- ℃ 11 تركيا
- 15 نوفمبر 2024
اندبندنت: وقف حرب غزة وما بعدها (مترجم)
اندبندنت: وقف حرب غزة وما بعدها (مترجم)
- 24 يونيو 2024, 8:12:04 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
ثمة تشابه كبير في تكتيك إسرائيل و"حماس" واختلاف جوهري بمواقفهما وفقدان الثقة والقلق المبرر من المستقبل
تناولت في المقال الأخير توقعاتي لسيناريو وقف الحرب في غزة وما يليها من تطورات، وترددت بعض الشيء حينذاك خشية أن تتطور وتحسم الأحداث ويتم التوصل إلى اتفاق قبل النشر، خصوصاً ومفاوضات وقف إطلاق النار والإفراج عن المختطفين والمحتجزين كانت انصبت على اقتراح أعلنه الرئيس الأميركي جو بايدن مع التنويه بأن إسرائيل وافقت عليه.
ومع هذا قررت النشر لقناعتي بأن أي اتفاق يتم التوصل إليه سيكون مرحلياً وتكتيكياً، وأن تباين المواقف بين إسرائيل و"حماس" أوسع مما يسمح باستقرار أي اتفاق والتزام أي طرف به.
وللأسف أصبت في تقديراتي وتحليلي، ويرجع أسفي إلى أن أي تأخير في الاتفاق يصاحبه مزيد من الاقتتال والضحايا، معظمهم من المدنيين والأبرياء الفلسطينيين الذين يتعرضون لأبشع وأشد الظروف الإنسانية.
وتعثرت المفاوضات بالفعل على رغم صدور قرار مجلس الأمن رقم 2735 المؤيد للأفكار المطروحة بتأييد 14 عضواً وامتناع روسيا، وهو القرار الذي استقبل بنغمة إيجابية من "حماس" ومجموعة من الملاحظات والتعديلات المكملة للصياغة التي طرحها بايدن، وصمت رسمي من الحكومة الإسرائيلية على رغم أن مضمون الأفكار سبق الموافقة عليه أو المبادرة به من حكومة الحرب الإسرائيلية ذاتها.
ومن أهم خلاصاتي المبدئية من متابعة الأيام الأخيرة أن هناك تشابهاً كبيراً في تكتيك إسرائيل و"حماس"، واختلافاً جوهرياً في مواقفهما، وفقدان كامل الثقة بينهما، وقلقاً عاماً ومبرراً من المستقبل.
وكل من إسرائيل و"حماس" تسعى إلى تجنب تحمل مسؤولية رفض الاقتراحات والمساعي، بغية تحميل الطرف الآخر مسؤولية ذلك، وهو مؤشر لحجم الضغوط الداخلية والإقليمية والدولية لوقف الحرب التي أفقدت المجتمع الدولي أجمع كثيراً من الصدقية بعد أن تجاوزت تسعة أشهر، راح ضحيتها أكثر من 40 ألف قتيل ومئات الآلاف من الجرحى، وخسائر لا تحصى أو تعوض من دون حساب أو عقاب حتى الآن.
وأبرزت تصريحات واقتراحات الجانبين الإسرائيلي و"حماس" في أعقاب بيان بايدن وقرار مجلس الأمن حجم الفجوة بينهما حول النقاط الجوهرية في المفاوضات، إذ تتمسك "حماس" بأن الهدف من مراحل المبادرة المختلفة يجب أن يكون وقف إطلاق النار بالكامل ورفع الضغط العسكري الإسرائيلي ضمن أمور أخرى، لذا اقترحت إضافة نص واضح بأن المراحل الثلاث من المقترح مترابطة ومتشابكة تجنباً لاستئناف العمليات بعد انتهاء المرحلة الأولى، أو في منتصف الطريق مع الإفراج عن عدد أكبر من الرهائن، في حين أعلن رئيس وزراء إسرائيل مراراً أن الأفكار المقترحة لا تتضمن نصاً بوقف كامل ودائم لإطلاق النار، وأنها ستواصل حربها في جميع الأحوال.
ومن نقاط الاختلاف بين "حماس" وإسرائيل وبخاصة الحكومة الحالية أن معيار تحقيق انتصار الأخيرة في الأقل في البداية كان القضاء على الأولى عسكرياً وسياسياً، وهي أهداف صعبة المنال، وبخاصة أن العنف يولد تيارات سياسية فلسطينية أخرى تناضل ضد إسرائيل عسكرياً، في حين أن النجاح بالنسبة إلى "حماس" عسكرياً وسياسياً أمام الرأي العام هو الصمود أمام الاجتياح الإسرائيلي العنيف حتى في ظل خسائر مدنية فلسطينية.