-
℃ 11 تركيا
-
6 مارس 2025
تصاعد التوتر في جنوب السودان: اشتباكات واعتقالات تهدد الاستقرار
تصاعد التوتر في جنوب السودان: اشتباكات واعتقالات تهدد الاستقرار
-
5 مارس 2025, 1:14:06 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
يشهد جنوب السودان موجة جديدة من التوترات مع اندلاع اشتباكات عنيفة في بلدة الناصر بين القوات الحكومية ومليشيات محلية، بينما تعيش العاصمة جوبا على وقع تطورات خطيرة شملت اعتقال قيادات عسكرية بارزة، إلى جانب محاولة فاشلة للقبض على مسؤول استخباراتي سابق.
هذه الأحداث المتسارعة تثير المخاوف بشأن مستقبل اتفاق السلام الهش في البلاد وتطرح تساؤلات حول الاستقرار السياسي والأمني.
اشتباكات دامية في الناصر
أفادت مصادر متعددة، من بينها "سودان تريبون" وإذاعة فرنسا الدولية، بوقوع مواجهات عنيفة بين الجيش الحكومي ومجموعة مسلحة تُعرف باسم "الجيش الأبيض" في منطقة الناصر بولاية أعالي النيل.
تتكون هذه المجموعة بشكل أساسي من شبان ينتمون إلى قبائل النوير، ولعبت دورًا محوريًا في النزاعات السابقة بين الحكومة والمعارضة. وهي معروفة بأساليب حرب العصابات واستخدام العنف المفرط في المواجهات.
ووفقًا للتقارير، لجأت القوات الحكومية إلى استخدام الأسلحة الثقيلة والمدرعات في محاولة لفرض سيطرتها على البلدة، بينما رد المسلحون بهجمات عنيفة، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى من الجانبين.
في حين لا تزال الحصيلة الدقيقة للضحايا غير واضحة، أفاد شهود عيان بفرار السكان من منازلهم خوفًا من استمرار القتال.
اعتقال جنرال بارز في جوبا
في العاصمة جوبا، قامت قوات الأمن باعتقال جنرال بارز مقرب من زعيم المعارضة رياك مشار، في خطوة أثارت تساؤلات حول مستقبل اتفاق السلام.
وبحسب تقارير إذاعة فرنسا الدولية (RFI)، لم تصدر السلطات بيانًا رسميًا يوضح أسباب الاعتقال، لكن مصادر رجّحت أن يكون مرتبطًا بتصاعد التوتر بين الحكومة وحركة المعارضة المسلحة التي يقودها مشار.
يُذكر أن رياك مشار، نائب الرئيس الحالي، خاض صراعًا طويلًا مع الرئيس سلفاكير قبل توقيع اتفاق السلام عام 2018، غير أن العلاقات بين الطرفين لا تزال يشوبها التوتر، مع اتهامات متبادلة بعدم الالتزام ببنود الاتفاق. ويخشى أنصار المعارضة أن تكون هذه الاعتقالات محاولة لإضعاف نفوذ مشار داخل الجيش قبل الانتخابات المرتقبة.
إطلاق نار في العاصمة جوبا
في تطور آخر يزيد المشهد تعقيدًا، شهدت العاصمة جوبا تبادلًا لإطلاق النار إثر محاولة قوات الأمن القبض على رئيس جهاز المخابرات السابق، وفقًا لما أوردته "إيستليف فويس" (Eastleigh Voice).
وأفادت المصادر أن العملية قوبلت بمقاومة مسلحة من قوات موالية للمسؤول السابق، ما أدى إلى اشتباكات في شوارع العاصمة وسط حالة من الذعر بين المدنيين.
تعكس هذه الحادثة حالة عدم الاستقرار داخل الأجهزة الأمنية، حيث أشارت تقارير إلى تململ داخل المؤسسة العسكرية، مع اعتراض عدد من الضباط الكبار على سياسات الحكومة. وقد تؤدي هذه الأوضاع إلى تمردات داخلية أو حتى انشقاقات في صفوف القوات المسلحة، مما يزيد من هشاشة الوضع الأمني في البلاد.
مستقبل اتفاق السلام على المحك
مع تصاعد أعمال العنف واعتقال الشخصيات المعارضة، يثار التساؤل حول قدرة جنوب السودان على الحفاظ على اتفاق السلام، خاصة مع اقتراب الانتخابات المقررة في أواخر 2025، والتي ستكون الأولى منذ استقلال البلاد عام 2011.
في ظل استمرار التوترات والاعتقالات السياسية، يخشى كثيرون أن تنزلق البلاد إلى جولة جديدة من الصراع المسلح، ما قد يقوض جهود المجتمع الدولي لإرساء السلام وتعزيز الاستقرار.
ويرى محللون أن استمرار هذا التصعيد قد يؤدي إلى تأجيل الانتخابات أو حتى انهيار اتفاق السلام، مما قد يعيد البلاد إلى دوامة العنف. وفي ظل غياب حلول سياسية فعالة، تظل المخاوف قائمة بشأن قدرة الحكومة والمعارضة على تجاوز خلافاتهما وضمان استقرار مستدام في جنوب السودان.








