرج إليهم دون بذل الجهد والمشقة، فهل لو بقي أعزب يدعو طوال عمره أن يرزقه الله الولد، فهل يرزق دون زواج، وكذلك بلادنا الإسلامية فلن تتحرر إلا إذا فهم كل شخص دوره وتربى الأطفال والشباب على العمل لتحريرها، كما ربَّتْ أم محمد الفاتح ابنها محمد وهي تأخذه بين الحين والحين إلى شاطي البحر لتخبره أنّ خلفه مدينة، أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنَّ خير القادة فاتحها، وأرجو أن تكون أنت، ليتحقق الحلم ويفتحها.
نحن من يعجل الفتح ونحن من يؤخره، اللهم عجل الفرج