-
℃ 11 تركيا
-
6 مارس 2025
إسماعيل جمعة الريماوي يكتب: قمة فلسطين.. قرارات باهتة وضجيج بلا طحين
إسماعيل جمعة الريماوي يكتب: قمة فلسطين.. قرارات باهتة وضجيج بلا طحين
-
5 مارس 2025, 1:20:01 م
-
33
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
قمة فلسطين
يجب الاعتراف بانه لم يحدث ان مر النظام العربي بمثل هذه المرحلة من الهوان، ولم يحدث ان مر الشارع العربي بمثل هذه الحالة من الاستكانة واللامبالاة والقبول بمثل هذا الذل.
فالقمم العربية كالعادة تمر بدون ان ينتبه لها أحد فهي دائما تأتي منفصلة عن الواقع وعم يجري في الوطن العربي بل و تجاهر بلامبالاة عما يحدث، و خاصه عن فلسطين بالذات، ومن هنا جاء المؤتمر الاخير.
فسرعة انعقاده وانفضاضه، وضعف تمثيل اغلب الدول المشاركة والكلمات التي قيلت فيه ، فان قرارات المؤتمر لم تصل إلى الموقف الحازم لإنهاء العدوان وجرائم الابادة على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة ، فقد جاء هذا المؤتمر لرفع العتب او لإسقاط فرض كما يقال، عن الأنظمة العربية، او بالنسبة للبعض فانه كان فرصة لاتهام المقاومة بصورة غير مباشرة، وكأنما كان الفلسطينيون قبل طوفان الأقصى، في الضفة الغربية وغزة وكل الأراضي المحتلة يعيشون بأمان وسلام أفسدته عملية 7 اكتوبر .
وزد على ذلك استمرار المراهنة على خيار التسوية وضرورة اعادة عملية المفاوضات ومؤتمرات السلام، التي يعلم الجميع بانها لم تُسفِر سوى عن توسيع المستوطنات ومصادرة الأراضي والإمعان في قتل الفلسطينيين وانكار وجود شيء اسمه فلسطين.
هذه الكلمات السريعة والمختصرة يجب ان لا تعطي الانطباع بانه كانت هناك امالا كبيرة معقودة على هذه القمة، لان من عاصر مؤتمرات القمة يعلم جيدا انها لم تكن تنجح يوما ما في ان ترتقي إلى مستوى طموحات الامة العربية. لكن ما يحز في النفس ان يبقى الاصرار على هذا النهج اللامبالي في وقت فاضت فيه غزة والضفة الغربية بالدماء البريئة والمدن المدمرة ومئات الآلاف من الشهداء والجثث الطاهرة تحت الأنقاض.
أن مخرجات القمة العربية التي انعقدت لمناقشة القضية الفلسطينية لم ترتقِ إلى مستوى الطموحات، فقد جاءت خجولة ومكررة، و بلا قوة تدعمها أو تفرضها على الاحتلال ومن يدعمه وبدون أي جديد يخدم القضية ، وبلا شك فأن لغة المصالح هي التي يجب أن توضع على الطاولة.
إن البيان الختامي لم يختلف عن التصريحات التقليدية التي يطلقها القادة العرب منذ عقود، بينما تستمر المجازر الصهيونية بحق الفلسطينيين ، فهي مخرجات تصبّ في مصلحة الكيان المحتل والولايات المتحدة، وليس في صالح الشعب الفلسطيني .
أن غياب بعض الدول العربية الفاعلة عن القمة يعكس فشلها الذريع، ويؤكد أن الهدف منها لم يكن دعم فلسطين، بل كما قلت مجرد استعراض سياسي يخدم الاحتلال ، فالأنظمة العربية تسعى جاهدة أيضا إلى تصفية القضية الفلسطينية للحفاظ على عروشها، غير آبهة بدماء الأبرياء التي تُسفك يوميًا على يد الاحتلال.
أن غياب الموقف العربي الجماعي أفقده القوة اللازمة للتأثير، إلى ان اتخاذ موقف حاسم ضد الكيان الصهيوني، بدلاً من الاستمرار في حسابات المصالح الضيقة .
فقد اختتمت القمة العربية بقرارات باهتة لم تخرج عن دائرة بيانات الشجب والاستنكار، في وقت يتعرض فيه الفلسطينيون لإبادة جماعية و تهديد بالتهجير. استمرار هذا النهج المتخاذل لا يعني سوى أن البعض أصبحوا أدوات في خدمة الاحتلال، متنازلين عن القضية المركزية للأمة مقابل حماية كراسيهم، بينما يواصل الاحتلال جرائمه بلا اي رادع.
فأحسن ما يقال عن هذه القمة المثل القائل ضجيج بلا طحين وهنا قرارات القمة بلا قوة فهي مجرد جعجعة بلا طحين.








