- ℃ 11 تركيا
- 23 نوفمبر 2024
السفير معصوم مرزوق يكتب : تواريخ العار
السفير معصوم مرزوق يكتب : تواريخ العار
- 17 ديسمبر 2021, 2:04:40 م
- 836
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
يوجد تقويم هجري وتقويم ميلادي وتقويم قبطي وتقويم فارسي وتقويم روماني وآخر صيني .. إلخ .
وكل تقويم يجمع بين أوراقه حشد من الأيام التي تؤرخ لأحداث بارزة ، بعضها تأريخ لأيام نصر ومجد ، وبعضها لأيام هزائم و خيانات وعار .. وذلك في كتاب محفوظ في وجدان وذاكرة الشعوب .
ومصر لديها من كل هذه التواريخ بل ويزيد ، فمصر تنفرد بأن بعض صفحات تاريخها حملته كتب مقدسة ، منذ أن لجأ إليها أبو الأنبياء إبراهيم ، وولد فيها نبي الله موسي وعاش وحمل الرسالة وأغرق الله عدوه الفرعون ، وسار فوق ترابها سيدنا يوسف تائها ومسجونا وحاكما .. تقويم مصري لا تشاركه فيه أمة من الأمم ..
وقد امتلأ التقويم المصري القديم بأيام حملت تواريخ عار عديدة ، وكذلك كان التقويم الحديث ، فلا شك أن هزيمة عرابي وخيانة بعض المصريين مثل خنفس باشا وسلطان باشا تمثل تاريخ عار
، وكانت حادثة دانشواي تاريخ عار لا يمحي شارك فيها بعض المصريين مثل بطرس غالي باشا والهلباوي باشا ، كما أن حادثة 4 فبراير عام 1942 كانت لطمة للكرامة المصرية عندما قام السفير البريطاني ومعه قائد القوات البريطانية بحصار وإقتحام قصر عابدين ، وضرب السفير باب مكتب حاكم مصر بقدمه مطالبا بأن يخضع ويكلف النحاس باشا والوفد بتولي حكومة مصر ، أو يوقع علي خطاب التنازل عن العرش .. وخضع الحاكم ، وتولي الوفد الحكم من علي ظهر دبابة بريطانية ...ويمتلئ دفتر التقويم بأيام العار ، وشخصيات العار التي لم تكن هزيمة يونيو 1967 وشخوصها ٱخرها ..
ومن المهم أن يستعيد العقل المصري قراءة ذلك الدفتر الحزين ، وما حمله تقويم العار من أحداث وأشخاص ، لأن من لا يتذكر تواريخ العار يكون ملعونا بتكرارها ، فلن يعرف المجد والبطولة إلا من أدرك إنحطاط العار والخيانة ، وصمم علي ألا تتكرر مرة أخري ..