- ℃ 11 تركيا
- 22 ديسمبر 2024
بيسان عدوان تكتب: الكوماندوز في لبنان: حرب خفية وصراع دولي يشتعل في السماء
بيسان عدوان تكتب: الكوماندوز في لبنان: حرب خفية وصراع دولي يشتعل في السماء
- 1 أكتوبر 2024, 8:47:35 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
الحرب الإسرائيلية على لبنان ليست مجرد نزاع عسكري، بل تعكس ديناميكيات خفية من التعاون العسكري بين إسرائيل والولايات المتحدة، وتستند إلى استراتيجيات تهدف إلى تحقيق أهداف إقليمية أوسع. تعتمد هذه التحليلات على تقارير أميركية وأوروبية كشفت عن أسرار تتعلق بتكتيكات إسرائيل وتقييمات حلفائها، وخصوصًا الدور الأميركي في دعم العمليات العسكرية.
أولًا، استخدمت إسرائيل قواتها الخاصة بكثافة في لبنان، وهو ما كشفت عنه تقارير ميدانية بعد مقتل 13 عنصرًا من الكوماندوز الإسرائيلي خلال أول توغل بري في جنوب لبنان. هذه الخسائر تعد مؤشرًا على صعوبة العمليات البرية التي تواجهها إسرائيل أمام المقاومة اللبنانية. تعتمد إسرائيل عادة على وحدات الكوماندوز في العمليات الحساسة، ولكن هذه الخسائر الفادحة تشير إلى تعقيد الوضع الميداني، وحجم المقاومة التي تواجهها القوات الإسرائيلية.
ثانيًا، فرضت إسرائيل رقابة عسكرية صارمة على الإعلام المحلي، مما أدى إلى تسريب المعلومات بشكل غير مباشر عبر الإعلام العربي الخليجي. هذه الرقابة تعكس محاولة إسرائيل للسيطرة على سرد الأحداث وحماية العمليات العسكرية من الانتقادات أو التسريبات التي قد تكشف عن خسائرها أو تفاصيل عملياتها. تعتبر هذه الاستراتيجية جزءًا من جهود إسرائيل للحفاظ على روح المعنويات بين الجنود والمواطنين، وكذلك لتعزيز الصورة العامة عن نجاح العمليات.
ثالثًا، تشير التقارير إلى أن العملية العسكرية ليست إسرائيلية بحتة، بل تتضمن شراكة أميركية إسرائيلية عميقة، حيث تؤكد مصادر متعددة استخدام أسلحة أميركية متطورة مثل طائرات F-15XE وF-22. الطائرات الأميركية لا تدلل فقط على دور أميركا في دعم التفوق الجوي لإسرائيل، بل تكشف أيضًا عن مدى التورط الأميركي في هذا النزاع. وفقًا لتقرير من Defense News، هذه الطائرات توفر قدرات هجومية عالية، خصوصًا في المعارك الجوية التي تتطلب تقنية عالية وحساسية في الاستهداف، وهو ما يؤكد أن العمليات الجوية هي أميركية بالكامل، بما في ذلك التوجيه والتنسيق.
هذا التعاون الأميركي الإسرائيلي يتماشى مع سياسة أميركية أوسع تهدف إلى تأمين مصالحها في الشرق الأوسط، ومنع أي تصعيد يمكن أن يؤدي إلى مواجهة إقليمية واسعة. يتفق هذا التقييم مع تقرير من مجلة Foreign Affairs التي ذكرت أن البنتاغون يعمل بشكل وثيق مع إسرائيل لمواجهة تهديدات حزب الله وإيران في المنطقة.
التقييمات الأوروبية أيضًا تشير إلى أن استخدام أسلحة وتقنيات متقدمة هو جزء من استراتيجية أوسع لكبح النفوذ الإيراني في المنطقة. يرى المحللون الأوروبيون، وفقًا لتقرير من The Guardian، أن أي تصعيد على جبهة لبنان يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار ضمن السياق الإقليمي الأكبر، خاصة فيما يتعلق بإيران. تقييم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن وقائد الأسطول الخامس الأميركي جون لينكون حول القدرات النووية الإيرانية يظهر قلقًا متزايدًا من احتمالات تحول النزاع في لبنان إلى نقطة تصعيد أوسع ضد إيران.
على الرغم من أن التحليل الأميركي يشير إلى استعداد إيران للعب دور أكبر في المنطقة، إلا أن النقاشات داخل الأوساط الأوروبية تميل إلى تقليل أهمية هذا الدور، مشيرين إلى أن حزب الله يعمل بشكل مستقل عن طهران في بعض القضايا. ومع ذلك، فإن التوتر بين إسرائيل وإيران يبقى على رأس الأولويات بالنسبة للولايات المتحدة، حيث تسعى واشنطن لمنع إيران من استخدام لبنان كمنصة لتصعيد الصراع.
في الختام، الحرب على لبنان ليست مجرد مواجهة عسكرية، بل تمثل جزءًا من لعبة استراتيجية دولية أكبر، حيث تتداخل المصالح الإسرائيلية والأميركية في الشرق الأوسط. بينما تسعى إسرائيل لتدمير قدرات المقاومة اللبنانية، فإن الدور الأميركي يعزز من تلك الجهود عبر تقديم الدعم العسكري والتقني المتطور.