الشيخ خالد سعد يكتب: صفحات من تاريخ اليهود الاسود.. أبرز الجرائم والمعتقدات الفاسدة عبر العصور

profile
  • clock 19 يناير 2025, 1:12:32 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

 كان تاريخ اليهود مليئًا بالمؤامرات والجرائم التي طالت الأنبياء والرسل والأمم. وقد ذكر القرآن الكريم نماذج عديدة من فساد عقائدهم، ونقضهم العهود، وسعيهم لإفساد الأرض. هذا المقال يتناول أبرز المحاور المتعلقة بتاريخ اليهود الأسود، ويعرض جرائمهم وممارساتهم عبر مختلف الأزمنة، بما في ذلك علاقتهم مع الأنبياء، والدولة العثمانية، واحتلالهم لفلسطين، وما حدث في طوفان الأقصى.

أولا :اليهود ونبي الله موسى عليه السلام
عندما بعث الله نبيه موسى عليه السلام إلى فرعون وأمره بقوله: {اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى * وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى} [النازعات: 17-19]، آمن به بنو إسرائيل باعتبار موسى عليه السلام حبل النجاة لهم من ظلم فرعون. أنقذهم الله من طغيانه بشق البحر لهم وإغراق فرعون وجنوده، وذكرهم الله بهذه النعمة العظيمة: {وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ} [البقرة: 49].

رغم هذه النعم، سرعان ما أظهر بنو إسرائيل تمردهم، فعبدوا العجل الذهبي في غياب موسى عليه السلام، رافضين نصائح هارون: {يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي} [طه: 90]. وحين عاد موسى إليهم، استكبروا وقالوا: {لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً} [البقرة: 55]، فأخذتهم الصاعقة، ثم بعثهم الله ليتوبوا إليه، لكنهم نقضوا عهودهم مرارًا. رفع الله فوقهم جبل الطور تهديدًا، فارتعبوا وتعهدوا مجددًا بالطاعة، لكن طبيعتهم الغادرة جعلتهم ينقضون العهود سريعًا، كما أشار الله: {وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ} [البقرة: 65].

ثانيا: اليهود ونبي الله عيسى عليه السلام
كان موقف اليهود من نبي الله عيسى عليه السلام مليئًا بالعداوة والكراهية منذ اللحظة الأولى. فقد اتهموا السيدة مريم بالزنا، وزعموا أن عيسى عليه السلام وُلد من علاقة غير شرعية. قال الله تعالى:
{وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَىٰ مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا} [النساء: 156].

محاولتهم قتل عيسى عليه السلام
لم يكتفوا بالكذب والافتراء، بل سعوا لقتل عيسى عليه السلام. قال الله تعالى حاكيًا عنهم:
{وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ} [النساء: 157].

لكن الله أنقذ عيسى عليه السلام ورفعه إليه، وأبقى اليهود غارقين في ضلالهم وافتراءاتهم.

افتراءاتهم في كتبهم المحرفة
دوّن اليهود في كتبهم المحرفة، مثل التلمود، افتراءات بشعة عن عيسى عليه السلام وأمه. ومن ذلك ما ورد في إحدى فقراتهم أنهم زعموا أن "عيسى في الجحيم بين النار والقار، وأن أمه زانية". هذه الافتراءات تعكس فساد قلوبهم وسوء نواياهم تجاه أطهر الخلق.

حربهم على أتباع عيسى عليه السلام
بعد رفع عيسى عليه السلام، أعلن اليهود الحرب على أتباعه الموحدين، فلاحقوهم بالقتل والتعذيب، مما دفع الله لتسليط الرومان عليهم، فمزقوهم وشتتوهم في الأرض.
ثالثا :اليهود ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم
هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة حيث كان اليهود ينتظرون النبي الموعود كما ورد في التوراة، لكنهم كفروا به عندما تبين أنه من العرب وليس منهم: {وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ} [البقرة: 89]. تآمروا عليه مرارًا، مثلما فعل يهود بني قينقاع وبني النضير الذين حاولوا اغتياله، فأجلاهم النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة.

أما يهود بني قريظة، فقد خانوا المسلمين أثناء غزوة الأحزاب، فحاصرهم المسلمون، وحُكم فيهم بقتل الرجال وسبي النساء والأطفال. ثم في خيبر، حاربهم النبي حتى فتح حصونهم على يد علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وأخرجهم من المدينة.

رابعا : اليهود والدولة العثمانية
مع ظهور الدولة العثمانية كقوة كبرى في العالم الإسلامي، حاول اليهود بشتى الوسائل اختراقها وتحقيق أهدافهم. وكان أبرز هذه الأهداف الاستيلاء على فلسطين، التي تمثل لهم رمزًا دينيًا ودنيويًا.

