- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
تشاتام هاوس: لنتعلم درس العراق وليبيا.. الدور العربي ضروري في خطط اليوم التالي لغزة
تشاتام هاوس: لنتعلم درس العراق وليبيا.. الدور العربي ضروري في خطط اليوم التالي لغزة
- 5 يناير 2024, 7:00:20 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
أكد معهد "تشاتام هاوس" البحثي البريطاني، أهمية الدور العربي والإقليمي في خطة ومستقبل قطاع غزة ما بعد الحرب، او ما يعرف الان باسم "اليوم التالي".
وأوضح المعهد، في تحليل أعده مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالمعهد، سنام فاكيل، والزميل المشارك بالبرنامج، نيل كويليام، أن الدولة العربية عليها مسؤولية التحرك الآن لتخطيط هذا اليوم.
وأشار التحليل إلى أن 3 أشهر مرت على الحرب دون أن تقدم أي دولة عربية صياغة لأي خطة أو استراتيجية لإدارة تداعيات الحرب أو وضع مسار لدعم إقامة الدولة الفلسطينية.
وقال الباحثان إن ضغط الدعم الشعبي القوي لفلسطين والحرص على عدم تأييد العدوان الإسرائيلي والحذر من التحديات الدبلوماسية والإقليمية المثيرة للخلاف في المستقبل، بما فيها خطر نشوب حرب إقليمية تشمل حزب الله وإيران، دفع الدول العربية إلى رفع الدعوة لوقف إطلاق النار إلى مرتبة الاهتمام الأول.
ويرى الباحثان أن هذه الأولوية صحيحة، فإنقاذ الأرواح ومنع "تهجير السكان"، كما اقترح بعض وزراء اليمين المتطرف في إسرائيل، يجب أن يكون الأولوية، لكنهما أكدا أن ذلك لا ينبغي أن يمنع الدول الإقليمية من العمل معا لدعم الفلسطينيين، ولا أن يمنعهم من البناء على النجاحات التي حققتها سلسلة من عمليات خفض التصعيد في العام الماضي: بين السعودية وإيران، وبين الإمارات وتركيا، وقبل ذلك بين السعودية والإمارات والبحرين ومصر وقطر.
ويتفهم الباحثان أن دول المنطقة كانت تأمل في أن تضغط أولويتها المصدرة لوسائل الإعلام، على إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لفرض ضبط النفس على إسرائيل، وفي إطار من هذه الاستراتيجية رفضت الدول العربية مناقشة إعادة الإعمار "في اليوم التالي" أو السيناريوهات السياسية أو الأمنية في قطاع غزة بعد الحرب.
كما لم ترغب الدول العربية في إضفاء الشرعية على العدوان الإسرائيلي عبر رفض تمويل جهود إعادة الإعمار دون ضمانات بأن إسرائيل لن تبدأ المزيد من دورات القصف.
تأجيل التكامل
لكن هذه الاستراتيجية محفوفة بالمخاطر التي قد تؤخر أي احتمال محتمل للسلام، بما في ذلك المزيد من تأجيل الرؤية الأوسع للتكامل الإقليمي، التي تشمل إسرائيل والدول العربية، بحسب الباحثين، الذين شددا على خطورة افتراض أن عملية السلام ستنشأ من الحرب.
فبدون التخطيط الإقليمي الجاد والاستثمار في غزة، فإن النتيجة المحتملة التي يمكن أن تتحقق هي الفوضى والفراغ السياسي الفلسطيني إلى جانب واقع مرير، يتمثل في المجاعة والمرض والموت بالقطاع.
ولن تتحمل إسرائيل وحدها المسؤولية عن ذلك حينئذ، بحسب الباحثين، إذ سيُنظر إلى الدول العربية أيضاً على أنها مسؤولة، ولمنع هكذا السيناريو، يجب أن يبدأ الاستثمار في "اليوم التالي" لغزة اليوم، بحسب الباحثين.
واعتبر فاكيل وكويليام أن نهج الدول العربية الحالي يخاطر بما وصفاها "مكاسب" اتفاقيات إبراهيم، التي تقوم على تكامل إقليمي بين هذه الدول وإسرائيل، إذ أعطى قادة الدول العربية الأولوية للمصالح الوطنية العملية منذ اندلاع حرب غزة، وتجاهلوا اتفاقيات التطبيع وأوقفوا مساراتها، بما فيها مسار اتفاق التطبيع التاريخي بين السعودية وإسرائيل، الذي دعمته واشنطن.
ويرى الباحثان أن الانتظار حتى يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة سيؤدي إلى مزيد من التأخير في عملية التسوية السياسية المعقدة والحساسة للوقت، والتي يمكن عرقلتها بسهولة بسبب التصعيد الإقليمي الجاري بالفعل في هجمات الحوثيين بالبحر الأحمر ومضيق باب المندب، وتلك التي ينفذها حزب الله على الحدود اللبنانية.
فضلاً عن ذلك، فإن الغضب الإقليمي إزاء عدد القتلى والدمار في غزة لن يتم التغلب عليه بسهولة، وهو ما يهدد بتأخير خطط التكامل الإقليمي (العربي-الإسرائيلي)، بحسب الباحثين.
لا يقين
ويؤكد فاكيل وكويليام على ضرورة أن تنظر دول الخليج تحديدا إلى الوضع كما هو: فبينما تضغط إدارة بايدن تدريجيًا على إسرائيل لتغيير عملياتها في غزة، فإن وقف إطلاق النار لا يزال غير وشيك، إذ تستمر مفاوضات تبادل الأسرى بين إسرائيل وقطر وحماس والولايات المتحدة، لكن ليس هناك يقين بأن مثل هذه العملية ستؤدي إلى وقف إطلاق النار، كما أن انتظار خطة واشنطن، أو خطة إسرائيل حال تحقيق هدفها المستحيل، المتمثل في اقتلاع حماس من جذورها، لن يحقق أي نتيجة.
فإدارة بايدن لن تستطيع بمفردها إدارة سيناريوهات "اليوم التالي" في عام انتخابي أمريكي حاسم قد يشهد عودة دونالد ترامب كمنافس، وسيتطلب الأمر ضخًا قويًا من الإرادة السياسية لحمل إدارة بايدن على كبح جماح إسرائيل خاصة خلال عام الانتخابات، ودبلوماسية إبداعية ومغامرة للعمل مع جميع القادة الذين يمثلون الفلسطينيين، بحسب الباحثين.
ويلفت فاكيل وكويليام أيضا إلى أهمية تعلم "الدروس المؤلمة" من التدخلات التي قادها الغرب في العراق وليبيا، حيث كانت خطط "اليوم التالي" إما غير موجودة أو تم تصميمها وتنفيذها بشكل سيئ.
وإذا كانت الولايات المتحدة على استعداد للقيام بالمهمة الدبلوماسية الثقيلة المتمثلة في فرض وقف إطلاق النار، وهو ما لا تستطيع أي دولة أخرى أن تفعله، وتحديد معايير المفاوضات، فإن دول المنطقة تتحمل أيضاً المسؤولية في التخطيط لـ "اليوم التالي"، خاصة تلك التي تشعر بأنها غير قادرة على وضع حد للحرب في غزة من خلال السبل الدبلوماسية، مثل الأردن وتركيا، بعدما سحبا سفيريهما إلى تل أبيب وأظهرا استنكارهما من السياسة الإسرائيلية، حسبما يرى الباحثين.