موقف السلطان عبد الحميد الثاني من اليهود
حاول اليهود إغراء السلطان عبد الحميد الثاني بالمال لبيع فلسطين لهم. فبعثوا إليه برسائل يعرضون فيها ملايين الليرات الذهبية مقابل السماح لهم بالاستيطان في فلسطين. لكن السلطان رفض بشدة وقال كلمته الشهيرة:
"إن هذه الأرض ليست ملكي، بل ملك شعبي الذي روى ترابها بدمائه. وإذا مُزقت دولتي، يمكنكم أخذ فلسطين بلا ثمن. أما وأنا حي، فلا أبيع شبرًا واحدًا منها."

مؤامرتهم لإسقاط الدولة العثمانية
لم يستسلم اليهود لرفض السلطان، فخططوا للإطاحة به. أسسوا جمعية الاتحاد والترقي، التي أثارت الفتن القومية داخل الدولة العثمانية. وبمساعدة بعض الخونة، تمكنوا من عزل السلطان عبد الحميد في عام 1909، مما فتح الطريق أمام تنفيذ مخططاتهم.

خامسا : اليهود قتلة الأنبياء
تُعد جريمة قتل الأنبياء من أعظم الجرائم التي اقترفها اليهود، وهي دليل على قسوة قلوبهم وإعراضهم عن الحق. لم يقتصر عداؤهم لأنبياء الله على التشكيك في رسالاتهم أو اتهامهم بالباطل، بل امتد إلى القتل والتنكيل.
قال الله تعالى:
﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ﴾ (آل عمران: 112).

أبرز الأنبياء الذين قتلهم اليهود:
1. النبي زكريا عليه السلام:
قتلوه ظلمًا وعدوانًا بحجة أنه كان يفضح فسادهم وينهاهم عن سوء أفعالهم.
2. النبي يحيى عليه السلام:
لم يسلم من بطشهم، فقتلوه بسبب موقفه الثابت من فساد حكامهم وشهواتهم، مما أزعجهم ودفعهم لارتكاب جريمة قتله.
ولم تقتصر عدواتهم على الأنبياء السابقين، بل امتدت إلى محاولة إجهاض الرسالة الخاتمة التي جاء بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم. فقد قالوا عنه زورًا وبهتانًا إنه "يأخذ من عند غير الله"، لكن القرآن الكريم فضح كذبهم وأثبت مصدر الوحي الإلهي بقوله تعالى:
﴿قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ﴾ (النحل: 102).
سادسا : عقيدة اليهود الفاسدة
تحمل العقيدة اليهودية في طياتها الكثير من التحريفات والمفاهيم الفاسدة التي تُناقض الفطرة السليمة وتُجرد الدين من نقائه. فقد نسبوا إلى الله صفات لا تليق بجلاله سبحانه، وارتكبوا أعظم الجرائم الفكرية بحق العقيدة.
أبرز تحريفاتهم العقائدية:
1. قولهم إن الله فقير وهم أغنياء:
قال الله تعالى:
﴿لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ﴾ (آل عمران: 181).
هذا القول الباطل يعكس كفرهم الواضح بالله وافتراءهم عليه.
2. قولهم إن يد الله مغلولة:
زعموا أن الله بخيل ولا ينفق على خلقه، فرد الله عليهم:
﴿غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا﴾ (المائدة: 64).
3. زعمهم أن عزير ابن الله:
قالوا إن عزيرًا ابن الله، مما جعل القرآن يفضح عقيدتهم الفاسدة:
﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ﴾ (التوبة: 30).
4. اتهامهم للسيدة مريم بالزنا:
قال الله تعالى:
﴿وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَىٰ مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا﴾ (النساء: 156).
لم يسلم أطهر خلق الله من افتراءاتهم، حيث زعموا أن المسيح عليه السلام وُلد من علاقة غير شرعية، وهو افتراء يبرهن على فساد قلوبهم وألسنتهم.
سابعا : اليهود واحتلال فلسطين
وعد بلفور 1917
في عام 1917، أصدر وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور وعده الشهير لليهود، الذي نص على إقامة وطن قومي لهم في فلسطين. كان هذا الوعد بمثابة بداية النكبة الفلسطينية، حيث استغلت بريطانيا نفوذها لتنفيذ المخطط.
ثامنا : خامسًا: صفاتهم كما وردت في القرآن الكريم
1. الكذب على الله


تحريف كلام الله تعالى وشرعه، والكذب على الله بما يتفق مع أهوائهم وأغراضهم الفاسدة، فقد قال تعالى عنهم:  يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ  [المائدة: 13] 
ثم هم يبتدعون كلاما وشرعا ويوهمون الناس بكلامهم المزيف أنه منزل من الله، قال تعالى: وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ
{وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ} [التوبة: 30].


2. أكل الربا والمال الحرام
قال الله تعالى:
مما لا شك أن الربا في حياة اليهود سمة بارزة ، وحيلهم في أكل الحرام عموماً والربا خاصة معروف ، قد ذكره الله تعالى عنهم وبيَّن أنه قد نهاهم عنه وحرَّمه عليهم ، قال تعالى : ( فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيراً . وَأَخْذِهِمُ الرِّبا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ ) النساء/160، 161 .
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله :
إن الله قد نهاهم – أي : اليهود – عن الربا ، فتناولوه ، وأخذوه ، واحتالوا عليه بأنواع الحيل ، وصنوف من الشبَه ، وأكلوا أموال الناس بالباطل .
{وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ} [النساء: 161].
3. الإفساد في الأرض
قال الله تعالى:
{وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} [المائدة: 64].
4. نقض العهود
نقض العهود والمواثيق
نقض العهود والمواثيق كان ولا يزال سمة بارزة في تاريخ اليهود. لم يلتزموا بأي عهد قطعوه مع الله أو مع البشر. قال الله تعالى:
﴿أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ﴾ (البقرة: 100).
أمثلة على خيانتهم:
1. نقض عهد بني قريظة وبني النضير:
خانوا النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة، وتحالفوا مع المشركين لتدمير الإسلام.
2. غزوة الأحزاب:
نقضوا عهدهم مع المسلمين بتحالفهم مع الأحزاب ضد المدينة.
5 - إثارة الفتن عالميًا
كان اليهود عبر التاريخ مصدرًا رئيسيًا للفتن والصراعات. قال الله تعالى:
﴿كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ﴾ (المائدة: 64).
أساليبهم:
1. نشر الإشاعات:
كما فعلوا في حادثة الإفك.
2. السيطرة الاقتصادية:
استغلوا هيمنتهم على الاقتصاد العالمي لتكبيل الدول بالفقر.
3. تحريض الأمم على الحروب:
ساهموا في إشعال الحربين العالميتين لخدمة مصالحهم.
---

قيام دولة إسرائيل 1948
في عام 1948، أعلن اليهود قيام دولتهم على أكثر من 78% من الأراضي الفلسطينية، بعد سلسلة من المجازر الوحشية مثل:

مجزرة دير ياسين: قُتل فيها المئات من الرجال والنساء والأطفال.
مجزرة صبرا وشاتيلا: قُتل فيها الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين العُزّل.
تهويد القدس والمسجد الأقصى
يسعى اليهود إلى تهويد مدينة القدس وتغيير معالمها الإسلامية.
يقومون بحفريات خطيرة تحت المسجد الأقصى المبارك، بهدف هدمه وإقامة "هيكل سليمان" المزعوم.
رابعًا: أحداث طوفان الأقصى
شهد المسجد الأقصى سلسلة من الاعتداءات الصهيونية، كان أبرزها في السنوات الأخيرة ما يُعرف بـ"طوفان الأقصى". اندلعت هذه الأحداث عندما حاول اليهود المتطرفون اقتحام المسجد الأقصى تحت حماية الجيش الإسرائيلي، مما أثار موجة غضب عارمة في العالم الإسلامي.

ردة فعل الفلسطينيين
تصدى الفلسطينيون بصدورهم العارية لهذه الاعتداءات، واندلعت مواجهات عنيفة في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة.
شنت المقاومة الفلسطينية سلسلة من العمليات العسكرية ردًا على هذه الاعتداءات.
أثر الأحداث
أكدت هذه الأحداث مكانة المسجد الأقصى كرمز للصمود الفلسطيني.
كشفت مجددًا الوجه الحقيقي للصهيونية العالمية وسعيها لتدمير مقدسات المسلمين.
الخاتمة
إن تاريخ اليهود حافل بالمؤامرات والجرائم، بدءًا من قتل الأنبياء إلى السعي لإفساد الأرض والسيطرة على مقدرات الشعوب. لقد فضحهم القرآن الكريم وكشف حقيقتهم في مواضع كثيرة.

على المسلمين أن يستفيدوا من هذه الدروس، ويوحدوا صفوفهم لحماية مقدساتهم. قال الله تعالى:
{إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ} [الرعد: 11].

نسأل الله أن يعيد للأمة مجدها، وأن يحرر مقدساتها، ويثبت أقدام المدافعين عن دينه.


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)